ترك برس
قال الجنرال التركي المتقاعد إسماعيل حقي، إن المناورات التي أطلقتها بلاده قبل أيام في بحري إيجة والمتوسط، رسالة إلى اليونان بجاهزية أنقرة للرد على أية تجاوزات قد ترتكبها أثينا.
وأضاف أن الجيش التركي "يهدف إلى حماية مصالح الجمهورية ومكتسباتها البحرية، ومن خلال المناورات الحالية نعلن جاهزيتنا وتصميمنا على حمايتها ونحمل شعار: أقوياء في وطننا الأزرق.. آمنون في وطننا".
وأوضح أن اليونان دائما تتحدث عن مشاريع للتنقيب عن الغاز والنفط في المتوسط، وتركيا تنذر وتؤكد أنها سترد بشدة على أي اتفاق يتجاوزها، وبالتالي فالتدريبات رسالة مهمة في هذا الإطار، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."
ولفت إلى أن المناورات تشكل فرصة لاختبار الأسلحة المحلية الصنع التي دخلت الخدمة أخيرا والتأكد من جاهزيتها، خصوصا أن تركيا تخوض غمار الصناعة الدفاعية البحرية، وفي الفترة الأخيرة حققت قفزة كبيرة في موضوع تصنيع سلاحها ذاتيا.
نظرية الوطن الأزرق
وتنص نظرية الوطن الأزرق، حسب الأدميرال التركي المتقاعد جيم جوردنيز الذي ابتكر النظرية، على بسط سيادة تركية على مساحات شاسعة من شرق البحر المتوسط وبحري إيجة والأسود، وهذه النظرية لا تزال مسيطرة على العقيدة البحرية التركية.
واعتبر جوردنيز أن البحرية التركية هي الأولى في شرق المتوسط، لذلك ينبغي على تركيا أن تكون أكثر طموحا.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق، إن "البحر المتوسط لا يشكل سوى 1% من المحيطات والبحار في العالم. يجب أن تذهب تركيا أبعد من هذه النسبة.. ينبغي أن يكون لتركيا حضور في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الأطلسي، كرمز لنفوذ متزايد".
والخميس، أعلنت وزارة الدفاع التركية، إطلاق مناورات "الوطن الأزرق 2021″، البحرية، كل من البحر المتوسط وبحر إيجة، تزامناً مع تحركات عسكرية قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية واليونان في بحر إيجة، وعقب تحرش مقاتلات تابعة لأثينا بسفينة تركية.
وأضافت الدفاع التركية في بيان لها، أن إجراء مناوراتها يأتي بتخطيط من قيادة القوات البحرية، وستستمر حتى 7 مارس/آذار المقبل، مشيرة إلى أن المناورات تهدف إلى تقييم جاهزية الوحدات والسفن التابعة لقيادة القوات البحرية وتطوير القدرات للعمليات البحرية.
وتشارك في المناورات 87 سفينة حربية و27 طائرة و20 مروحية، من مختلف القوات البحرية والجوية والبرية، منها مروحيات هجومية تابعة لقيادة القوات البرية، ومقاتلات "إف 16" تابعة للقوات الجوية.
كما ستشارك القوات البرية والجوية وقوات الدرك، بالإضافة إلى عشرات السفن والمروحيات والطائرات التابعة لخفر السواحل التركي.
وخلال المناورات سيجري استخدام الذخيرة الحية، وسيتم تنفيذ ضربات بحرية وجوية لمركبات غير مأهولة وعالية السرعة كأهداف، من أجل خلق بيئة حرب حقيقية.
وتكتسي هذه التدريبات أهمية كبيرة كونها تجري في محيط بحري ملتهب، في ظل الخلاف الحدودي مع أثينا والنزاع على الغاز وعلى جزر واقعة بين الدولتين.
والأربعاء، أعلنت أنقرة أن قواتها ردت على تحرش 4 مقاتلات يونانية من طراز "إف 16" بسفينة تركية تجري أبحاثا في المياه الدولية شمال بحر إيجة.
واقتربت المقاتلات اليونانية من سفينة "تشيشمه" التركية على مسافة ميلين بحريين، لتطلق بعدها بالونات حرارية قبل أن تبتعد عن موقع السفينة.
وتواصل السفينة "تشيشمه" مهامها في المياه الدولية شمال بحر إيجة، منذ 18 فبراير/شباط الجاري وحتى الثاني من مارس/آذار المقبل، ضمن إطار برنامجها السنوي للأبحاث العلمية والتقنية في المجال الهيدروغرافي.
وأفادت وزارة الدفاع التركية بأن المقاتلات اليونانية تحرشت بالسفينة من على ارتفاع ألف متر، وأنه تم الرد على المقاتلات اليونانية المتحرشة، دون الكشف عن طبيعة الرد.
كما تأتي المناورات التركية بعدما نشر واشنطن مئات المروحيات العسكرية و1800 آلية في قاعدتها البحرية التي أنشأتها العام الماضي في منطقة الكسندروبوليس اليونانية (تبعد 20 كم عن الحدود التركية).
وذكرت وسائل إعلام يونانية الولايات المتحدة قررت توسيع أربع قواعد عسكرية لها في اليونان، وتم تخصيص قواعد بحرية للقوات الأمريكية كجزء من اتفاقيات دفاعية بين البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!