ترك برس
تتباين آراء الخبراء والمحليين بشأن مصير العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي على خلفية الرسائل الإيجابية المتبادلة بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة، وخاصة على الصعيد الاقتصادي.
وتبادل قادة كل من تركيا والاتحاد الأوروبي على مدار يومين، الرسائل الإيجابية المتضمنة حرص الطرفين على اللقاء وتطوير العلاقات الثنائية، وذلك ضمن إطار مشترك في العام الجديد لحل الخلافات العالقة، وخاصة من جهة أنقرة التي تبنت سياسة جديدة قائمة على حل المشاكل مع دول الجوار والإقليم والقوى العالمية.
وينتظر أن يبدأ وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، زيارة للعاصمة البلجيكية بروكسل، في الـ21 من الشهر، ضمن إطار اللقاءات من أجل تجاوز الخلافات، وأهمها أزمة تقاسم ثروات شرقيّ البحر المتوسط، حيث تقف بروكسل إلى جانب اليونان في صراعها مع تركيا.
فيما تأمل أنقرة أن يكون هناك توزيع عادل للثروات، فضلاً عن محاولات التوافق في ملف ليبيا، خاصة أن تركيا تعمل حالياً لاستعادة علاقاتها مع دول الخليج ومصر، وتشير معطيات إلى وجود مساعٍ للتوافق في المصالح المشتركة. وفق تقرير نشرته صحيفة العربي الجديد.
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، لقاءً مع رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مؤكداً أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من الأولويات السياسية لأنقرة، التي ترى مستقبلها في الأسرة الأوروبية، مشدداً على أهمية استئناف القمم الدورية بين الطرفين.
وبيّن أردوغان أنّ الاجتماعات رفيعة المستوى ستعود بالفائدة عليهما، وأعرب عن رغبته في فتح صفحة جديدة في علاقة أنقرة بأوروبا مع بداية العام الجديد، فيما أعلنت دير لاين أنها أجرت لقاء جيداً مع الرئيس أردوغان، تناول جائحة كورونا والانتعاش الاقتصادي وتنفيذ المهمة المذكورة.
وأعقب المحادثة إعلان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والأمن جوزيب بوريل، استعداد الاتحاد لمواصلة العمل من أجل الحوار مع تركيا، واصفاً اتصال أمس بأنه "مفيد"، وأعرب عن تطلعه إلى الترحيب بوزير الخارجية جاووش أوغلو في بروكسل، لمتابعة المهمة التي أوكلها إليه زعماء الاتحاد الأوروبي حول العلاقات مع تركيا خلال قمتهم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وطلب من بوريل والمفوضية الأوروبية إعداد تقرير للقمة المقبلة في مارس/ آذار عن وضع العلاقات التركية الأوروبية والخيارات عن كيفية المضي بها قدماً، فيما أعلن جاووش أوغلو، اليوم الأحد، في تغريدة أنه "يتطلع إلى زيارة العاصمة البلجيكية بروكسل لإجراء حوار صادق وموجه نحو النتائج"، رداً على تغريدة بوريل.
وعن حقيقة إمكانية تطوير العلاقات المشتركة بين الجانبين، وآفاقها، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان في حديثه لصحيفة العربي الجديد، إن "هناك تأكيداً لضرورة تنمية العلاقات والاستمرارية بين الجانبين، لأن هناك مصالح وشراكة اقتصادية متبادلة ولا يمكن طرفاً الاستغناء عن الآخر، فكان التشديد على استعادة العلاقة عافيتها من جديد، رغم بعض التوترات في الفترة الأخيرة، بسبب التنقيب شرقيّ المتوسط، والوقوف الأوروبي إلى جانب اليونان، وهذا الموقف يؤدي إلى تأزم العلاقة بين الطرفين، ولكن هناك دول رزينة مثل ألمانيا تريد التعاون مع تركيا بشكل ما دون قطيعة".
ورداً على سؤال عن فرص تطوير العلاقات ونتائج زيارة وزير الخارجية التركي المتوقعة، أجاب أوزجان: "هناك أولوية لتركيا أعلنت أخيراً مع تقلص حجم التبادل التجاري مع روسيا ودول الخليج بسبب التوترات السياسية، وهو رغبتها في عودة العلاقات مجدداً مع أوروبا التي هي أكبر شريك تجاري لتركيا، فتريد أنقرة مجدداً تمتين العلاقات، وتريد استعادة العلاقات مع مصر والدول الخليجية، عبر تلطيف الأجواء مع كل الدول التي حصلت معها قطيعة، وهناك توجه أوروبي أيضاً لأن تركيا شريك كبير، ولكن الدرجة الأساسية هي التبادل التجاري، وأعتقد أن زيارة جاووش أوغلو ستؤدي إلى انفراجة بين أنقرة وبروكسل، لأن اليونان وفرنسا حاولتا فرض عقوبات على تركيا، بينما ألمانيا لا مصلحة لها بتلك العقوبات، واللقاءات الجديدة في المستقبل ستؤدي إلى تطوير العلاقات".
من جانبه، ذهب المحلل السياسي بكير أتاجان، إلى القول إن "هذه الزيارة ستكون لها تأثيرات إيجابية على الطرفين، ولكن لن تؤدي إلى حل النزاع، لأن الطرف التركي مصر على عدم التنازل عن الحقوق المشروعة في حوض المتوسط، وبالمقابل دول الاتحاد الأوروبي لا تزال مصرة على كسب الكثير من تركيا، بما يخدم مصالحها تحت حجة دعمها لليونان وحقوقها، فهذه المحادثات قد تكون إيجابية، ولكن لن تكون الحل، وستكون هناك مماطلة أوروبية دون حسم، لأنها في نقطة ضعف حالياً بسبب التطورات في أميركا، لذلك تركت مسألة العقوبات للأشهر المقبلة، لتشعر بوجود دعم قوي لها، لخوض الموضوع مجدداً، وتكون بالنهاية الرابحة في شرق المتوسط، فتسعى إلى استيعاب تركيا وإجراء تحسين شكلي في العلاقات".
وحول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال أتاجان: "شكلياً، قد تكون هناك خطوات إيجابية أيضاً في مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن أعتقد بالنسبة إلى تركيا باتت مسألة الانضمام مستحيلة، وذلك بعد الاتفاق مع بريطانيا، ولأن دخولها مع الاتحاد سيجعلها تخسر كثيراً، وبالمقابل ستسعى تركيا لاتفاقيات مماثلة وشبيهة لما وقعته مع بريطانيا من اتفاقيات وتعاون أخيراً".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!