ترك برس
أشاد السفير الألماني لدى أنقرة يورغن شولتز بالعلاقات مع تركيا، ووصفها ب"التاريخية والفريدة ومتعددة الجوانب"، كما أشاد بموقف أنقرة من الأزمة الأوكرانية الروسية.
وأعرب شولتز عن أمله في تشكيل أجندة إيجابية في العلاقات بين أنقرة وبرلين.
وفي حوار مع وكالة الأناضول تحدث السفير شولتز عن العلاقات الثنائية، والزيارة التي أجراها المستشار الألماني أولاف شولتس إلى تركيا في 14 مارس/ آذار الحالي، بالإضافة إلى آخر التطورات بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية.
ولفت إلى أن زيارة المستشار الألماني إلى تركيا تمت خلال المئة يوم الأولى للحكومة الجديدة مما يدل على الأهمية التي توليها ألمانيا للعلاقات مع تركيا.
وأضاف أن العلاقات بين البلدين لها جذور تاريخية عريقة معرباً عن أمله في تشكيل أجندة إيجابية في العلاقات.
وأوضح أن تركيا وألمانيا تواجهان الآن نفس الصعوبات، فيما يخص الحرب الأوكرانية الروسية، واستمرارية إمدادات الطاقة.
وأشار إلى أن العلاقات بين تركيا وألمانيا علاقات فريدة متعددة الجوانب تشمل عدة مجالات سياسية واقتصادية وثقافية وأسرية.
وأعرب شولتز عن ترحيب بلاده بدعم الحكومة التركية ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وبرفض أنقرة الهجوم الذي يشنه الرئيس الروسي بوتين على أوكرانيا.
وأكد أن "تركيا لعبت دوراً مهماً ومؤثراً في دعم إعداد قرار بالأمم المتحدة يدين الاعتداء الروسي على أوكرانيا".
وتابع "لم ينجح بوتين في استراتيجيته لتقسيم العالم الحر. بل تسبب هجومه على أوكرانيا في توحيد العالم كما لم يحدث من قبل. وقامت 141 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة الهجوم الروسي ولم يدعمها غير أربع دول فقط هي سوريا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وأريتريا. ولذلك أتوقع حدوث زخم في العلاقات بين الدول المعارضة للحرب."
وأفاد أن برلين كانت دائماً تتبنى مقاربة معتدلة بناءة تجاه روسيا، وكانت تعطي الأولوية دائماً للحوار والمفاوضات ولا تزال ترغب في إقامة علاقات بناءة مع روسيا والشعب الروسي، إلا أن بوتين بإعلانه الحرب على أوكرانيا غير تماماً سير العلاقات بين موسكو وبرلين.
وأكد على أن الحرب في أوكرانيا تعد نقطة تحول هامة لأنها لم تستهدف أوكرانيا وحسب، بل تعد في الوقت نفسه اعتداء على القواعد والأعراف والقوانين الدولية.
وأردف شولتز أن ألمانيا قدمت دعماً عسكرياً وإنسانيا لأوكرانيا، كما قامت مع باقي دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات قاسية غير مسبوقة على روسيا.
واستطرد: برلين أرسلت إلى أوكرانيا ألفين و 500 صاروخ مضاد للطائرات من طراز Strela وألف سلاح مضاد للدبابات بالإضافة إلى 500 صاروخ ستينغر. كما أنها لا تزال تدرس إمكانية إرسال المزيد من الأسلحة والمعدات.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي خصص 450 مليون يورو لشراء أسلحة وإرسالها إلى أوكرانيا، وأن ألمانيا شاركت في هذا المبلغ بــ 100 مليون يورو.
وأضاف أن ألمانيا هي أكثر دولة بعد الولايات المتحدة وفرت دعماً مدنيا ومساعدات إنسانية لأوكرانيا، وأن الدعم الذي قدمته لأوكرانيا منذ 2014 وحتى اليوم تجاوز 2 مليار دولار، كما وفرت لها دعما مالياً بواسطة الاتحاد الأوروبي بقيمة 3,8 مليار يورو منذ عام 2014.
ونوه شولتز بأن بلاده سترفع قيمة مساهمتها في صندوق المساعدات الإنسانية لأوكرانيا لتصل إلى 5,6 مليون دولار وبذلك تصبح ألمانيا أكثر دولة وفرت دعماً للصندوق، علاوة على دعم بقيمة 11,2 مليون دولار للصليب الأحمر الدولي من أجل مساعدة أوكرانيا، مؤكداً أن ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي ستستقبل كل اللاجئين القادمين من أوكرانيا.
وحول طريقة تعامل ألمانيا مع أزمة الهجرة التي سببتها الحرب في أوكرانيا والانتقادات بخصوص تعامل أوروبا بمعايير مزدوجة مع اللاجئين السوريين والأوكرانيين قال شولتز إن ألمانيا استقبلت أكثر من مليون سوري عام 2015، وإنها دعمت اللاجئين السوريين المحتاجين إلى الحماية والمأوى ووفرت لهم احتياجاتهم الأساسية وستتعامل بنفس الطريقة مع اللاجئين الأوكرانيين، لافتا إلى أن ألمانيا ستستقبل أعدادا أكبر من اللاجئين من أوكرانيا كونها من الدول المجاورة لها.
وأوضح أن ألمانيا تدعم الموقف السياسي القوي والمشترك الذي اتخذته دول مجموعة الدول الصناعية السبع G7 كما أنها تدعم مع الاتحاد الأوروبي العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة بالتعاون مع أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع على روسيا وبيلاروسيا.
وزاد " تم استبعاد البنوك الروسية المهمة من نظام سويفت وتجميد جزء من احتياطيات البنك المركزي الروسي. بالإضافة إلى عقوبات على الصادرات الروسية وعلى 500 شخصية بينها وزير الخارجية سيرغي لافروف. وأغلق الاتحاد الأوروبي مجاله الجوي أمام كل الطائرات التابعة والمسجلة في روسيا وحظر أنشطة قناة روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك على الأراضي الأوروبية. بالإضافة إلى حزمة عقوبات أخرى على بيلاروسيا."
وذكر شولتز أن القوات المسلحة الألمانية زادت من دعمها لحلفائها في شرق أوروبا وستواصل هذا الدعم، مشيراً إلى أن ألمانيا تقود المجموعة القتالية التابعة للناتو في ليتوانيا وزادت من وجودها العسكري هناك، وانها ساهمت في تأسيس مجموعة قتالية جديدة للناتو في سلوفاكيا، وأرسلت سفناً حربية إضافية للمساهمة في ضمان الأمن في بحر الشمال وبحر البلطيق والبحر المتوسط.
وأستفاض قائلا: الرئيس الروسي بوتين لن يغير موقفه تماماً خلال فترة قصيرة. إلا أن الإدارة الروسية ستدرك قريبا أنها ستدفع الثمن غالياً. على سبيل المثال، البورصة الروسية تراجعت بنسبة 30 في المئة خلال أسبوع واحد فقط.
- تركيا عضو موثوق بالناتو منذ 70 عاماً
وأكد شولتز على أهمية عضوية تركيا في حلف الناتو، مبيناً أنها عبرت عن موقفها من الأزمة الحالية بوضوح من خلال إعلان تأكيدها على وحدة الأراضي الأوكرانية ووصف الاعتداءات الروسية بأنها غير قانونية.
وأكمل: "تركيا شريك وحليف موثوق بالناتو منذ أكثر من 70 عاماً ومساهماتها الدفاعية في الحلف لها أهمية خاصة الآن كما كانت دائماً."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!