ترك برس

رأى  الخبير السياسي علي حسين باكير، الباحث في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية العلوم إن مهمة تركيا في تأمين مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية الناتو من أفغانستان في نهاية أغسطي، ليست مستحيلة، لكنها تواجه تحديات وتحتاج إلى مفاوضات مع عدة أطراف.

وأشار  باكير في تحليل نشرته صحيفة "العربي الجديد" في نسختها الإنجليزية ،إلى أن أنقرة وضعت ثلاثة شروط للنجاح في تنفيذ هذه المهمة  من بينها تأمين الدعم السياسي والمالي واللوجستي من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.، وأضاف الرئيس التركي طلبًا آخر ، وهو دمج باكستان والمجر في العملية.

وأضاف أنه لكي تنجح الصيغة التركية ، يجب أن تخضع أنقرة لثلاثة أنواع من المفاوضات:

الأول يتطلب من تركيا الحصول على ضمانات ودعم من حلفائها الغربيين، وهو ما ناقشه أردوغان ا بالفعل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش قمة الناتو في بروكسل في يونيو.

ثانياً ، هناك حاجة لإجراء محادثات مع باكستان والمجر موازية للمفاوضات مع الأفغان. وهذا يشمل الحكومة الأفغانية وكذلك طالبان.

لماذا باكستان والمجر؟

ووفقا للباحث، فإن تركيا وباكستان  تتمتعان تاريخيا بعلاقات قوية ، لكن علاقاتهما الاقتصادية والدفاعية لا تزال دون التوقعات. ومع ذلك ، فقد عمل كلاهما مؤخرًا بوتيرة سريعة لتعزيز وتقوية الروابط بينهما في هذه المجالات.

وبالإضافة إلى ذلك أدمجت  أنقرة باكستان في العديد من المبادرات الإقليمية بما في ذلك أحدث آلية ثلاثية للتعاون والتنسيق بين تركيا وأذربيجان وباكستان.

ولفت إلى أن  قرب باكستان الجغرافي من أفغانستان ، وعامل البشتون ، والعلاقات القديمة مع طالبان ، يمكن إسلام أباد من أن تساعد في تسهيل المحادثات بين أنقرة والجماعة.

تزعم بعض التقارير أن دور بودابست السابق في ضمان أمن مطار كابول وإلمامها بتضاريس المنطقة المحيطة بالمطار هي الأسباب الرئيسية التي دفعت أنقرة إلى طلب مشاركتها. لكن هذا ليس مقنعًا نظرًا لأن العديد من الدول شاركت في مثل هذه المهمة في السنوات القليلة الماضية ، ناهيك عن أن المجر لديها تسعة جنود فقط في أفغانستان مؤخرًا.

على أن ما يميز المجر في هذا الصدد، كما يقول باكير، هو علاقاتها التاريخية والثقافية مع تركيا، إذ تستضيف بودابست قبر غول بابا من العهد العثماني ، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وعضو في الناتو. حجمها ودورها الصغير نسبيًا ميزة لأنقرة لأنها لا تثير  حساسية اللاعبين الكبار.

علاوة على ذلك ، منذ إنشاء المجلس الاستراتيجي الأعلى المشترك بين البلدين في عام 2013 ، تتقدم العلاقات الثنائية بسرعة. كانت المجر واحدة من الدول القليلة التي أيدت صراحة الدعوة التركية لمنطقة آمنة في شمال سوريا.

أربعة تحديات رئيسية

ورأى باكير أن على تركيا التغلب على أربع عقبات قانونية وسياسية ودبلوماسية ولوجستية من أجل نجاح مهمتها:

 أولاً ، حتى الآن ، عملت القوات التركية في أفغانستان بموجب أطر قانونية دولية وإقليمية ومحلية ، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الناتو وتشريعات من البرلمان التركي.

وأوضح أنه في نهاية عام 2020 ، مدد البرلمان التركي مهمة القوات التركية في أفغانستان لمدة 18 شهرًا أخرى بدءًا من يناير 2021. وسيؤدي انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية في نهاية الشهر المقبل إلى خلق حقائق جديدة من المحتمل أن تجعل مثل هذه التفويضات باطلة. .

لذلك ، من الضروري أن تعمل القوات التركية في أفغانستان تحت تفويض جديد أو مظلة قانونية بعد انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

العقبة الثانية ستكون إقناع طالبان بفوائد الاقتراح التركي. نظرًا لأن القوات التركية في أفغانستان لم تشارك أبدًا في مهمات قتالية ضد طالبان أو الشعب الأفغاني ، فقد تمتعت بصورة إيجابية ولم تستهدف قط.

وسواء تمكنت تركيا وطالبان من التوصل إلى معادلة جديدة تمكن القوات التركية من البقاء أم لا ، فسيكون مرتبطًا بالمفاوضات بين تركيا وطالبان ، بالتوازي مع الحوار الأفغاني من جهة ، والحكومة التركية الأفغانية. محادثات من جهة أخرى.

ثالثا ، موقف باكستان مهم. وعلى الرغم من ترحيب بعض المسؤولين الباكستانيين بالمقترح التركي ، فإن الموقف الرسمي لإسلام أباد لم يتضح بعد. وإذا استمرت طالبان في الاعتراض على الاقتراح التركي ، فسيكون من المستحيل إقناعها بخلاف ذلك ، خاصة إذا لم تكن باكستان معنية.

وعليه ، فإن المشاركة الباكستانية في هذا الأمر مهمة للغاية ، لكن إسلام آباد قد يكون لها حساباتها الخاصة.

وأخيرًا ، بينما اقترحت أنقرة أن تنضم القوات الباكستانية إلى مهمتها - ربما لتوفير طبقة أخرى من الشرعية والحماية للقوات التركية - يعتقد بعض الباكستانيين أن بلادهم ليس لديها الرغبة في نشر الأفراد.

وبافتراض أن القوات التركية ستدير مطار كابول الدولي وتؤمّنه في نهاية المطاف ، فلن تعالج مسألة من سيحمي القوافل الدبلوماسية داخل البلاد ومن الذين يصلون إلى المطار.