ترك برس
أكد خبراء في الشأن التركي، أن تحرّك السفراء الـ 10 من أجل الإفراج عن رجل الأعمال عثمان كافالا، جاء في إطار دعم المعارضة التركية وتقويتها في وجه الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته، وذلك وفق رؤية الرئيس الأمريكي، جو بايدن لدعم المعارضة التي أعلن عنها خلال حملته.
وتعود بداية الحادثة، إلى أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما نشر سفراء دول الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والدانمارك وفنلندا، وأيضا فرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلندا، بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه إنّ القضية المستمرة بحق كافالا تلقي بظلالها على الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا، داعية إلى الإفراج عنه.
وعلى إثر ذلك هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بطرد سفراء 10 دول، مبيناً أنه أصدر تعليمات إلى وزير الخارجية من أجل إعلان السفراء المذكورين لدى أنقرة أشخاصا غير مرغوب فيهم بأسرع وقت.
وقال الرئيس التركي، في خطاب له، إن "10 سفراء جاؤوا بسببه (أي كافالا) إلى وزارة الخارجية.. أي وقاحة هذه؟ ماذا تظنون هذا البلد؟ هنا تركيا"، مشددا على أن "بلاده ليست دولة قبلية، بل هي صاحبة الشأن والمجد"، مؤكدا استقلال القضاء التركي.
وفي السياق، يرى الباحث في قسم السياسة الخارجية بمركز "سيتا" محمود الرنتيسي أن قيام سفراء أجانب بتحرك جماعي بخصوص قضية داخل بلد عمل مستفز، مستبعدا خوض أردوغان معركة دبلوماسية مع 10 دول دفعة واحدة إلا في سياق تلويح بالتصعيد واليأس الذي قد يصل إلى درجة تحتاج إلى تنفيس بقرار ما.
ونقل تقرير لـ "الجزيرة نت" عن الباحث في قسم السياسة الخارجية بمركز "سيتا"، محمود الرنتيسي قوله إن "أردوغان ذكي، ويحاول مخاطبة الحس الوطني لدى الأتراك بهذه القضية، ولن يغامر بمعركة في ظل رغبته في الاستقرار لتحسين التجارة والاستثمار الخارجي".
وأوضح أن "التصعيد الغربي يرتبط بوجود عمل منظم من قبل تلك الدول، وخاصة أميركا، لدعم المعارضة التركية وتقويتها في وجه أردوغان، وفق رؤية جو بايدن لدعم المعارضة التي أعلن عنها خلال حملته".
وكان بايدن قد أدلى بتلك التصريحات في مقابلة صورتها معه صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول 2019، لكن الفيديو لم يُنشر إلا منتصف صيف 2020، وجرى تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وحين سئل بايدن عن أردوغان وصفه بأنه "مستبد"، وانتقد سياسته تجاه الأكراد، وحث على دعم المعارضة التركية.
وقال المرشح الديمقراطي آنذاك "أرى أنه يجدر بنا اتخاذ منهج مختلف جدا في التعامل معه الآن، بأن نوضح أننا ندعم قيادة المعارضة".
وأضاف أن أردوغان "عليه أن يدفع ثمنا"، وأن واشنطن عليها أن تحمس قادة المعارضة التركية "حتى يستطيعوا مواجهة أردوغان وهزيمته. ليس عبر انقلاب، ليس عبر انقلاب، بل عبر العملية الانتخابية".
يُذكر أن سفراء الدول الـ 10 تراجعت لاحقاً عن بيانها السابق، وأعلنت التزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية التركية، وذلك عبر بيان للسفارة الأمريكية بأنقرة، أكد الالتزام بالمادة 41 من اتفاقية فيينا والتي تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول.
وعثمان كافالا البالغ من العمر 64 عاما تركي من مواليد فرنسا، عائلته كانت تسكن في اليونان ثم انتقلت إلى تركيا في أثناء تبادل السكان بين تركيا واليونان عام 1923. ودرس الاقتصاد في الولايات المتحدة، واشتهر بنشاطه الثقافي عبر إنشاء منظمات غير حكومية، وقام بعدها بالعمل في السفارة الهولندية والمعهد الفرنسي وقنصلية السويد لتطوير نشاطات "الثقافة" في تركيا.
وأبقي كافالا قيد الاعتقال في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري بقرار من محكمة في إسطنبول اعتبرت أنه "تنقصها عناصر جديدة للإفراج عنه"، فمُدّد توقيفه حتى 26 نوفمبر/تشرين الأول المقبل.
ودعم كافالا عام 2013 التظاهرات المناهضة للحكومة التي عرفت باسم حركة "غيزي"، واستهدفت حكم أردوغان حين كان رئيسا للوزراء. ثم اتهم بمحاولة "الإطاحة بالحكومة" خلال الانقلاب الفاشل عام 2016.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!