ترك برس

يحرص الكثير من المطاعم التركية، إن لم يكن أغلبها، على توظيف النساء في صنع وتحضير بعض الأطباق، للارتباط الوثيق بينهما منذ القدم، وذلك حرصاً منها على تقديم تلك المأكولات في مذاقها الأصلي.

من أبرز المأكولات التي تحتكر النساء تحضيرها في المطاعم التركية، هي "الكوزليميه" و"المانتي"، وهي أكلات شعبية وليست تجارية.

وبالحديث عن المانتي، اشتهرت بعض المطاعم التركية بتوظيفها سيدات خصيصا لحشو هذا النوع من المعكرونة أمام أعين الزائرين، تأكيدا على أصالة تلك الأكلة وارتباطها بالمطبخ التركي الشعبي والمنزلي.

والمانتي هو نوع معكرونة تركية، يطلق عليها "الرافيولي التركي" لتبسيطها للأجانب، إذ يحشى العجين بقطع صغيرة من اللحم المفروم.

وحسب صحيفة حريت "تستطيع 20 سيدة إنتاج 500 كيلوغراما من المانتي يوميا".

ونقل تقرير لـ "الجزيرة نت" عن السيدة التركية فاطمة (40 عاما) قولها إنها تعمل في مطعم مخصص للأكلات التركية بمنطقة بكركوي في إسطنبول، وتحشو المانتي منذ شبابها، وإنها كانت تقوم بذلك برفقة جدتها ومن ثم والدتها.

وأوضحت أن الاستعانة بالنساء تحديدا في صناعة هذه الأكلة ناتج عن ضرورة تحلي من يعدّها بالـ"صبر والدقة"، وهما الصفتان اللتان أشارت إلى أن الرجال لا يتحلّون بهما.

وتابعت "نجلس سيدتين أو 3 نساعد بعضنا البعض في الحشو وإغلاق قطع المعكرونة الصغيرة، هذا عمل شاق ويحتاج إلى نظر جيد وصبر كبير، لكننا نحب أن نقدم هذا النوع من الطعام لزبائننا".

وبخلاف الطعام، هناك عدد من الحلويات والمشروبات المرتبطة بالنساء، وتحرص المطاعم والمقاهي حتى الكبيرة منها على نسبها للسيدات مثل حلوى "الماجنوليا" ومشروب الليمون الذي يفتخر أصحاب المطاعم بتقديمه على أنه صنع المنزل.

وفي منطقة الفاتح، وتحديدا شارع فوزي باشا الشهير، يقدم مقهى ومطعم "روملي" العديد من الحلويات الشهية، لكن ما يجعل "الماجنوليا" الأكثر شهرة لديه هو أنها من صنع زوجة مالك المتجر.

وقال "زوجتي تصنع الماجنوليا بطريقة رائعة فقررت أن أعرض منتجاتها بجانب الحلويات التي نعدها في المقهى، وكانت لها بصمتها".

رجع هاجر إورنسال، سيدة تركية، إصرار بعض المقاهي والمطاعم على توظيف النساء، لا سيما الكبار منهن، ضمن فريق الطهاة الخاص بها، لارتباط ثقافة المواطن التركي بأن أكل المنزل الذي تعده الوالدة أو الجدة هو الأفضل، إضافة إلى عادات التركي الغذائية.

وأوضحت أن هذا المبدأ يفسر انتشار المطاعم التركية المعروفة باسم "اللوكندة" التي تقدم الأطباق المنزلية التي تحضر في بيوت التركيات مثل أنواع الحساء المختلفة، والخضروات المطهية بالصلصة.

وأضافت "اعتزاز التركيات بمطبخهن التقليدي وتمسكهن بثقافتهن هو ما ميزهن عن الثقافة الغربية التي باتت تعتمد بشكل رئيس على الوجبات السريعة، والتي من غير المعتاد أن تكون من صنيعة ربات البيوت".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!