ترك برس
أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عن انتخاب نوري كاباكتيبي، رئيساً جديداً لفرعه في إسطنبول، كبرى المدن التركية، خلفاً لـ بيرم شان أوجاق.
جاء ذلك خلال المؤتمر الاعتيادي لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، والذي عقد قبل أيام، بحضور زعيم الحزب، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك في إطار مواصلة الحزب حراكه لعقد مؤتمره العام السابع والمزمع عقده في 24 آذار/ مارس المقبل، وسط تغييرات وتحركات كبيرة يجريها، لا سيما في إسطنبول التي خسرها الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية عام 2019.
وحظي ترشيح الحزب لـ "كاباكتيبي" بتأييد كبير لدى قاعدته الشعبية والإدارية، وذلك بسبب شخصيته السياسية والقيادية التي تعود بدايات ظهورها إلى حقبة حزب الرفاه بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، نجم الدين أربكان "أب الإسلام السياسي" في تركيا كما يلقب بذلك.
و"كاباكتيبي" من مواليد ولاية "أوردو" شمالي تركيا، عام 1970، وخرّيج كلية الإلهيات من جامعة أولوداغ بولاية بورصة. تولى العديد من المناصب المختلفة في حزب الرفاه وبعده في حزب السعادة الذي يعد أحد أبرز مؤسسيه، قبل أن يتولى منصب رئيس فرع الحزب في إسطنبول أيضاً.
وخلال تقديمه عثمان نوري كاباكتيبي كرئيس جديد لفرع "العدالة والتنمية" في إسطنبول، قال أردوغان: "إننا نقدم لكم صديقا لنا، كرئيس لفرع الحزب في إسطنبول، والذي سنحقق معه أهدافنا لعام 2023 بروح عام 1994".
ويعد عام 1994، ركيزة هامة لوصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، ففي ذلك العام انتخب أردوغان الذي كان مرشحا عن حزب الرفاه الإسلامي بزعامة نجم الدين اربكان، لرئاسة البلدية.
ويرى مراقبون أتراك، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يسعى لإحياء ما أسموه "روح94"، و"استراتيجية أربكان" للتهيئة للانتخابات المزمعة عام 2023.
وتتواصل التغييرات في كوادر الحزب الحاكم بتركيا، عقب بعد الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2019، والتي شهدت فيها خسارة بلديات أنقرة وإسطنبول الكبرى، فضلاً عن انشقاق قيادات كبيرة لاسيما أحمد داود أوغلو والذي أسس حزب المستقبل، وعلي باباجان الذي أسس حزب "الديمقراطية والتقدم".
"كاباكتيبي" الذي يلقب بـ "صقور ميللي غوروش"، هو أحد مؤسسي الأطر الشبابية في حزب السعادة ذو الرؤية الأربكانية، وعندما كان رئيسا لها في تلك الفترة، كان وزير العدل الحالي عبد الحميد غل نائبا له.
طوال الفترة الماضية، كان "كاباكتيبي" الذي ابتعد عن السياسة قليلاً، منشغلا بمنظمات المجتمع المدني، مثل وقف المعارف وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية "İHH".
ويأتي تعيين أردوغان لـ "كاباكتيبي"، ضمن مساعيه لاستقطاب القاعدة الشبابية التي يعود أساسها إلى "ميللي غوروش" لصالح "العدالة والتنمية"؛ فمن المعروف أن "كاباكتيبي" له بصمات في العمل الشبابي ومقرب جدا لجيل الشباب، ويأتي هذا التغيير من الرئيس التركي استجابة للأصوات الشبابية داخل الحزب لمراجعة سياساته، بحسب تقرير لموقع "عربي 21."
وعلى الرغم من أن "العدالة والتنمية" تأسس كحزب جماهيري، لكن عموده الفقري تشكل من أولئك الأشخاص الذين كانوا يعدون نواة في "ميللي غوروش" أو "الرؤية الوطنية".
و"ميللي غوروش" (الرؤية الوطنية)، هي حركة سياسية دينية ومجموعة من الأحزاب الإسلامية التركية، وُصفت بأنها أكبر منظمة إسلامية تعمل في الغرب في ذلك الوقت، وكانت الأحزاب المحافظة جزء منها.
واللافت أن اختيار "كاباكتيبي" رئيساً لفرع "العدالة والتنمية" في إسطنبول، يأتي في ظل حديث الإعلام التركي عن مساعي أردوغان لضم حزب السعادة، إلى تحالف الجمهور، لا سيما وأن هناك مؤشرات كبيرة تدل على هذا.
أبرز هذه المؤشرات زيارة أردوغان، قبر رئيس الوزراء السابق البروفيسور نجم الدين أربكان في مدينة إسطنبول، في خطوة حملت تفسيرات كثيرة لا سيما وأنها جاءت بعد أيام أيضاً من زيارة أردوغان إلى رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة، أوغوزخان أصيل تورك، في منزله بالعاصمة أنقرة، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام التكهنات حول التقدم في جهود أردوغان لاجتذاب الحزب لتحالفه الانتخابي.
كما تداولت وسائل إعلام تركية أنباء عن زيارة غير رسمية أجراها أردوغان لنديم أورهان أحد الأسماء البارزة في حزب السعادة ومن الشخصيات الإسلامية التاريخية التي كانت مقربة من أربكان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!