كاياهان أويغور - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
في كلمته التي ألقاها في هاتاي خرجت من فمه هذه الكلمات: "ندعو الشعب كل الشعب لدعمنا وليصوت لنا فنحن من سيقضي على الجهاديين من أمثال جبهة النصرة والقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. لقد اجتمع العالم على حرب هؤلاء الإرهابيين، ونحن سنعمل على تخليص العالم من هذه الشرذمة. لذا ندعوكم وندعو جميع سكان تركيا لتّصويت لنا لأننا نحن من سيُطهّر الشرق الوسط من هؤلاء الوحوش الدمويين".
يُريدون إدخال تركيا الى الحرب بكل ما أوتوا من قوة، فكل خططهم وتحركاتهم توحي بذلك جهارا نهارا. فمن العام الماضي وفي الأحداث الدامية جنوب تركيا عندما تصادمت قوات تنظيم الدولة الإسلامية مع حزب العمل الكردستاني السوري في كوباني، ومن ثم اجتماع الأكراد من حزب العمل الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وما شهدناه من الشغب والقتلى بعد عودة الكوادر الكردية من أمريكا، وقرار حزب الشعوب الديمقراطية بدخول الانتخابات بعد الاجتماع فورا، كلُها وغيرها من الأدلة والبراهين تؤكد نية وعزيمة حزب الشعوب الديمقراطية على جر تركيا للدخول في خط المواجه مع الجهاديين و بالذات تنظيم الدولة الإسلامية لأنها أوامر عُليا من واشنطن. فبعد الاجتماع العام الماضي بالبيروقراطيين الأمريكيين بدأت سياسيات حزب الشعوب الديمقراطية تُظهر معالمها الجديدة بشكل أكبر وأجراء.
فكل هذه المداخلات والتدخلات التي يقوم بها حزب الشعوب الديمقراطية وحسب قول وتأكيد دميرتاش هي بتوجيه أمريكي، فواشنطن من وجّهت وشجّعت دخول حزب العمل الكردستاني الى سوريا، وهي التي تدعم الحزب وتقوم بإُرشاده. خطتهم قائمة على قدم وساق، فمن التنظيم الموالي الذي يقوم بدوره حسب الموكل له من أمريكا، وإعلام دوغان الدي يسير حسب الخطة التي وضعت له، الى الأحزاب الثلاث التي تُدير أمورها بشكل منسق حسب الخطة، فالحزب الجمهوري سيُعطي جزء من أصواته لحزب الشعوب الديمقراطية كي يتجاوز حد الانتخاب ويُشارك في التحالف مع كل من الحزب الجمهوري والحزب القومي. أما الوظيفة الأساسية للتحالف بعد القضاء على أردوغان ومن شابهه، هو تحريك جيش الجمهورية التركية الى سوريا كما تُريد أمريكا وحلفائها.
أمريكا التي لا تريد التضحية بدماء شعبها الغالي، تُحارب في الشرق الأوسط من التسعينات للقرن الماضي. لقد حاولت إدخال تركيا الى الحرب في العراق في 2003 لكنها فشلت. واليوم تُريد تمرير مُخططاتها عبر دميرتاش الذي لا يُبالي بدماء الشعب التركي.
الدعم الأمريكي لحزب الشعوب الدمقراطية ليس بجديد، وإنما جاء بعد عمل المخابرات الأمريكية لسنين طوال وهي تبني وتخطط لهذه الأيام. يقول أحد قيادات المخابرات الأمريكية والذي أشرفت على بناء وتجهيز حزب الشعوب الديمقراطية: "لا أنصح بتركيا أكثر إسلامية، ولا بأحزاب إسلامية، ولا حتى وجود سياسة إسلامية. فالأحزاب الإسلامية قوية وتأثرها عميق في المجتمعات ومن الصعب هزيمتها بعد توليها الحكم. وأنا أعتبر أن أكبر إنجاز ممكن أن أحققه في حياتي، هو صنع واقع تكون الغلبة به للأحزاب اليسارية، لأنها الوحيدة التي تُلبي احتياجات الولايات المتحدة الأمريكية".
بعد هذه التصريحات رد عليه إرتورال كوركشي فقال:" أقول لهذا الذي يُريد أحزاب يسارية في تركيا أن يهتم بشؤونه، فلو سكت لكان خيرا له" لكنا نراه اليوم يعمل جنبا الى جنب مع حزب الشعوب الديمقراطية حسب الخطة التي تُديرها عليهم أمريكا. لماذا تسكت أمام أمريكا؟؟؟
يُريدون دفة تركيا بيد اليسارين وبالتحديد يُريدونها بيد حزب الشعوب الديمقراطية؛ لأنه الأكثر انسجاما وطواعية مع الأوامر الأمريكية. فأعضاء الحزب يرون أن فكرة القتال في كوباني فكرة رومنسية. ولأنهم يسترخصون دماء أبناء شعبنا، فهم يُريدون أن يُدخلوا آلف من الشعب التركي في حرب خاسرة تُسفك فيها دمائنا بأرخص الأثمان.
السؤال الذي يجب أن يُسأل الأن هو: هل الذين يؤيدون ويناصرون حزب الشعوب الديمقراطية، والذين يتعاملون معه سياسيا لدعمه من أجل تحويل قسم من الأصوات اليه لينجح بالانتخابات، هل يعلم هؤلاء بأن دمائهم ستُسفك؟؟؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس