ترك برس-الأناضول

أعرب والدا التوأم الكاميروني الملتصق (التوأم السيامي)، عن امتنانهما لجودة الخدمات الطبية التي تلقوها في تركيا وذلك بعد إجراء عملية فصل ناجحة للتوأم استمرت 27 ساعة في إسطنبول.

كان لدى التوأم الكاميروني الملتصق إليزابيث وماري العديد من الأعضاء والأجزاء الملتصقة من المسالك البولية والجهاز الهضمي وجهاز الإخراج والأعضاء التناسلية والجهاز العصبي والأوعية الدموية والشرايين.

ويبلغ عمر التوأم 16 شهراً وقد أحضرهما والديهما كارولين وريتشارد أكوي إلى تركيا منذ 7 أشهر بمبادرة من الرئاسة الكاميرونية.

وقد تم وضع خطة علاجية متعددة التخصصات للتوأم لمدة 7 أشهر قبل إجراء عملية الفصل في مستشفى "أجي بادم ألتوني زاده" في إسطنبول. كما تم إعداد مجسمات ثلاثية الأبعاد للتوأم قبل العملية للتقليل من المخاطر إلى الحد الأدنى بعد إجراء فحوصات الأشعة وتصوير الأوعية الدموية.

وقد بدأ فريق يضم 60 شخصاً من أطباء ومتخصصين، بالعمل على خطة لفصل التوأم الملتصق تحت إشراف أطباء مختصين، هم البروفيسور براق تاندر/ جراحة الأطفال والبروفيسور محمد أوزك/جراحة المخ والأعصاب، والبرفيسور هاكان آغير/الجراحة التجميلية، ود.سربيل أوسطالر أوزغن/تخدير والبروفيسور آغوب تشيتاق المختص في العناية المركزة للأطفال.

وبعد إتمام جميع الاستعدادات، خضع التوأم لعملية جراحية استغرقت 27 ساعة، استعادا بعدها صحتهما.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول حول العملية قال البروفيسور براق تاندر إنهم واجهوا حالة نادرة للغاية من التوائم الملتصقة على مستوى العالم.

وتابع: التوأم كانا ملتصقين عند الفخذين، وهو نموذج نادر الحدوث، وتتطلب عملية فصلهما إعداد فريق من نوع خاص يعمل على فصل وصلات جهاز الإخراج والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي والجهاز العصبي بشكل سليم. وبالفعل جرى فصلهما بنجاح منقطع النظير، من قبل فريق مكون من حوالي 60 شخصاً".

وذكر تاندر أنهم قاموا باستعدادات طويلة قبل إجراء العملية، وأنهم شاهدوا صور الأشعة أولًا وقاموا بالتشخيص بناءً عليها، وبعدها كان عليهم تحديد الأنسجة ومواضع الأعضاء المشتركة من الداخل عن طريق فحوصات الأشعة. كما أنهم قاموا بمراجعة المقالات الطبية الحديثة المتعلقة بمثل هذه الحالات.

وأوضح أنهم عقدوا اجتماعات مطولة عملوا فيها على تحديد خطة الجراحة، وأنه تم إعداد مجسم ثلاثي الأبعاد للتوأم عملوا عليه مع صور الأشعة من أجل وضع خطة الجراحة، وبعدها بدأوا في تنفيذ عملية الفصل بعد فترة إعداد وتحضير استمرت عدة أشهر.

وحول مراحل عملية الفصل قال تاندر: “استغرقت عملية الفصل حوالي 27 ساعة، بدأها فريق جراحة المخ والأعصاب بفصل أجزاء النخاع الشوكي المتصلة. وبعدها انضم فريق جراحة التجميل وقاموا بفصل الأنسجة المتصلة. ثم انضم فريق جراحة الأطفال والقلب والأوعية الدموية. حيث قاموا بمراحل فصل أجهزة الإخراج والدورة الدموية والجهاز الهضمي والتناسلي. وبعد الانتهاء من هذه المراحل".

وأفاد تاندر أن الطفلتين تلقيتا علاجًا مكثفًا بعد العملية الجراحية، وأصبح في إمكانهما مواصلة حياتهما الطبيعية بعد ذلك.

- سعداء بمستوى النظام الصحي في تركيا

وقال والد التوأم ريتشارد أكوي إنهم توجهوا إلى تركيا بدعم من سفارة الكاميرون في أنقرة بعد محاولتهم الأولى.

وأعرب أكوي عن امتنانه لانفصال ابنتيه بعد إجراء العملية الجراحية في إسطنبول، وأشاد بمستوى النظام الصحي في تركيا وجودة الخدمات الطبية.

وأشار إلى أن تركيا أفضل من الكاميرون من ناحية المعدات والتجهيزات الطبية وأنهم لم يتمكنوا من العثور على أجهزة للتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي في الكاميرون، وهو سبب اختيارهم تركيا التي قال إن الرعاية الطبية فيها أفضل من الكاميرون.

وتمنى أكوي أن يُفتتح مستشفى في الكاميرون بمستوى مستشفى "آجي بادم" حيث تم إجراء العملية.

وأضاف أنهم تقدموا بطلب لمستشفى في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم قبول الطلب ولكنهم فضلوا القدوم إلى تركيا.

من ناحية أخرى قالت الأم كارولين أكوي إنها علمت بالتصاق التوأم بعد فترة وجيزة من الحمل.

وصرحت أكوي أنها شعرت بالحزن عند علمها بذلك ولكنها لم تشعر بسوء شديد، فهي تقبلت ما منحهم الرب.

وذكرت أن الأطباء في الكاميرون أخبروها بأنه يمكن فصل التوأم. وهو ما حدث في النهاية في تركيا، معربة عن سعادتها البالغة لنجاح العملية.

وأردفت أكوي أن العملية استغرقت وقتًا أطول مما كان متوقعًا، وأن العملية والإعدادات الخاصة بها مرت ببعض الصعوبات طوال سبعة أشهر ولكن العملية نجحت في النهاية.

وقالت الأم إن المستشفى جيد للغاية وإن الشعب التركي شعب طيب ولم تواجههم أي مشكلات طوال فترة وجودهم في تركيا، بل كانوا سعداء للغاية بالخدمات التي تلقوها.

واختتمت كارولين أكوي حديثها بأنها ترغب في أن تصبح ابنتيها التوأم طبيبتين في المستقبل.