ترك برس
قال السفير الباكستاني لدى تركيا محمد سيروس سجاد قاضي، إن الوضع المزري في أفغانستان ربما يكون أكبر أزمة إنسانية تتكشف حاليًا في العالم، ما يستدعي استجابة سريعة ومنسقة من المجتمع الدولي.
وأوضح السفير الباكستاني في مقابلة مع وكالة الأناضول، أنه "وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن حوالي 60 بالمئة أو ربما أكثر من الشعب الأفغاني وخاصة الأطفال، معرضون بشدة لخطر المجاعة وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية والأدوية".
وحذر من أن موسم الشتاء، الذي يلوح في الأفق، من المتوقع أن يكون قاسياً بشكل خاص على الأفغان.
وقال السفير: "هناك عوامل متعددة تؤثر على حياة الأفغان العاديين، وهذا الوضع يتطلب استجابة مستعجلة وسريعة للغاية ومنسقة من المجتمع الدولي".
وأضاف أن الأزمة الأفغانية ستكون محور التركيز الأساسي خلال اجتماع لمجلس وزراء خارجية "منظمة التعاون الإسلامي" في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، من المقرر أن ينعقد الأحد المقبل.
وذكر السفير أن منظمة المؤتمر الإسلامي، تسعى إلى إيصال "رسالة قوية جداً" لحث المجتمع الدولي على العمل على المستوى الفردي، والتعاون للمساعدة في احتواء أسوأ جوانب هذه الأزمة وعكس مسارها.
وأضاف أنه من المتوقع تقديم "تعهدات كبيرة" من عدة دول لتعزيز الجهود للتخفيف من الأزمة.
وأشار السفير قاضي، إلى أن باكستان ليست دولة غنية جدا، ولكن "بالنظر إلى أننا الجيران المباشرين لأفغانستان، فقد بذلنا قصارى جهدنا لمساعدة أشقائنا الأفغان".
وتابع: "على سبيل المثال، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أرسلنا حوالي 550 طنًا من الغذاء"، وأضاف: "كما أعلن رئيس وزرائنا (عمران خان)، مؤخرًا، عن تجهيز أدوية وأغذية ومواد أخرى تزيد قيمتها عن 28 مليون دولار".
وأضاف السفير أن "إسلام أباد سمحت للهند باستخدام طرقها البرية لإرسال مساعدات إلى أفغانستان، مع خفض الرسوم الجمركية على عدد من المنتجات الأفغانية المصدرة إلى باكستان".
وقال: "كل هذا فقط لإظهار للدول الأخرى ما يمكنها فعله لأفغانستان"، موضحًا أن الوضع الخطير في أفغانستان ويتطلب جهودًا شاملة من المجتمع الدولي من أجل حل مستدام وطويل الأمد.
** العلاقات التركية الباكستانية
وحول العلاقات بين تركيا وباكستان، قال السفير قاضي، إن البلدين لديهما "أفضل علاقة ثنائية في العالم بين دولتين ليستا جارتين جغرافياً".
وأشار إلى أن رئيس الوزراء عمران خان، كان من المقرر أن يزور تركيا في أكتوبر الماضي، لحضور اجتماع لـ "مجلس التعاون الاستراتيجي التركي الباكستاني رفيع المستوى"، لكن كان لا بد من تأجيل الرحلة بسبب فيروس كورونا.
وأضاف أن إسلام أباد تعمل على إعادة جدولة الزيارة "قريبًا جداً".
ولدى الجانبين أجندة "شاملة للغاية" للاجتماع (المرتقب)، الذي سيبني على ما تم الاتفاق عليه في "اتفاقية الإطار الاقتصادي الاستراتيجي" التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى إسلام أباد عام 2020.
وقال قاضي: "بالمضي قدمًا في خطة تضم أكثر من 70 إجراءً محددا بآلية محددة زمنياً، من المتوقع أن تضيف باكستان وتركيا آلية للمشاركة الثنائية في قطاع الدفاع، فضلاً عن مختلف المجالات الأخرى".
ولفت إلى أن قطاع الدفاع برز كركيزة مهمة للغاية في العلاقات التركية الباكستانية.
وقال السفير الباكستاني، إن "السماء هي سقف حدود العلاقات بين البلدين"، في إشارة إلى رغبتهما في تطوير العلاقات البينية إلى أقصى الحدود الممكنة.
وأضاف: "لا يوجد حد لهذا النوع من التعاون، الذي يمكن أن يحدث بين الدول الشقيقة الحقيقية مثل باكستان وتركيا".
وأضاف أن أنقرة وإسلام أباد أكملتا تقريبًا دراسة حول العلاقات التجارية الثنائية، الأمر الذي سيعطي دفعة جديدة للجهود الرامية إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية.
وقال السفير إن حجم التجارة بين تركيا وباكستان يقترب حاليًا من مليار دولار، مما يشير إلى تقدم متزايد ولكنه "ليس إلى الحد الذي يتمناه البلدان أو الزعيمان".
وأشار أيضًا إلى أن باكستان وتركيا "لديهما تقليد قوي جدًا في مساعدة بعضهما البعض في مختلف المنتديات حول مختلف القضايا"، مستشهداً بموقف تركيا من قضية كشمير.
وبالمثل، تدعم باكستان موقف تركيا في جميع القضايا الدولية تقريبًا، بما في ذلك قضية شمال قبرص، التي تدعو باكستان إلى حل عادل ومنصف لهذه المشكلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!