ترك برس
يتزايد عدد الطلاب الأجانب في الجامعات التركية بشكل مستمر خلال السنوات الأخيرة بفضل التسهيلات والمزايا التي تقدمها السلطات لهم وخاصة على صعيد "المنح الدراسية".
ولم يؤثّر الإغلاق الذي تفرضه تركيا في محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، على حلم البلاد باستقطاب الطلاب الأجانب. وبدا لافتاً ارتفاع أعداد الطلاب المسجلين في الجامعات التركية خلال عام 2020.
يأتي ذلك في ظل التسهيلات والإغراءات التي قدمتها الحكومة التركية للحصول على الإقامة ومجانية القدوم إلى البلاد، عدا عن التسهيلات التي منحتها الجامعات، منها السماح بالتسجيل والتعليم عن بعد وصولاً إلى تخفيض قيمة الأقساط الجامعية. يقول تقرير في صحيفة العربي الجديد.
وبحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بلغت تركيا المرتبة العاشرة عالمياً عام 2018 لناحية عدد الطلاب الأجانب، وقد بلغ عددهم نحو 125 ألف طالب التحقوا بمؤسسات التعليم العالي لديها.
واستمرت أنقرة في مساعيها لتحقيق مراكز متقدمة من خلال تقديم المزيد من التسهيلات تزامناً مع افتتاح جامعات تعتمد اللغة غير التركية، وتحديداً الإنكليزية والعربية، ليصل عدد الطلاب الأجانب عام 2019 إلى 154.5 ألف طالب.
ويقدر المدير العام لشركة "عالم إسطنبول" للقبول الجامعي، جهاد العويد، في حديث لصحيفة العربي الجديد، عدد الطلاب الأجانب الذين التحقوا بالجامعات التركية سواء الحكومية والخاصة، بنحو 200 ألف طالب، وهو الرقم الذي وضعته تركيا ضمن استراتيجيتها لعام 2023.
يضيف أنّ عدد الطلاب الأجانب "يقفز باضطراد خلال السنوات الأخيرة"، إذ لم يكن يزيد عن 48 ألف طالب عام 2014، لكنه تضاعف بنسبة 2.5 في عام 2018، ليرتفع خلال العامين الماضيين وتزيد معه حصة تركيا من الطلاب الأجانب. وتأمل البلاد في جذب 220 ألف طالب خلال العام الجاري 2021.
وحول تأثير كورونا، يؤكد العويد أنّ عدد الطلاب الأجانب زاد العام الماضي بنحو 45 ألف طالب، عازياً السبب إلى التسهيلات والمزايا التي قدمتها تركيا، مثل التسجيل والتعليم عن بعد وتسهيل الحصول على تأشيرة ومنح إقامة طالب لأربع سنوات. يضيف أنّ عدد الطلاب الأجانب زاد بنسبة مفاجئة خصوصاً بعد افتتاح كليات تدرّس بالعربية، بالإضافة إلى تخفيض القسط الجامعي بنسبة 10 في المائة.
ويدرس في تركيا نحو 200 ألف طالب أجنبي في نحو 207 جامعات، نال بعضهم الفرصة من خلال برامج المنح الدراسية، مثل المنح التركية، ومنح مجلس التعليم العالي، والمنح الحكومية، ومنح الديانة التركية أو عبر التسجيل فيها بحسب إمكانياتهم المادية.
وتستهدف تركيا بحلول 2023، زيادة عدد الطلاب الأجانب في جامعاتها إلى 300 ألف طالب وطالبة، في ظل التعاون بين مجلس التعليم العالي ورئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB) الحكومية، ووقف الديانة التركي، لتحقيق الاستراتيجية التي تسعى إليها تركيا، والتي عززت المنح الدراسية الموجودة أصلاً، كما يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون في إسطنبول وهبي بايصان.
يضيف بايصان، وفق العربي الجديد، أنّ المنح الدراسية والسعي إلى جذب الطلاب الأجانب زادت منذ ستينيات القرن الماضي من خلال الاتفاقيات الثنائية والتعاون المشترك مع الدول، خصوصاً الدول الأوروبية.
