ترك برس
سجّلت مبيعات البقلاوة في تركيا أرقامًا قياسية في فترة وباء كورونا تراوحت بين 2500 و3000 طن يوميًا، حيث رافقت البقلاوة الأتراك على موائدهم طوال فترة الوباء لتظل على عرش الحلويات المفضلة لديهم.
وقد كانت البقلاوة التركية من أكثر الحلويات المرغوبة في السوق التركي قبل اجتياح فيروس كورونا العالم، فضلا عن تفضيلها من قبل السياح الزائرين للبلاد، ولم يؤثر في ذلك فترة تفشي الوباء وإغلاق الدول أبوابها أيضًا، حيث ظهرت أول حالة في تركيا بشهر آذار/ مارس 2020، وتزايدت حالات الإصابة والوفاة منذ ذلك الحين حتى عودة الحياة إلى طبيعتها في وقت قريب.
كغيرها من الصناعات، مرّت صناعة البقلاوة في تركيا بوقت عصيب خلال فترة الحظر، وفي حديث لقناة "TRT Haber"، قال رئيس جمعية منتجي البقلاوة والحلويات في تركيا (BAKTAD) محمد يلدريم: "تواصلنا مع المنتجين في فترات مختلفة، وكان هدفنا الأول عدم اضطرار أي منّا للإعلان عن إفلاسه، وقد نجحنا بذلك إلى حد كبير حين شهد القطاع نشاطا ملحوظا في شهر رمضان. كنا نتنفس الصعداء مع العودة الجزئية للأعمال في فترة الوباء".
أضاف يلدريم: "شهدت تركيا إجازتها الطبيعية وطويلة الأجل بمناسبة عيد الأضحى مؤخرًا، كما أن مرحلة التطعيمات بدأت منذ فترة طويلة، وتم تمديد فترة التدابير الوقائية، مما ساعد على توجه الجميع لحجز لقضاء العطل في مناطق التصييف، التي شهدت كثافة بالحجوزات وامتلأت قبل بداية العطلة".
تحدث يلدريم عن مضيّ فترة العيد وانقضاء الأيام العصيبة قائلا: "فضل أغلب الناس الذهاب لقضاء العطلة، وفي هذه الأثناء كُسر الرقم القياسي في إنتاج واستهلاك البقلاوة خلال فترة الوباء في هذا العيد، واحتلت الفنادق الصدارة في هذه العملية".
وتابع قائلا: "لا يزال يهتم الأتراك بزيارات العيد، حاملين معهم أثناء المعايدة علبة بقلاوة، التي تعد من أهم تقاليد العيد. غيرت العطلة الإجبارية الطويلة بسبب الوباء هذه العادة نسبيا، فقد كان الناس يحلمون بمثل هذه العطلة، كما يفضل البعض تمضية عطلة العيد في الأماكن المحلية عندما تكون الظروف ملائمة".
تجاوز منتجو البقلاوة هذه الفترة بالتضامن بين التجار، وسُجّل أعلى طلب للبقلاوة من الفنادق، علّق يلدريم على ذلك قائلا: "أضرب لك مثالا عن مدينة إسطنبول، فهي مدينة كبيرة وفارغة في العيد، وهكذا هو الوضع في باقي المدن الكبيرة التي يتوافد سكانها لقضاء العطلة في منطقتي بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، وتزدحم الفنادق بالمصطافين، التي تطلب منا طلبيات كبيرة من البقلاوة والحلويات الأخرى، وقد سجلنا استهلاكًا يوميًا ما بين 2500 و3000 طن، كانت الفنادق المفتاح الرئيسي الذي ساعد في كسر الرقم القياسي خلال فترة الوباء".
وبالرغم من أهمية إشغال الفنادق، إلا أن مبيعات البقلاوة كسرت رقمًا قياسيًا آخر في مدينة إسطنبول التي عاشت وقتًا صعبًا لثمانية عشر شهرًا، يقول يلدريم: "مع عودتنا إلى الوضع الطبيعي من جديد، وعودة الحياة الاجتماعية التي يحبها شعبنا ولا تخلو من تناول الطعام اللذيذ، بغض النظر عن الوجبة فالحلوى موجودة على كل طاولة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!