ترك  برس

مع زيادة إقبال الطلاب على الالتحاق بالمدارس الثانوية الرياضية، أطلقت وزارة التعليم التركية برامج تدريبية رياضية مكثفة في المدارس الثانوية الرياضية بهدف تدريب الطلاب وتزويدهم بالمؤهلات الإدارية والتدريبية الرياضية لمساعدتهم في الجامعة وفي مسيرتهم المهنية بعد المدرسة.

إحدى هذه الثانويات “مدرسة نعيم سليمان أوغلو الثانوية الرياضية” في إسطنبول، التي سميت باسم الرياضي التركي الشهير نعيم سليمان أوغلو المُلقّب بـ”هرقل  الصغير”، ويتلقى فيها الطلاب دروسًا بمجالات رياضية مختلفة طوال المرحلة الثانوية الممتدة 4 أعوام.

عند التحاق الطلاب بالمدرسة الثانوية الرياضية، يتقدمون لامتحان مواهب خاص، حيث يتم تقييمهم وفقا لمعايير مثل المرونة والتحمل والتناسق والسرعة والقوة والإيقاع والتاريخ الرياضي والنجاح الرياضي.

ويحصل الطلاب في مدرسة نعيم سليمان أوغلو على دروس نظرية في الصفين 9 و10، ودروس عملية في الصفين 11 و12، كما يمكن للطلاب تلقي تدريب عملي في فروعهم الرياضية المفضلة قبل الالتحاق بالجامعة.

يحصل الطلاب خريجو الثانوية الرياضية على شهادة تدريب، تتيح لهم فرصة العمل كمدرب أو إداري رياضي في أي مجال رياضي.

وقد صرح مدير مدرسة نعيم سليمان أوغلو، أفق ديلكتشي، بأن الثانويات الرياضية ستؤدي دورا مهما اليوم وفي المستقبل: “يبدأ طلابنا الدراسة في الثانويات الرياضية بعمر 14-15 عامًا، ويتلقون تعليمهم لمدة قد تتراوح بين 4 و6 أعوام وفقا لإمكانيات الطالب، وبإمكاننا تدريب الرياضيين بكل سهولة وتأهيلهم لممارسة الرياضات التركية، ويساعدنا على ذلك تلقي طلاب المرحلة الإعدادية تدريبا رياضيا قبل التحاقهم بالثانوية الرياضية”.

وأضاف ديلكتشي:  “يتدرّب رياضيونا الوطنيون أيضا في هذه الثانويات، ويوفر تنوع المدارس تعريف المجتمع بالرياضة عن قرب، مما يؤدي لنجاح طلابنا في فروعهم الخاصة بالمستقبل، كما إن اكتساب الرياضي المؤهل تعليمًا في  فترة التعليم الثانوي مهم جدا، إلى جانب حصوله على التعليم الأكاديمي في الجامعات".

وتابع قائلًا: “إن من المهم جدا إنشاء مرافق لجميع الفروع الرياضية في المدارس الثانوية الرياضية، مما يوفر للطلاب فرصة تلفي التعايم العملي إلى جانب التعليم النظري، وفي هذا السياق اتخذت مدرسة نعيم سليمان أوغلو الثانوية الرياضية خطوات كبيرة، بإنشاء ملعب تنس وقاعة رياضية داخلية وملعب للوثب الطويل وملعب للسجاد وقاعة لياقة بدنية ورفع أثقال، وقاعة رقص للتدريب على الإيقاع وصالة ألعاب الشرق الأقصى الرياضية ومركز معلومات موضوعي وقاعة مؤتمرات".

كما أشار ديلكتشي، إلى اعتقاد عوائل الطلاب بأن “مدرستنا عبارة عن نادٍ رياضيٍ في البداية، وبمرور الوقت أيقنوا بأنها مدرسة، كانت العائلات تتعامل مع مدارسنا الرياضية بمنطق الأندية الرياضية قبل 4 أعوام، معتقدين بأن أبنائهم قادمين إلى النادي ولن يتلقوا الدروس وسيتدربون عند عودتهم للمنزل”.

وذكر أنّ  المدرسة أبلغت أولياء  الأمور بأن “مدارسنا تتيح لخريجيها فرصة الالتحاق بالجامعة لتلقي التعليم الرياضي، لذلك بدأ الإقبال يتزايد على مدارسنا، فقد التحق 400 طالب في إمتحان قبول عام 2018، وتقدم إليه 800 طالب في عام 2019، و1200 طالب في عام 2020، و1000 طالب في عام 2021 بسبب تأثير أزمة الوباء، كما يتم قبول 150 طالبًا في كل عام".

أكد ديلكتشي، عدم وجود أي شرط لالتحاق الطالب بالمدرسة الثانوية الرياضية، إلا أن يمتاز باستعداده الرياضي، وقال: “لا يحتاج الطالب الراغب بالالتحاق في مدارسنا الرياضية أن يكون رياضيًا مسجّلًا، ولكن إلى القدرات والاهتمامات، كما يفيده اهتمامه ونشاطه بفرع رياضي، يجري في البداية امتحان قبول وزارة التربية والتعليم الوطني، ثم يتم تحديد عدد الطلاب المقبولين بعد تقديمهم أربع امتحانات كفاءة خاصة، تتضمن امتحان إيقاع ومرونة وسرعة وتنسيق”.

وقال إنّ متوسط درجات النجاح في المدرسة الإعدادية يؤخذ بعين الاعتبار أيضًا، و”يتم احتساب 70% في امتحان الكفاءة البدنية للمدرسة الثانوية الرياضية، و30% على درجة النجاح في المدرسة الإعدادية، كما يمكن دخول الطلاب للثانوية الرياضية عن طريق إنشاء تصنيف وفقا لدرجة تحديد مستوى الطالب ÖYSP. تبدأ مدارسنا بالتدريب على الرياضات الجماعية في الصف التاسع والرياضات الفردية في الصف العاشر، بالإضافة إلى تلقي الطلاب تعليما أكاديميا".

تستضيف مدرسة نعيم سليمان أوغلو الثانوية الرياضية، 595 طالبا، من ضمنهم 250 طالبة.

وصرحت طالبة الصف العاشر إيليف ناز يازجي، البالغة من العمر 16 عاما، التي تحلم بجمع ميداليات ذهبية في رياضة الكاراتيه بالمستقبل: “أحب رياضة الكاراتيه منذ صغري، وقد أردت التسجيل في هذه المدرسة فور سماعي عن تقديمها تدريبا على الكاراتيه، لدينا إمكانيات رياضية أكبر من عموم المدارس، ويهمني ذلك في تطوير نفسي بفرعي الخاص، كما أن معلمينا يجعلوننا نحب الرياضة، مظهرين اهتمامهم بقدراتنا، هدفي أن أصبح رياضية وطنية ومدرّبة للرياضيين".

وأشار الطالب في الصف الحادي عشر مرادهان دمير، إلى رغبته بأن يصبح حارس مرمى في المستقبل، مثل الحارس الألماني مانويل نوير، وقال: ”فضلت الثانوية الرياضية التي تقدم تعليم رياضي بمستوى أعلى من بقية المدارس، و توفر فرصة الالتحاق بالجامعة، لأنني أرغب بتطوير نفسي أكاديميا، نتلقى تدريبات على جميع الفروع الرياضية وليس كرة القدم فقط، وقد دعمتني عائلتي عندما اخترت المدرسة الرياضية، لعلمها بحبي لها وشغفي بها، أريد أن أصبح حارس مرمى ناجحًا مثل الحارس الألماني مانويل نوير".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!