ترك برس - الأناضول
بعد رفع الحظر عن التجول بسبب إجراءات مكافحة وباء كورونا في تركيا، بدأ السياح والزوار بالتدفق إلى الحدائق الخضراء الكبرى في مدينة إسطنبول.
واحتفت الحدائق العامة المنتشرة في إسطنبول، بزوارها من داخل المدينة، وأيضا بالوافدين من خارج البلاد، مع تصاعد أعداد السياح.
ومع ارتفاع نسبة التلقيح الوطنية، والنجاح في السيطرة على الوباء، تعد إسطنبول بفترة عطلة صيفية مميزة لكل من يزورها ويفد إليها، وتبشر بأن قادم الأيام سيكون جميلا، مع الالتزام الكامل بالإرشادات الخاصة بمكافحة الوباء.
وتصاعدت في تركيا مؤخرا وتيرة التلقيح التي وصلت إلى قرابة 54 مليون شخص، مع انخفاض عدد الإصابات والوفيات بالفيروس بشكل كبير وملحوظ.
ويجري السائحون زياراتهم في ظل تدابير تفرضها السلطات التركية لمواجهة وباء كورونا، ومنها الالتزام بارتداء الكمامات، والحفاظ على المسافة الاجتماعية، والتعقيم المستمر.
** مساحات خضراء
الزيارات تتكثف لقضاء وقت ممتع فوق بساط العشب الأخضر الذي يغطي الحدائق بشكل جميل، وتزينها الأزهار والأشجار بمختلف ألوانها وروائحها.
وتوفر الأشجار ظلالا وفيرة تستقطب الزائرين هربا من حر الصيف، لتنعش النسمات الرطبة الجالسين على مقاعد وأغطية استحضروها معهم.
وتشكل الحدائق فرصة للأطفال من أجل الاستمتاع بأجواء العطلة الصيفية وممارسة الهوايات المختلفة واللعب، وقيادة الدراجات الهوائية والركض.
كما توفر مساحات مناسبة لممارسة مختلف أنواع الرياضات والهوايات للكبار، من لعب الكرات بمختلف أنواعها، والقفز بالحبل، والجري والمشي.
وبهذا توفر الحدائق ملاذا جميلا في الصيف، وأجواء عائلية، في ظل إجراءات مناسبة توفر الحماية لصحة وسلامة وأمن العوائل الزائرة.
** حديقة غولهانة
على مساحة 100 ألف متر مربع، تمتد حديقة "غولهانة" العثمانية التاريخية في قلب إسطنبول الحيوي، بجوار قصر "طوب قابي" بمنطقة السلطان أحمد، في صورة تفرح قلوب الزائرين وعشاق التاريخ.
تلك الحديقة العثمانية تحتفظ بأسوار عتيقة، أنشأها السلطان العثماني محمد الفاتح، بعد بناء قصر "طوب قابي"، عقب فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا)، عام 1453، وباتت جزءا من القصر، ومتنفسا لراحة السلاطين وأبنائهم لاحقا.
وتمتد الحديقة حاليا على مساحة كبيرة، ترتفع فيها الأشجار عالية وتتنوع لتريح الجالسين تحت ظلالها من شمس الصيف.
** حديقة السلاطين
الحديقة قبل الفتح العثماني كانت أيضا منطقة خضراء، يقع تحتها خزان مياه تاريخي قديم غارق تحت الأرض، وفق ما أكده المؤرخون، وتبلغ أبعاده 18×12 مترا.
وتنتشر في إسطنبول خزانات المياه (القديمة) تحت الأرض، ويعتقد المؤرخون بأن هذا النوع من الخزانات كان لخدمة سقي الأشجار في المنطقة.
وبقيت الحديقة خاصة بالسلاطين إلى حين فتحها أما العامة في 1912، ونظرا إلى تاريخها وأهميتها، تم الحفاظ على موقعها بعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923.
بداية، زرع السلطان الفاتح الحديقة بأشجار الزيتون، وبعدها جرى زرع أنواع أخرى، واستخدم جزءا من الحديقة كبستان لزراعة الخضراوات، وكانت تسمى قديما "حديقة مربى الورد"، لأن الورد كان يزرع فيها.
وحاليا، مع دخول الحديقة، يمكن رؤية مساحات واسعة من العشب الأخضر، وعدد كبير من الأشجار العالية التي تصل ارتفاعاتها إلى 20 مترا، تنتشر بينها المقاعد المخصصة للزائرين، فضلا عن ساحات للعب الأطفال ومرافق عامة.
ويبلغ عدد أنواع الأشجار فيها نحو 90، فضلا عن بعض الحيوانات الأليفة، كما وضعت أقفاص على الأشجار من أجل الطيور التي اتخذت من الحديقة مسكنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!