ترك برس-الأناضول
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تبذل جهودًا من أجل حل الخلافات بين روسيا وأوكرانيا عبر المفاوضات والسلام.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، الأحد، خلال لقاء مع أعضاء من "اتحاد الديمقراطيين الدوليين" (اتحاد منظمات مدنية بأوروبا، مقره مدينة كولونيا الألمانية)، في مكتب الرئاسة التركية بقصر "دولمه بهتشه" في مدينة إسطنبول.
وقال أردوغان: "نريد أن تحل روسيا وأوكرانيا خلافاتهما عبر المفاوضات والسلام في أقرب وقت من أجل مستقبل الاستقرار والأمن في منطقتنا".
ولفت إلى أن تركيا تبذل جهودًا في هذا الاتجاه.
وأشار أردوغان إلى أنه التقى أمس في إسطنبول نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وشاركا معًا في الاجتماع التاسع للمجلس الاستراتيجي التركي-الأوكراني رفيع المستوى.
وبيّن أنه تناول مع زيلينسكي الأزمة المتصاعدة بين كييف وموسكو في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، وكذلك الاتصال الهاتفي الذي أجراه الخميس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول نفس الموضوع.
وأكّد أنه بحث أيضًا مع بوتين في اتصال الخميس جملة من القضايا، مثل موسم السياحة والأزمة السورية والتطورات في إقليم "قره باغ" الذي حررته أذربيجان قبل أشهر من الاحتلال الأرميني.
وبين الفينة والأخرى، تندلع اشتباكات في دونباس شرقي أوكرانيا، بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا الذين أعلنوا استقلالهم عام 2014، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألفا منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا في فبراير/شباط 2015، في عاصمة بيلاروسيا "مينسك" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.
وفيما يخص جهود تركيا في مكافحة فيروس كورونا، أكّد أردوغان أن بلاده ستتجاوز مرحلة الوباء وهي تزداد قوة.
وأعرب عن إيمانه بأن الصعوبات الناجمة حاليا عن الجائحة العالمية ستفتح الباب أمام بُشريات جديدة وخاصة لتركيا وشعبها.
وتابع: "عندما نلقي نظرة إلى تاريخ العالم، فإننا نرى أن مثل هذه الأحداث المهمة تؤدي أيضًا إلى حدوث تغييرات على نطاق عالمي".
وتابع: "أظهرنا كرم تركيا وشعبها للعالم أجمع عبر إرسال مساعدات إلى 157 بلدا و12 مؤسسة دولية (خلال فترة الوباء)".
وأضاف: "نجحنا بتأمين عودة أكثر من 100 ألف مواطن إلى تركيا من 142 بلدا منذ بداية جائحة كورونا".
وأوضح أن اقتصاد تركيا حقق نموا بنسبة 1.8 في المئة خلال عام 2020 في الوقت الذي انكمشت فيه اقتصادات البلدان الأخرى بمعدلات كبيرة.
ولفت أردوغان إلى الخدمات الطبية التي توفرها تركيا مجانًا بأعلى المعايير لا يمكن الحصول عليها في عدد كبير من البلدان الأوروبية إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة.
وقال: "نعلم أيضًا أن هناك العديد من مواطنينا في أوروبا ينتظرون الدور عدة أيام لإجراء الاختبار (كورونا)، ولا يمكنهم الحصول على الأدوية، وهناك من فقد حياته في المنزل لأنه لم يتمكن من العثور على سيارة إسعاف، فضلًا عن الذين رفضت المشافي علاجهم".
وأكّد أن تركيا ستواصل الوقوف بجانب مواطنيها أينما كانوا، وستتابع مشاكلهم لمعاجلتها، وأن هناك نحو 6 ملايين مغترب تركي في عموم أوروبا.
وعبّر أردوغان عن فخره حيال رؤية الأتراك الأوروبيين يساهمون بشكل أكبر في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية للبلدان التي يعيشون فيها.
وأشار إلى أنه لا شك في أن الأتراك والمسلمين سيتمتعون بمكانة بارزة أكثر في مستقبل أوروبا بالشكل الذي يستحقونه.
وشدّد على أن معاداة الإسلام أصبحت من أهم الأدوات التي يستغلها السياسيون الغربيون للتستر على إخفاقاتهم.
وحول تهجم بعض القادة الغربيين عليه في تصريحاتهم، قال أردوغان إن الذين يفشلون في السياسة الخارجية ويضيق بهم الخناق داخل بلدانهم ويضعون منافساتهم الشخصية فوق مناصبهم، "يحاولون التستر على فشلهم من خلال مهاجمتي أنا والمسلمين".
وقال إن جرائم الكراهية تضاعفت مرتين في أوروبا خلال العام الماضي مقارنة بالسنوات السابقة.
واستنكر الرئيس التركي اغتصاب حقوق المرأة المسلمة في أوروبا عبر أساليب ماكرة في القطاعين العام والخاص.
واعتبر أن الجانب المؤلم في الواقع هو أن أولئك الذين يعطون دروسًا في الديمقراطية وحقوق الإنسان يصفقون لانتهاك أبسط حقوق الإنسان، ويلتزمون الصمت صراحة حيال ممارسة التمييز في بلدانهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!