ترك برس
مع حلول موسم الربيع، تتزيّن إسطنبول بالملايين من أزهار التوليب، في مشهد يجذب الزوار من داخل وخارج تركيا كل عام.
وأمام الشهرة التي حظيت بها زهرة التوليب، واقترانها بمدينة إسطنبول، تبرز أسئلة حول تاريخ هذه الزهرة، والسر وراء ارتباطها بإسطنبول وارتباط هذه المدينة بها.
مع حلول القرن الثاني عشر للميلاد، بدأ الأتراك استخدام زهرة التوليب في أعمال الحِرف اليدوية والتزيين.
كما استخدموها في الرسومات والقصص والروايات والمنمنمات والتصوّف والقصائد الشعرية كتلك التي كتبها مولانا جلال الدين الرومي، حتى باتت اليوم أيقونة للدولة العثمانية.
ووفق روايات، فإنّ زهرة التوليب اكتسبت شهرتها في القسطنطينية بين 1718 و1730 في فترة عُرفت باسم حقبة التوليب.
ويرجع هذا الاسم إلى فترة السّلام التي عاشتها البلاد في عهد السلطان أحمد الثالث، بحسب تقرير لـ "TRT عربي."
الرحّالة العثماني أوليا جلبي، أكد في كتابه "سفريات" هذا الكلام، حين وصف متعة التنزّه والنظر لأزهار التوليب حول مضيق البوسفور.
وحول انتقال زهرة التوليب إلى أوروبا، تقول مصادر تاريخية إنّ سفير إمبراطورية النمسا والمجر في إسطنبول، أوغيير غيسلاين، هو من نقل بذور التوليب إلى فيينا ومن ثمّ إلى هولندا.
وتقول رواية أخرى، إنّ بُصيلات زهرة التوليب استُقدمت مِن القسطنطينية إلى أوروبا وتحديداً إلى حديقة النباتات الطبيّة في فيينا.
وكان يدير هذه الحديقة عالم النباتات الفلمنكي، شارل دي لوكوز.
لذا زرع في العام 1593 بُصيلات أزهار التوليب في حديقته الخاصة بهولندا إلى أن توفي، فعُرضت وسُوّقت.
وسرعان ما لاقت إقبالاً شعبياً وملكياً واسعاً في هولندا، حتى أصبحت هذه الزهرة رمزاً للمكانة الاجتماعية والثروة هناك.
ونجحت هولندا لعقود في إنتاج وتطوير أنواع جديدة من التوليب، ما جعلها تسيطر نسبياً على زراعة وتجارة هذه الزهرة منذ أواسط القرن التاسع عشر.
إلا أنّ تركيا تواصل جهودها لتوسيع تجارتها ومنافسة هولندا في هذا السوق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!