ترك برس
كتب اسم الغازي عثمان باشا، في الأناشيد الوطنية، ورويت بطولاته للأجيال من بعده، وكان بدفاعه عن بليفنه مثالا يحتذى به من قبل جميع أفراد الجيش من بعده، وكان أعظم ما ورث عنه العزم والإصرار على القتال، لذلك يتم إحياء ذكرى وفاته منذ توفي يوم 5 نيسان/ أبريل 1900.
ولد عثمان باشا عام 1832 في مدينة توكات وسط تركيا، وانتقل إلى إسطنبول مع عائلته، ثم التحق بالمدرسة العسكرية وتخرج منها عام 1852، ثم التحق بالمكتبة الحربية وتخرج منها في العشرين من عمره.
بدأت حرب 93، الحرب الروسية العثمانية، بعد تولي السلطان عبد الحميد الثاني الحكم بعام واحد، وأصدر السلطان أمرا للغازي عثمان باشا بالدفاع عن مدينة بليفنه، الواقعة اليوم داخل حدود بلغاريا، على بعد 140 كيلومترا شمال شرق صوفيا، لذلك كان موقعها في منطقة استراتيجية حرجة جدا، وكان الهدف من التمركز فيها صد الهجوم الروسي، وفي حينها لم يكن يتوقع الروس تأسيس خط الدفاع القوي الذي شكّله الغازي عثمان باشا بجيشه المكون من 40 ألف جندي.
وفي هذه الذكرى، تحدث الدكتور سليمان كيزيل توبراك، عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بجامعة "معمار سنان"، عن أهمية الخطة الاستراتيجية التي وضعها عثمان باشا في تاريخ الحرب، فقد خاض حربًا بطريقة الخنادق، وقال توبراك: "قام الغازي عثمان باشا بحفر خنادق وتمركز في مواقع على خط بلغ طوله 36 كيلومترا، واحتذت حذوه العديد من الدول خلال الحرب العالمية الأولى".
بالإضافة إلى ذلك، تطرق الدكتور حسيب سايجيلي، رئيس قسم التاريخ في "جامعة مؤسسة السلطان محمد الفاتح"، إلى أهمية استخدام المعاقل المتنقلة، التي تسببت في خسائر كبيرة للروس، وقال: "نفذت الذخيرة ونقصت كمية الإمدادات الغذائية، فتحرك عثمان باشا لكسر الحصار، وكانت محاولته ناجحة في البداية، وتم تقسيم خطوط الحصار الأولى، لكن نهايته لم تكن ناجحة، فقد أصيب عثمان باشا وحصانه بإطلاق نار".
أشار سايجيلي، إلى حصول عثمان باشا على لقب الغازي من قبل السلطان عبد الحميد الثاني، وحصوله على احترام العدو أيضا، بالرغم من اضطراره للاستسلام بعد معاناته من أيام صعبة لمدة 145 يوما، وقال سايجيلي: "تم منح الغازي ميدالية بأعلى مستوى من قبل القيصر الروسي، تقديرا لبطولته وشجاعته التي نالت إعجاب العدو أيضا".
عُيّن الغازي عثمان باشا مستشارا للقصر بعد عودته إلى إسطنبول، وظل في هذا المنصب ينال الاحترام من قبل الجميع دائما كبطل، إلى حين وفاته في 5 نيسان 1900 عن عمر ناهز 68 عاما. ودفن في الضريح الذي أنشأه السلطان عبد الحميد الثاني في مقبرة مسجد الفاتح، وكان إرثه الأكبر هو إلهامه الأجيال القادمة للقتال بعزم وإصرار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!