ترك برس

واجه العالم مشكلة أخرى فترة وباء كورونا، وهي نقص الأكسجين الطبي ومعدات أجهزة التنفس الصناعي، وقد اتخذت تركيا إجراءات مبكرة بإنتاج أعداد كبيرة من أجهزة التنفس والأكسجين في العام الماضي، لتقدم الأجهزة الطبية التركية "نَفَسًا" لأكثر من 150 دولة في العالم.

صرح سيدا بانو أكينجي، عضو هيئة تدريس التخدير والإنعاش في مستشفى جامعة هاجيتبه، بأن العالم يكافح فيروس كورونا منذ أكثر من عام، وأن الأكسجين الطبي شريان الحياة لمرضى العناية المركزة، وقال: "يشعر المريض الذي يعاني من نقص في الأكسجين وصعوبة في التنفس بالراحة عند وضعه على جهاز التنفس الصناعي، وقد يتسبب نقص الأكسجين بتعطل عمل الأعضاء وبأضرار أخرى، وبعد ربط الجسم بالجهاز يعود عمل الأعضاء لطبيعتها، فالأكسجين طريقة علاج مهمة وحيوية جدا".

ومع ذلك يواجه العالم مشكلة في نقص الأكسجين الطبي، فقد أدى نقصه لوفاة حوالي مليون شخص، لذلك طُرحت هذه القضية على لجنة "معهد مردوخ للأبحاث" في أمريكا الشهر الماضي، لمعالجة مشكلة النقص في إمدادات الأكسجين، التي كان من الممكن أن تمنع وفاة مليون شخص.

أشار أنتوني فاوتشي، مدير معهد الأمراض المعدية والحساسية الوطني الأمريكي، إلى صعوبة المشكلة اقتصاديا حتى على أقوى الدول، وقال: "نواجه مشكلة غير عادية ونحتاج لمعالجتها، وأنا أعمل طبيبًا منذ 40 عاما ولم أفكر أبدا بمسألة نقص الأكسجين، ولم يخطر في ذهني أن تعاني أمريكا من نقصه في يوم من الأيام، ولم أستوعب ذلك عندما رأيته بنفسي. إذا كنا في أمريكا عانينا من ذلك، فما الذي حدث للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط؟".

قصة جهاز التنفس المحلي والوطني

كانت تركيا مثالًا يحتذى به عالميا بإتخاذها خطوات مبكرة، لم يعاني العالم من نقص بالأكسجين الطبي فقط، بل أيضا مشكلة أجهزة التنفس الطبية، فبدأت تركيا بحملة مبكرة للإنتاج، وضاعفت عدد المهندسين الأتراك العاملين ليل نهار، وشارك بإنتاجها أيضًا معلمون وطلاب المدارس المهنية بشكل مكثف، مما أدى لزيادة معدلات الإنتاج بنسبة 300% في العام الماضي، كما أنتجت "شركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية" (MKEK) جهاز التنفس المنزلي المحلي "ساهرا"، كي لا يضطر المريض للذهاب إلى المستشفى.

وبعد الإنتاج الضخم لهذه الأجهزة، لم تعاني تركيا من نقص في الأكسجين الطبي، وقامت أيضًا بإرسال المساعدات إلى أكثر من 150 دولة، كما زادت الطلبات من جميع أنحاء العالم على أجهزة التنفس المنتجة من قبل الشركات المحلية، التي قامت بتطوير بنيتها التحتية.

ومن جهته، أشار المدير العام لأحدى الشركات المحلية التركية المنتجة لأجهزة التنفس، جمال أردوغان، إلى زيادة قدرات شركته وبنيتها التحتية الإنتاجية، وقال: "لقد زاد معدل وحجم إنتاجنا بشكل كبير جدا في فترة الوباء. هناك دول عديدة لا تستطيع الوصول لهذه الاجهزة ولا تملك البنية التحتية اللازمة لإنتاجها، في حين تلبي تركيا كافة احتياجاتها من الأكسجين الطبي ومعدات أجهزة التنفس، وتصدّرها وتقدمها كمساعدات في وقت يمثل نقصها مشكلة كبيرة في أنحاء العالم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!