ترك برس
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن القنصلية العامة التي ستفتتحها بلاده غدا في مدينة نوفي بازار الصربية، ستسهم في تطوير العلاقات بين البلدين في كل المجالات.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك الثلاثاء، مع نظيره الصربي، نيكولا سيلاكوفيتش، عقب لقائهما في العاصمة بلغراد.
وأوضح أنه تمت مناقشة جوانب العلاقات الثنائية خلال اللقاءات التي عقدها في إطار زيارته لصربيا.
وأعرب عن سعادته بالعلاقات السياسية "الممتازة" التي تربط بين البلدين. وفق وكالة الأناضول.
وأشار إلى أن العلاقات بين تركيا وصربيا تتطور في المجالات الأخرى يوما بعد يوم.
وبين أنهم يرغبون في عقد الاجتماع الثالث لمجلس التعاون رفيع المستوى قبل نهاية الحالي في تركيا.
وأوضح أنهم سيعملون بالتنسيق مع نظيره الصربي على عقد اجتماعات ثنائية وأخرى ثلاثية تضم البوسنة والهرسك أيضا.
ولفت إلى توقيع وزارتي خارجية البلدين مذكرة تفاهم قبل لقائه بنظيره سيلاكوفيتش.
واستطرد: "علاقاتنا الاقتصادية تتطور يوما بعد يوم، وتجارتنا تتزايد. بلغ حجم تبادلنا التجاري في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي حوالي مليار دولار، وسنقترب من هدف 2 مليار دولار هذا العام".
وأكد تشاووش أوغلو أن الاستثمارات التركية في صربيا تتزايد يومًا بعد يوم.
وأشار إلى أن قيمة الاستثمارات وصلت لـ 250 مليون دولار في الوقت الحالي بعد أن كانت مليون دولار فقط قبل 10 سنوات.
- ينبغي أن يكون مواطنونا الآن قادرين على السفر ببطاقات الهوية دون الحاجة إلى جوازات السفر
ولفت إلى الاعتراف المتبادل بشهادات لقاح كورونا، مضيفا: "سيكون لهذا أيضًا تأثير على السياحة على المدى المتوسط ، وكما اقترح وزير الثقافة والسياحة (التركي)، ينبغي أن يكون مواطنونا الآن قادرين على السفر ببطاقات الهوية دون الحاجة إلى جوازات السفر. سنعمل معا بخصوص ذلك وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق".
ولفت أن موعد الافتتاح الرسمي للقنصلية العامة في مدينة نوفي بازار في إقليم سنجاق جنوب غربي صربيا، غدا الأربعاء.
وقال: "نود فتح تمثيل قنصلي في مدينة نيش (جنوب) في الأيام المقبلة، لأننا رأينا هذا العام أيضا عددًا قياسيًا من المواطنين الذين يعيشون في أوروبا الغربية يأتون إلى تركيا بمركباتهم. إذا فتحنا ممثلية فيها، فسيساعد مواطنينا والسلطات هناك".
-لتركيا وصربيا واجبات مهمة فيما يتعلق بالاستقرار والسلام في المنطقة
وأفاد تشاووش أوغلو أن لتركيا وصربيا واجبات مهمة فيما يتعلق بالاستقرار والسلام والتنمية الاقتصادية في المنطقة، مشيرا إلى دور تركيا في دعم التكامل الأوروبي الأطلسي في المنطقة.
وأعرب عن أمله في أن يتفهم الاتحاد الأوروبي أهمية المنطقة وأن يتعامل مع دولها بشكل أفضل دون خلق عقبات سياسية.
وردا على سؤال عن أهمية افتتاح القنصلية العامة التركية في "يني بازار" والخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قال تشاووش أوغلو، إن القنصلية العامة ستخدم شعبي البلدين دون تمييز.
وأضاف "القنصلية العامة الجديدة ستسهم في تطوير العلاقات بين تركيا وصربيا في كل المجالات، وأنها علامة على الصداقة بين البلدين".
وأشار إلى لقائه برجال الأعمال الأتراك في صربيا، مؤكدا أن عدد المستثمرين الأتراك سيزداد من خلال منحهم العديد من المشاريع المهمة في البنية التحتية الفوقية.
