ترك برس-الأناضول
يستقطب الطريق التاريخي في مدينة "صفران بولو" بولاية قرابوك شمالي تركيا، السياح المحليين والأجانب، لاسيما وأن الطريق ورد ذكره في رحلات ابن بطوطة (1304 – 1377)، أحد أشهر الرحالة المسلمين في العصور الوسطى.
ويبلغ طول الطريق التاريخي المار من وسط المدينة، 24 كيلومترًا. وقد حافظ الطريق الذي يرجع تاريخ بنائه للعصر الروماني على سلامته وطرزه المعماري حتى اليوم.
وبرعاية من جمعية صفران بولو للسياحة، بدأت فعاليات الترويج للطريق التاريخي في صفران بولو، الذي ورد ذكره في رحلات ابن بطوطة أحد أهم الرحالة المسلمين في العصور الوسطى.
ويمر الطريق التاريخي بعدد من الأخاديد الجبلية والأنهار والنزل والحمامات والجسور والقصور والنوافير التاريخية.
وفي إطار المشروع الذي تم تنفيذه ترويجاً للطريق بدأ الرحالة الفرنسي الشهير "كوير أندريه"، بالتعاون مع "محمد قمر" رئيس نادي الرياضات الطبيعية والجبلية في صفران بولو، و"جودت أر أوغلو" مالك إحدى الوكالات السياحية في المدينة، وعدد من المرشدين السياحيين المعينين من قبل بلدية صفران بولو، بإجراء جولة استكشافية في الطريق التاريخي.
وقال كوير أندريه، الرحالة الفرنسي المتخصص في الطرق التاريخية، إنه عمل مع الإداريين المحليين والمنظمات والوكالات غير الحكومية في صفران بولو لمدة 3 أيام لاكتشاف مسارات الطريق التاريخي.
وأضاف أندريه لوكالة الأناضول، أن هدفه من زيارة هذا الطريق التاريخي هو الترويج لمدينة صفران بولو واستقطاب السياح الكنديين والفرنسيين والأوروبيين إلى المنطقة.
وفي إشارة إلى وجود أماكن جميلة يمكن اكتشافها في صفران بولو، قال أندريه بأن المدينة تملك طيفًا واسعًا من المنازل التقليدية والمساجد والحمامات والخانات والجسور التاريخية.
ولفت أندريه إلى إمكانية اصطحاب زوار صفران بولو أيضًا في جولات سياحية إلى إسطنبول ومدينة أماصرة في ولاية بارطين (شمال) وكابادوكيا في ولاية نوشهير (وسط).
وذكر أندريه أن صفران بولو تشتهر بأوابدها التاريخية وأوديتها ذات الطبيعة الخلابة والهادئة، وأنه سوف يوفر للسياح الأوروبيين والكنديين الذين يقبلون على زيارة المنطقة، نزعهة لطيفة عبر الأودية والطريق التاريخي المذكور.
بدورها، قالت رئيسة رابطة مشغلي وكالات السياحة في صفران بولو، شبنم أورغانجي أوغلو، إن القضاء يحتوي على تشكيلة واسعة من الأنشطة السياحية.
وأضافت لمراسل الأناضول، أنها وبالتعاون مع جهات أخرى في مدينة صفران بولو، قرروا إحياء الطريق التاريخي من خلال الترويج له من أجل جذب المزيد من السياح الأجانب إلى المنطقة.
- الطريق التاريخي حافظ على عمارته منذ العهد الروماني
من جهته، قال جودت أر أوغلو، مالك إحدى الوكالات السياحية في صفران بولو، إن المدينة تعتبر من أهم الوجهات السياحية للسياح الأجانب في تركيا، لما تملكه من طبيعة خلابة ومبانٍ أثرية تخطف الألباب.
وبيّن أر أوغلو أن الطريق التاريخي الذي يبلغ طوله 24 كيلومترًا، قد حافظ على سلامته وبنيته المعمارية الأصلية التي ترجع للعصر الروماني.
وأوضح أنه وبالتعاون مع بعض الجهات الفاعلة الأخرى في المدينة، سينظم جولات إعلامية لمجموعة من ممثلي الوكالات الإعلامية من كندا وفرنسا، في إطار الجهود الرامية للترويج للإمكانات السياحية المهمة التي تمتلكها صفران بولو.
وتستهوي مدينة "صفران بولو" السياح من مختلف أنحاء العالم، حيث تصطحبهم في رحلة عبر الزمن، الى أعماق الحضارتين العثمانية والرومانية.
وتشتهر صفران بولو بمبانيها العثمانية المميزة كالقصور والنزل والحمامات والمساجد والنوافير والجسور، التي بنيت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
كما تتمتع المدينة بتخطيط عمراني مميز، فيما تبذل بلديتها جهودا حثيثة منذ سنوات من أجل الحفاظ على المباني التاريخية والثقافية، وضمان انتقالها للأجيال القادمة.
وتضم صفران بولو ألفا و125 مبنى من أصول تركيا الثقافية والطبيعية البالغ عددها نحو 50 ألفًا، ما دفع بلديتها منذ 12 يونيو/ حزيران 1975 إلى العمل على حماية المباني التاريخية والحرص على رعاية تراثها التاريخي والثقافي.
وأطلقت البلدية أعمال الترميم لاسيما في المواقع التي أعلنتها وزارة الثقافة والسياحة التركية في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 1976 كـ "مواقع تاريخية وطبيعية".
وتعتبر صفران بولو واحدة من بين 20 بلدة ومدينة حول العالم أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أفضل المدن التاريخية المحمية،
وبحسب أرقامٍ رسمية تمكنت المدينة من جذب أعداد كبيرة من السياح الأجانب والمحليين خلال الأعوام الأخيرة.
وفي 17 ديسمبر/كانون الثاني 1994، أدرجت اليونسكو "صفران بولو" على قائمتها للتراث العالمي، ضمن أفضل المدن التاريخية المحمية في العالم.
ومنذ ذلك التاريخ باتت المدينة قبلة مهمة يتوجه إليها السياح من الداخل والخارج، ليصل عدد زوارها خلال العشرين عاما الماضية إلى 8 ملايين و262 ألفًا و792 سائحًا.
وتقع منازل المدينة وسط مجموعة من المساجد والحمامات والخانات والجسور التاريخية المبنية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، ومطلع القرن العشرين، ما يجعلها متحفا مفتوحا لما بها من آثار تاريخية كثيرة.
ونتيجة للجهود المبذولة لحمايتها، جذبت المنطقة التاريخية وسط المدينة، اهتمام السياح، كما جرى لاحقا تصنيفها بين "الأوائل" كأفضل 20 مدينة محمية في العالم.
وتستضيف صفران بولو، المعروفة أيضًا باسم "متحف الهواء الطلق" و"عاصمة الزعفران" و"الحاضرة العثمانية"، أكثر من مليون سائح محلي وأجنبي سنويًا، تأخذهم في رحلة عبر الزمن الى أعماق الحضارتين العثمانية والرومانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!