ترك برس-الأناضول
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، على ضرورة إنشاء نظام أكثر عدلا في الحياة الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية وفي هيكلية الأمن الدولي، إثر تداعيات جائحة كورونا.
جاء ذلك في رسالة بعث بها لقمة البوسفور بنسختها الثانية عشر، التي انطلقت، الإثنين، في إسطنبول وتنظمها منصة التعاون الدولي "UİP" تحت عنوان "العمل من أجل عالم أفضل".
وتناقش القمة الأعمال المصرفية والتمويل والهجمات الإلكترونية والصناعات الدفاعية وتغير المناخ والوضع ما بعد جائحة كورونا، وتبحث الرؤى الجديدة للعالم المتغير، بمشاركة مسؤولين ورجال أعمال من 49 دولة.
وأشار أردوغان أن جائحة كورونا التي أثرت على البشرية جمعاء أظهرت مجددا غياب العدالة في النظام العالمي.
وأوضح أن المجتمع الدولي، لا سيما الدول المتقدمة، لم يكن خلال مرحلة الجائحة، التي تعد من أكبر الأزمات الصحية في التاريخ، على قدر المسؤولية المنوطة به.
ولفت أن الجائحة كانت سببا في خلق أزمات إنسانية حقيقية في الدول أسيرة النظام العالمي بشكل خاص.
وتابع: "بات جليا ضرورة إنشاء نظام أكثر عدلا في الحياة الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية فضلا عن هيكلية الأمن الدولي، وشهدنا خلال هذه المرحلة كيف أن عدم تمتع فرد من العائلة البشرية الكبيرة بالأمن، يجعلنا جميعا لا نستطيع الشعور بالأمن ".
وذكر أردوغان أنه لا يمكن الهروب من المشاكل عبر إغلاق الدول لحدودها وتجاهل ما يحدث خارج الحدود.
وأضاف: "هذا الواقع المرير يفرض نفسه في العديد من المجالات، من الاقتصاد وصولا للأمن، ومن التعليم إلى الصحة، وفي مقدمتها الهجرة غير النظامية ومكافحة الإرهاب".
وذكر الرئيس التركي أن بلاده طالبت بالعدالة والإصلاح في النظام العالمي عبر ترديدها "العالم أكبر من خمس"، مؤكدا أن مصير البشرية ينبغي ألا يرزح تحت رحمة 5 دول (الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن).
وأفاد أن تركيا لم تكتف بنقد المشاكل بل قدمت حلولا وفق مفهوم "من الممكن إنشاء عالم أكثر عدلا".
ونوه أن الكفاح الاقتصادي الذي تخوضه تركيا مؤخرا جزء مكمل لهذا الأمر.
وأردف: "واثق من أننا سننفذ التنمية والرفاهية وعدالة توزيع الدخل والنمو المستدام من خلال نموذج اقتصادي جديد قائم على الاستثمار والتوظيف والإنتاج والصادرات بدلا من الفهم القائم على الفائدة".
واستطرد: "الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية التي قمنا بها خلال الـ 19 عاما الأخيرة، والفرص التي أتيحت أمام بلادنا فترة الجائحة، تشجعنا أكثر من أي وقت مضى على تحقيق هذه الأهداف".
وأكد ثقته أن قمة البوسفور بنسختها الـ 12 التي انعقدت في فترة تشهد تغيرات مهمة على الصعيد العالمي ستفتح آفاقا جديدة.
وأعرب أردوغان في ختام حديثه عن شكر جميع الخبراء والسياسيين والأكاديميين وممثلي عالم الأعمال الذين ساهموا في القمة بأفكارهم القيمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!