ترك برس
عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا صيف 2016، واتهام أنقرة لتنظيم "غولن" الإرهابي بالوقوف وراءها، نقل الأخير جزءاً كبيراً من أفراده وأنشطته إلى مصر وبات يستخدم الأخيرة كمقر لفعالياته في إفريقيا والعالم العربي بشكل خاص، ولا سيما في مجال الإعلام المناهض للحكومة التركية ورئيسها رجب طيب أردوغان.
ومع انطلاق محادثات التطبيع بين أنقرة والقاهرة، باتت تطرح أسئلة حول مصير تنظيم "غولن" وأنشطته في مصر، لا سيما وأن الأخيرة تحتضن على أراضيها العديد من الشخصيات رفيعة المستوى لدى التنظيم.
المحلل التركي عبد الله أيدوغان، يرى أن على مصر أن تتخذ خطوات إيجابية ضد "غولن" لصالح تركيا، مماثلة لتلك التي اتخذتها الأخيرة ضد الوسائل الإعلامية التابعة للمعارضة المصرية، والتي تجسدت في الطلب منهم الامتثال للمواثيق الإعلامية بما يخدم مصالح البلدين.
بدوره توقع الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية مصطفى زهران أن تضع تركيا ملف جماعة غولن على رأس أجندة لقاءاتها بالمسؤولين المصريين، مشيرا إلى أنه قد يصل الأمر إلى مطالبة القاهرة بوضع القيود على أنشطة غولن التجارية والاقتصادية والمدارس التابعة لها في مصر.
والأربعاء، شهدت العاصمة المصرية، القاهرة، انطلاق جلسة المُشاورات السياسية مع تركيا برئاسة نائبي وزير الخارجية بالبلدين، واستمرت ليومين.
يشار إلى أن العلاقات بين تركيا ومصر مستمرة بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال بشكل متبادل منذ 2013.
وخلال هذه الفترة جرت لقاءات خاطفة بين وزيري خارجية البلدين في مناسبات مختلفة، فيما تواصل كل من سفارة تركيا بالقاهرة وقنصليتها في الإسكندرية، وسفارة مصر لدى أنقرة وقنصليتها في إسطنبول أنشطتها.
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين تركيا ومصر، وأن لقاءً سيعقد على مستوى نواب وزيري خارجية البلدين في الأسبوع الأول من مايو/أيار الجاري.
وآنذاك، أوضح تشاووش أوغلو، في مقابلة على قناة "خبر تورك" التركية، أنه سيلتقي لاحقا نظيره المصري سامح شكري، ويبحث معه تعيين السفراء وسبل الارتقاء بالعلاقات إلى نقطة أفضل في المستقبل.
وعارضت أنقرة الإطاحة، صيف 2013، بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي، ما أدى إلى توتر العلاقات السياسية مع القاهرة، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي.
وفي أحدث تعليق له على الأمر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تسعى لاستعادة "الوحدة ذات الجذور التاريخية" مع شعب مصر.
وأكد في تصريحات صحفية عقب أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد إسطنبول، وجود نظرة إيجابية للغاية لدى تركيا تجاه الشعب المصري.
وأشار الرئيس أردوغان إلى وجود روابط تاريخية تجمع الشعبين التركي والمصري.
وأضاف: "لذلك نسعى لاستعادة هذه الوحدة ذات الجذور التاريخية مع شعب مصر، ومواصلتها مجددا كأشقاء أصدقاء وليس كأشقاء أعداء".
ولفت إلى أن رؤية الشعب المصري مضطرا للاصطفاف إلى جانب الشعب اليوناني ضد تركيا أمر يحزن أنقرة، وأنه سبق وأن صرح بذلك، مشيراً إلى بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر في الوقت الراهن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!