وبخصوص مشاركته في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع بشأن أفغانستان، قال تشاووش أوغلو، إن تركيا طرف فاعل في القضايا الإقليمية، وأن سياسة تركيا الخارجية والدور الذي تلعبه ليس ضد أحد.
وتابع: "نقوم بدورنا من أجل السلام والاستقرار والأمان، ونتحمل مسؤولياتنا. نحن بلد يريد التعاون مع الجميع".
واستطرد قائلا: "نحن بحاجة لمعرفة نوع الحكومة التي سيتم تشكيلها في الفترة المقبلة في أفغانستان. إقامة حكومة شاملة هي أكبر رغبتنا وأملنا".
وحول الوضع الإنساني في أفغانستان، ذكر تشاووش أوغلو أن الوضع يمثل مشكلة كبيرة في الوقت الحالي، وأن الهلال الأحمر التركي بدأ بتقديم مساعداته في الإنسانية.
وأشار إلى وجود أزمة هجرة جديدة في العالم، وأنهم تبادلوا الآراء بخصوص المساعدات التي يمكن تقديمها لأفغانستان ولإبقاء الناس في مكانهم لمنع الهجرة غير النظامية.
ولفت أن جميع الدول في الاجتماع، شكرت تركيا وقطر والولايات المتحدة على الدور الإيجابي في عمليات الإجلاء والمساعدة في أفغانستان.
- ما يهم تركيا هو استقرار البوسنة وسلمها وأمنها
وردا على سؤال حول الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان السلام بين الأطراف في البوسنة والهرسك، أكد تشاووش أوغلو أن بلاده تقف على مسافة واحدة من جميع المجموعات العرقية في البوسنة دون أي تمييز.
وأضاف: "ما يهمنا هو استقرار البوسنة والهرسك وسلمها وأمنها".
وأشار إلى أن الرئيس أردوغان خلال زيارته الأخيرة بيّن لأعضاء المجلس الرئاسي الثلاثة تصورات تركيا حول مستقبل البوسنة.
ولفت تشاووش أوغلو إلى التوترات والخلافات التي ظهرت مؤخرا، مؤكدا ضرورة تجاوزها في أسرع وقت ممكن.
وتابع: "سنقوم بدورنا في تخفيف حدة التوتر في البوسنة والهرسك والتغلب على المشاكل من خلال الحوار".
- لا طاقة لتركيا باستضافة المزيد من المهاجرين
وبخصوص سؤال حول موجة الهجرة غير النظامية الأفغانية المحتملة إلى تركيا، شدد تشاووش أوغلو أن بلاده لا طاقة لها لاستضافة مزيد من المهاجرين.
واستطرد: "قمنا حتى الآن بمسؤولياتنا الإنسانية إلى حد كبير، ليس من الصواب ولا من العدل انتظار أن تتحمل تركيا كل هذه المشاكل لوحدها".
وأفاد بأن المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الأوروبي، عجز عن تقاسم هذه المسؤولية، ولم يف بوعوده.
وأكد على ضرورة تشكيل حكومة شاملة وإزالة المخاوف لدى الناس، لمنع موجة هجرة جديدة من أفغانستان.
وأشار إلى أن هذا الأمر لن يكون كافيا، مضيفا بالقول: "الناس يغادرون بلادهم بسبب الصعوبات الاقتصادية، يجب على المجتمع الدولي بأكمله القيام بدوره في إيصال المساعدات الإنسانية وتنفيذ المشاريع التي من شأنها خلق فرص عمل".
وأفاد بوجود العديد من المهاجرين الأفغان في الدول المجاورة لأفغانستان، مشددا على ضرورة مساعدتها، "لا سيما إيران التي تستضيف 3 ملايين أفغاني".
وأردف: "ينبغي التعاون بشكل وثيق مع إيران، يجب دعم إيران لحل هذه المشكلة، نحن بحاجة إلى إيجاد حلول مشتركة لأزمة الهجرة، ومعالجتها من منبعها".
ونوه تشاووش أوغلو إلى أن نحو 300 ألف أفغاني يوجدون في بلاده، نصفهم غير نظاميين.
وأوضح أن تأمين العودة الكريمة بعد تهيؤ الظروف للأفغان الموجودين حاليا بشكل غير نظامي في تركيا "مسؤولية مشتركة للجميع".
وضمن إطار الاجتماع جرى توقيع مذكرة تفاهم من أجل تعزيز التعاون بين وزارتي خارجية البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!