ترك برس
تسبب انقلاب ما بعد الحداثة 28 شباط/ فبراير 1997 بجروح عميقة في الديمقراطية التركية وضمير المجتمع، التي تضرر خلالها آلاف الضحايا، وفيما يلي نتطرق لذكر رواية اثنين من ضحايا هذا الانقلاب وهما المعلمة سما أونال أكسل، التي طردت من وظيفتها بسبب ارتدائها الحجاب، والقائد محمد كنماز، في القوات المسلحة التركية الذي تم طرده بسبب معتقده وارتداء زوجته الحجاب.
كانت معلمة المدرسة الابتدائية سما أونال أكسل، واحدة من آلاف من ضحايا الانقلاب المعروف بـ"انقلاب ما بعد الحداثة 28 فبراير"، فقد منعت من أداء وظيفتها بسبب ارتدائها للحجاب، واستمرت تطالب بحقها وتناضل للعودة إلى وظيفتها، حتى اجتمعت بطلابها بعد 15 عاما من النضال.
تخرجت أكسل الحاصلة على المرتبة الأولى من كلية التربية في عام 1993، وتم تعيينها في المدرسة الابتدائية بمنطقة تشوبوك في أنقرة عام 1998، وبعد فترة وجيزة فصلت من عملها خلال انقلاب ما بعد الحداثة 28 فبراير، حين قيل لها: "لماذا ترتدين الحجاب؟ أنت تعلمين أنه ممنوع، ولا نسمح لأحد بارتدائه، إذا كنت ستستمرين بارتدائه فلا عمل لك عندنا، أنت شابة وجميلة، ألا تعطين قيمة لعملك"، ثم بدؤوا بمهاجمتها بكلماتهم.
أشارت أكسل، إلى أن الإدارة حاولت إقناعها والضغط عليها، إلا أنها لم تترك الحجاب، فتم طردها من المدرسة بسبب تغيبها لمنعها من الدخول إلى المدرسة مرتدية الحجاب، وصمدت وناضلت للحصول على حقها. تقول أكسل عن تلك الفترة: "لم يسمح لنا بدخول المدرسة ولا حتى إلى حديقتها، لذلك لم أستطع إكمال دروسي، شعرت وكأنني إرهابية عندما فصلوني ومنعوني من دخول مدرستي، فقد تم طردي من المدرسة بعد 20 يوما من غيابي بسبب منعهم لي من الدخول إليها".
كافحت أكسل، 15 عاما من أجل حلمها بالعودة إلى وظيفة التدريس، وأخيرا تحقق حلمها في سن 45 عاما ولديها ثلاثة أطفال في عام 2014، حيث تم تعيينها في مدرسة "بقرية كوتشبينار" في أكسراي، وكلما حل 28 فبراير تتذكر ما حدث معها وكانه يحدث اليوم.
طُرِدَ من الجيش في 28 فبراير بسبب معتقده
كان محمد كنماز، واحدًا من عناصر القوات المسلحة التركية ضحايا انقلاب ما بعد الحداثة 28 فبراير، الذين تم طردهم بسبب معتقدهم وارتداء زوجاتهم الحجاب.
كان محمد كنماز، رئيس فرع قونية لجمعية المدافعين عن العدالة، حيث خدم برتبة رقيب حتى عام 1997، لكنه طُرِدَ بقرار صادر عن المجلس العسكري الأعلى خلال انقلاب 28 فبراير.
قامت القوات المسلحة بزيارة منازل القادة والعناصر لرؤية زوجاتهم، وكانت تلك الزيارات هي التطورات الأولى لطرد عناصر وقادة الجيش، وتم إعلام كنماز، خلال الزيارة بأن أسماء بناته الثلاث رجعية وهي "مروة وبشرى ومعراج".
أشار كنماز، إلى أن القوات دخلت جميع غرف المنزل، وقال: "تم تسجيل ملاحظات عن أسماء الكتب التي تم العثور عليها من خلال الدخول إلى جميع غرف المنزل. أؤكد أنني لم أقُم طوال حياتي بأي عمل ضد دولتي والجيش".
وبالرغم من مرور 24 عاما على انقلاب ما بعد الحداثة 28 فبراير، إلا أن آثاره التي قلبت حياة ضحاياه رأسًا على عقب لا تزال تنبض من جديد مذكرة بآلامها كلما حل 28 فبراير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!