لكنّ التحول بدأ منذ عام 1992، حين أطلقت بلاده "مشروع الطلاب الكبير"، وبدأت لأول مرة اعتماد سياسات وخطط وتسهيلات لزيادة عدد الطلاب الأجانب في تركيا، ليزيد الاهتمام خلال العقد الأخير بعد تأسيس رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB) عام 2010، والتي أطلقت عام 2012 برنامج المنح التركية، لتواصل بعدها تركيا تقديم المنح للطلاب الأجانب عبر هذه المؤسسة الحكومية، وتبدأ بقطف الثمار منذ العام الأول لتطبيق المنح من خلال جذب 42 ألف طالب من خلال تسديد نفقات الطلاب المتعلقة بالجامعة، والسكن، والتأمين الصحي، فضلاً عن تذاكر الذهاب والإياب من تركيا وإليها والإقامة وبطاقات النقل وغيرها.
ويقول أويصان: "منذ عام 2008، دعونا رؤساء جامعات وممثلين عن 72 جامعة عربية وبحثنا إمكانية تأسيس جامعات مشتركة، ثم ذهبت على رأس لجنة إلى دول عربية عدة، وهي لبنان، مصر، غزة والأردن، لبحث التعاون والتبادل على مستوى التعليم العالي ومقابلة الطلاب المتقدمين في منح للجامعات التركية".
وحول الشرط الأساسي للمنح، يشير إلى أنّ على الطلاب الراغبين في التسجيل أن يكون معدلهم 70 في المائة وما فوق، لتبدأ بعدها عملية اختيار الفائزين بالمنح وفق معايير معينة، وإجراء المقابلات معهم، يليه توجيه دعوة للطالب المقبول، للحصول على تأشيرة دخول إلى تركيا، ومن ثم بدء الدراسة في الجامعة التي اختارها.
ويختم أويصان حديثه قائلاً إنّ المنح تتوزع على "برنامج دوام كامل لمرحلة الإجازة (ليسانس)، ومنح الدراسات العليا (ماستر)، والمنح الدراسية القصيرة الأجل (برنامج النجاح، وبرامج منح اللغة والثقافة التركيتَين)، وبرنامج التواصل التركي لموظفي القطاع العام والأكاديميين"، وذلك في مختلف الجامعات والاختصاصات واللغات.
وحسب مصادر نقلتها عنها الصحيفة، دخلت في عام 2020 منحة وقف الديانة التركي، لتضاف إلى منح الجامعات الحكومية والخاصة، إذ يمكن للطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة في مرحلة الليسانس في الجامعات التركية، التسجيل في برنامج منح ثانوية الأئمة والخطباء الدولية الذي يقدّمه وقف الديانة التركي.
وتكشف المصادر أنّه يمكن لأيّ طالب في العالم أن يتابع تحصيله العلمي العالي في تركيا، بعد الخضوع لاختبار الطلاب الأجانب "YÖS" أو اختبار الطلاب الدوليين "UÖS". وهناك عدد من الجامعات يمكن الحصول على قبول فيها لا تشترط خوض هذين الامتحانين، كالجامعات الجديدة التي تدرّس باللغة الإنكليزية.
وكان مجلس التعليم العالي التركي قد أصدر جملة من القرارات التي تتمحور حول توفير فرصة للتسجيل المسبق للطلاب الأجانب للعام الدراسي 2020/ 2021 من خلال تمديد التسجيل، وإعطاء الطلاب فرصة لتعويض التعليم في فصل الربيع عن طريق وقف التسجيل، والتعليم عن بعد، بالإضافة إلى توسع مقاعد الدراسات العليا وتسهيلات القدوم وتمديد الإقامات المنتهية للطلاب الأجانب.
ويقول الأكاديمي التركي، مسلم طالاس، إنّ تركيا تسعى لتكون بين الدول المتقدمة عالمياً على صعيد جذب الطلاب الأجانب، بعد بلوغها مراتب متقدمة عالمياً لناحية عدد الجامعات، أي 207 جامعات عدا عن الأكاديميين والاختصاصات الجامعية واعتمادها أكثر من ثلاث لغات للتدريس، من بينها العربية.
وفي ما يتعلق بالمنح، يقول الأستاذ في جامعة "ماردين" إنّ المنح تختلف بحسب الجامعات (حكومية، أو وقف، أو خاصة) فعلى سبيل المثال، تركز جامعة "إسطنبول" الحكومية، في منحها على اتفاقيات التبادل الثقافي، بالإضافة إلى منحة الدولة التركية التي تأخذ مئات الطلاب من بين آلاف المتقدمين، وميزة هذه المنحة أنّها مغطاة بالكامل، وشروطها تتركز حول المعدل والعمر واللغة وغيرها، كما تركز على مجموعة دول معينة كلّ عام بما يتوافق واستراتيجية تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!