ترك برس
طرح تقرير صحفي تساؤلات حول ما إذا كانت النسخ المطورة من الطائرات المسيّرة بمثابة بديل كاف لتركيا عن الطائرات الحربية التقليدية لا سيما عقب قرار واشنطن إخراج أنقرة بشكل نهائي من برنامج تطوير طائرات "إف-35".
ويشير التقرير بصحيفة القدس العربي إلى أن الصناعات الدفاعية التركية نجحت في برامجها المختلفة للطائرات المسيرة القتالية لا سيما طائرات “بيرقدار” و”أقنجي” و”أق صونغور”، ودخلت في مرحلة جديدة من التطورات تتعلق بزيادة ساعات الطيران على ارتفاعات شاهقة ورفع القدرة على حمل أوزان ثقيلة تمكنها من حمل صواريخ وقنابل ذكية تجعل منها تقوم بمعظم مهام الطائرات الحربية التقليدية.
وأكّد أنه بعد يوم واحد فقط من إخراج تركيا بشكل رسمي ونهائي من برنامج طائرات إف-35، أعلنت شركة بايكار التركية إجراء أول تجربة على إطلاق صاروخ من طائرة “أقنجي” أحدث نسخة من الطائرات المسيرة التي تنتجها الشركة، وتتمتع بمميزات أكبر بكثير من طائرة بيرقدار المسيرة التي أبهرت العالم في أدائها العسكري في معارك مختلفة في سوريا وليبيا وقره باغ.
وتابع التقرير: طائرة أقنجي التي أنهت مؤخراً سلسلة من اختبارات الطيران المنخفض والمتوسط والمرتفع، ويتوقع أن تدخل الخدمة فعلياً مع نهاية العام الجاري، تتمتع بمميزات كبيرة تتعلق بالقدرة على الطيران على ارتفاعات شاهقة تصل إلى 40 ألف قدم بشكل متواصل ولمدة 24 ساعة.
أما فيما يتعلق بالقدرات الحربية، فتستطيع مسيّرة أقنجي الإقلاع بحمولة قدرها 5.5 طن، فيما تبلغ سعة حمولتها المفيدة 1350 طناً، وهي حمولة أكبر بكثير من تلك التي كانت تتمتع بها مسيرة بيرقدار، ما يعني أن المسيرة الجديدة قادرة على حمل صواريخ أكبر، ما يمكّنها من مهاجمة أهداف كبيرة بصواريخ بقدرة تدميرية أكبر، بعدما كانت بيرقدار قادرة فقط على مهاجمة الأشخاص والمدرعات والسيارات العسكرية والأنظمة الدفاعية، أي أهداف محددة صغيرة.
وفي أحداث اختبار لها قبل أيام، أعلنت مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية، نجاح اختبار ذخيرة محلية ذكية من طراز “MAM-T”، من خلال مسيرة أقنجي، وهو نوع جديد من الصواريخ بعد تلك التي اختبرت سابقاً من طراز “MAM-L” و”MAM-C”.
يقول رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير: “ذخيرة (MAM-T) قوة ضاربة جديدة لطائراتنا المسيرة، حيث تم إجراء أول اختبار لإطلاق هذه الذخيرة من طائرة أقنجي تيها بنجاح”، مضيفاً: “صاروخ MAM-T تم تطويره لرفع كفاءة الرؤوس الحربية وزيادة مداها.. هذه الذخيرة تترقب الدخول في مخازن مسيرات أقنجي في أقرب وقت”.
كما تستخدم طائرة أقنجي نظام رادار “AESA” الذي طورته شركة “أسيلسان” التركية للصناعات العسكرية والإلكترونية، حيث تقوم من خلال النظام المذكور بتحديد الأهداف، ومن ثم قصفها بصواريخ “غوك ضوغان” و”بوز ضوغان” المحلية، كما يمكنها ومن خلال صاروخ “سوم – SOM” مهاجمة وضرب الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى.
