ترك برس
تتجلى سياسة التغيير الإقليمي الأخيرة التي انتهجتها تركيا في شرقي ليبيا في شكل "تنمية اقتصادية وزيادة كبيرة في الصادرات".
وأجرى سفير تركيا لدى العاصمة الليبية، طرابلس، كنعان يلماز، زيارتين منفصلتين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر، قائد القوات المسلحة شرقي البلاد، خلال يناير/ كانون الثاني الماضي.
والتقى يلماز لأول مرة في مدينة القبة شرقي ليبيا، مع رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، وقد أعقب تلك الزيارة بعد فترة وجيزة، زيارة أجراها السفير إلى مدينة بنغازي (شرق)، رفقة رجال أعمال أتراك، حيث أجرى مجموعة من المحادثات مع مسؤولين محليين.
وأشاد رئيس مجلس الأعمال التركي- الليبي، مرتضى قرنفل، بزيارة السفير التركي مع وفد من رجال الأعمال الأتراك مدينة بنغازي، معتبرًا أن "بناء علاقات مع الشرق الليبي مسألة على قدر بالغ من الأهمية".
وقال قرنفل في حديث لوكالة الأناضول، إن "زيارة السفير التركي مع وفد من رجال الأعمال جاءت تلبية لدعوة وجهها رئيس بلدية بنغازي، صقر بوجواري، ومجلس النواب وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في بنغازي".
وأوضح قرنفل أن "العلاقات القوية التي ستقيمها تركيا مع جميع الأطراف الليبية ستكون مفيدة للغاية على صعيد ضمان السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية في البلاد، والحد من الأزمات السياسية في المنطقة".
كما اعتبر أن "توطيد أنقرة علاقاتها مع الشرق الليبي يعبر عن تطورات واعدة في المجال الاقتصادي"، لافتًا إلى أن "تركيا تحتل المرتبة الثالثة على قائمة أكبر الدول المصدرة للشرق الليبي".
وتابع قرنفل قائلا: "ارتفع إجمالي صادراتنا إلى ليبيا بنسبة 64.9 في المائة خلال عام 2021 مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت قيمة الصادرات التركية إلى المنطقة مليارين و443 مليون دولار".
واستطرد رئيس مجلس الأعمال التركي الليبي قائلا: "وأنا واثق من أن هذه القيمة سوف تزداد بسرعة كبيرة بعد استعادة العلاقات الودية مع الشرق الليبي".
وذكر قرنفل أن "الصين تحتل المرتبة الأولى على قائمة الدول المصدّرة إلى شرق ليبيا، مستدركًا: "إلا أن استيراد البضائع من الصين يعاني من بعض المشاكل في مقدمتها زيادة أسعار الشحن والمشاكل في سلسلة التوريد".
وزاد موضحًا: "لذلك فإن الحصول على البضائع والمنتجات من منطقة قريبة مثل تركيا سيساهم في تطوير ليبيا ويقلل من تكاليف الاستيراد".
- حكومة طرابلس تنظر بإيجابية لانفتاح تركيا على شرق ليبيا
على الصعيد نفسه أشار قرنفل أن "مسؤولي حكومة الوحدة الوطنية ينظرون بإيجابية تجاه انفتاح تركيا على شرق ليبيا".
وأردف موضحًا: "إنهم يعرفون جيداً أن تركيا تقف إلى جانبهم في أصعب الأوقات. ويدركون أهمية النية الحسنة لدى الأتراك لذلك هم مهتمون بهذا الانفتاح".
كما لفت قرنفل أن "هذه الزيارات تمت من أجل بدء حوار جديد مع الشرق الليبي وتسريع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وتعزيز العلاقات الثنائية".
وأضاف: "لقد أُجريت هذه الزيارات بغرض فتح صفحة جديدة مع شرق ليبيا. هذه المبادرة تصب في صالح البلدين لكنها أكثر أهمية بالنسبة للاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد".
كما بيّن أن "الجانب التركي أعلن خلال اتصالاته مع المسؤولين في الشرق الليبي بوضوح عن وجود رغبة في استكمال المشاريع الاقتصادية التركية غير المكتملة في المنطقة في أقرب وقت ممكن".
قرنفل أشار كذلك إلى "وجود رغبة لدى رجال الأعمال الأتراك في إنجاز مشاريع تتعلق بقطاعات البنية التحتية والمقاولات في المنطقة".
وذكر أن "استاد بنغازي وميناءها والمطارات وبعض المباني الجامعية تندرج في إطار هذه المشاريع"، مشددًا على أن "الأتراك على استعداد لاستكمال المشاريع غير المنجزة في المنطقة".
- افتتاح القنصلية التركية في بنغازي على الأجندة قريبا
في السياق نفسه لفت قرنفل أن "إعادة فتح القنصلية العامة التركية في بنغازي قد تطرح على جدول الأعمال خلال وقت قصير"، موضحًا أن "السفير يلماز أعرب أيضًا عن وجود إرادة تركية في هذا الصدد".
كما أشار قرنفل إلى أن الجانب التركي عبّر عن رغبته أيضًا في بدء رحلات جوية مباشرة بين تركيا وشرق ليبيا.
وأكد أن جميع اللقاءات عقدت في جو تخيم عليه مشاعر الصداقة والأخوة المتبادلة، وأن اللقاءات جسدت الرغبة المتبادلة في إقامة علاقات ثنائية تشمل كافة المجالات.
وكان السفير التركي، كنعان يلماز، قد التقى في 19 يناير، عقيلة صالح، قبل أن يجري زيارة إلى بنغازي في 29 من الشهر نفسه؛ تلبية لدعوة وجهها رئيس بلديتها، صقر بوجواري، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في المدينة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!