لكن الثورة الحقيقية في عالم المسيرات، فجرتها شركة TUSAS التركية التي تصنع الطائرة المسيرة الضخمة “أق صونغور”، حيث نشرت، الأحد، مقاطع فيديو لإجراء أول تجربة لإطلاق قنبلة ذكية ضخمة من المسيرة، حيث بلغ وزنها 340 كيلوغراماً وهو رقم ضخم جداً مقارنة بأوزان الصواريخ التي تستخدمها المسيرات والتي لا تتجاوز عدة كيلوغرامات.
وأعلنت رئاسة الصناعات الدفاعية أن المسيّرة التركية “أق صونغور” نجحت في إطلاق القنبلة الذكية KGK-SİHA-82 والتي تزن 340 كغم، وأصابت هدفها من مسافة 30 كم، في حين كشفت مصادر تركية أن الشركة ستجري اختباراً آخر في وقت قريب على إطلاق قنبلة مشابهة ولكن من مسافة 45 كيلومتراً.
والطائرة المسيّرة “أق صونغور” من صنع شركة TUSAŞ التركية، ومن المقرر أن تبدأ الشركة تسليم الجيش التركي المُسيرةَ خلال هذا العام. ويمكن أن تحمل “أق صونغور” ما يصل إلى 750 كيلوغراماً من الحمولة، وهي قادرة على عمليات التحمل الطويلة على ارتفاع يصل إلى 40 ألف قدم، وخلال رحلتها التجريبية رقم 59 في سبتمبر/ أيلول الماضي، حطمت الطائرة الرقم القياسي بالبقاء في الهواء لمدة 49 ساعة.
وإضافة إلى كل المميزات السابقة التي أضيفت للنسخ المطورة من المسيرات التركية، تعمل الصناعات الدفاعية على تمكين هذه المسيرات من حمل صواريخ “جو – جو” التي جرى تطويرها مؤخراً من طراز “بوزدوغان” لتتمتع بنفس المميزات التي أضافها الصاروخ لطائرات “إف 16” الحربية التقليدية.
ويبلغ وزن صاروخ بوزدوغان 140 كغم، وسرعته 4 ماخ، وتقول أنقرة إن صواريخ جو – جو الحديثة سوف تشكل إضافة نوعية كبيرة لتفوق سلاح الجو التركي وسيتم إضافتها لذخيرة طائرتي أقنجي وأق صونغور.
وفي إطار رؤيتها الاستراتيجية لتطوير صناعاتها الدفاعية والاعتماد بشكل كامل على أسلحتها الوطنية، تعمل تركيا على برنامج واعد لصناعة طائرة حربية مسيرة من الجيل الخامس لتكون الطائرة الحربية الأولى بإمكانيات وطنية في ترسانة الجيش التركي ورأس حربة القوات الجوية التركية، وأعلن مؤخراً سلجوق بيرقدار المدير الفني لشركة بايكار، أنهم يخططون لإجراء أول رحلة تجريبية للطائرة بحلول عام 2023.
ويرى خبراء عسكريون أن تركيا وبفضل تطويرها للمسيرات وعملها على مشروع واعد لطائرة حربية وطنية، ربما لن تكون مضطرة للسعي إلى إيجاد بديل لطائرات إف-35، وذلك عبر زيادة قدرة المسيرات على حمل قنابل ذكية بأوزان كبيرة تلبي احتياجات الجيش التركي لحين اكتمال مشروع المقاتلة الوطنية، وهو ما قد يشكل مستقبلاً تفوقاً بارزاً بأن يصبح سلاح الجو التركي أكثر حداثة ومواكبة للجيل الجديد من الطائرات.
إلا أن خبراء عسكريين آخرين يصرّون على أن المسيرات تبقى مكملة لمهام الطائرات الحربية التقليدية، وأن أنقرة يتوجب عليها إيجاد بديل لمقاتلات إف-35 للحفاظ على تفوقها الجوي مع تسارع حدة التسلح في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!