ترك برس
كشفت سفيرة تركيا بالجزائر، ماهينور أوزدمير غوكتاش، عن حجم استثمارات بلادها في البلد العربي، واصفة الاستثمارات هذه بـ "الاستراتيجية."
جاء ذلك في كلمة لها، خلال لقاء نظمته هيئتا رجال الأعمال التركية "موصياد الجزائر" والمجلس العالمي للأعمال التركية، في الجزائر.
وأكدت سفيرة تركيا، أن تواجد الشركات التركية بالجزائر كان مستمراً، موضحة أن استثمارات بلادها في هذا البلد العربي تشمل تقريبا جميع المجالات وهي بمثابة استثمارات استراتيجية وذات أولوية بالنسبة لأنقرة.
وأضافت أوزدمير، أن الجزائر التي لم يكن فيها سوى 7 شركات تركية خلال عام 2000، أصبحت تحتل اليوم المرتبة السابعة ضمن البلدان التي تقوم تركيا بالاستثمار فيها بشكل أكبر والأولى في إفريقيا، مؤكدة أن عدد المؤسسات التركية المتواجدة حاليا بالجزائر تقدر بـ 1400.
وأفادت بأن الاستثمارات المباشرة التركية في الجزائر بلغت زهاء 5 مليار دولار ووفرت حوالي 30 ألف فرصة عمل، لافتة إلى أن تركيا البلد الأجنبي الذي له أكبر عدد من المؤسسات المتواجدة بالجزائر.
من جهته دعا إرهان سيسين، الأمين العام لجمعية الصناعيين المستقلين ورجال الأعمال (موصياد)، المستثمرين الأتراك إلى تعزيز تواجدهم بالجزائر سيما في مجال الإنتاج.
وأشار إلى نجاح العديد من المؤسسات التركية في الجزائر بشتى الميادين، مما سيشجع مواطنيهم على القدوم لمساعدتهم في عملية الإنتاج.
كما أكد ممثل المجلس العالمي للأعمال التركية على أن الجزائر "قد أبدت اهتماماً خاصا بتطوير العلاقات الاقتصادية مع تركيا. مشجعا شركات بلاده والتي لها علاقة صداقة بتركيا إلى الاستثمار في الجزائر سيما في القطاعات المنتجة."
وأضاف أن حجم الاستثمارات التركية في الجزائر، سيرتفع بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، لا سيما في قطاعات الصحة والسياحة والصناعة والطاقات المتجددة.
وفي السياق، كانت وكالة الأنباء الجزائرية، قد ذكرت بأن "التطور التدريجي للاستثمارات التركية في الجزائر انعكاس للعلاقات المتميزة بين البلدين."
وأشارت إلى أن "العلاقات الجزائرية - التركية تاريخ مشترك تمتد جذوره لأزيد من 500 عام."
هذا وانعكس التوتر الذي ساد العلاقات الاقتصادية الجزائرية الفرنسية، أواخر العام الماضي، إيجابياً على نظيرتها الجزائرية التركية المتصاعدة من جهة أخرى، فيما يبدو فرصة تاريخية للجزائر وأنقرة للتخلص من نفوذ باريس، بحسب مراقبين.
ووقعت المؤسسة الوطنية للمحروقات في الجزائر (سوناطراك) مع شركة "رونيسانس" التركية 3 عقود لتطوير المشروع البتروكيميائي، لإنتاج البوليبروبيلان بمدينة جيهان التركية، بتكلفة قدرها 1.4 مليار دولار، وذلك أواخر 2021.
وكان لافتا سياسيا حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفقة وزراء حكومته، مراسم التوقيع هذه.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد صرّح في مقابلة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، خلال مايو/أيار 2021 على أن "الجزائر تتمتع بعلاقات ممتازة مع الأتراك الذين استثمروا نحو 5 مليارات دولار من دون أي مطالب سياسية. ومن أزعجتهم هذه العلاقة عليهم فقط أن يأتوا ويستثمروا عندنا"، في إشارة بارزة إلى الفرنسيين.
بدوره، قال وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة إن بلاده وتركيا "تمتلكان علاقات تاريخية عميقة"، مشيرا إلى أن أنقرة أسهمت في التنمية بالجزائر، وهي تطلع إلى مزيد من الاستثمارات التركية خلال الأيام القادمة.
كما اقترحت الجزائر على تركيا نهاية عام 2020 إنشاء تكتل شركات متعددة الجنسيات لدخول أسواق دولية، وكان ذلك خلال لقاء وزير التجارة كمال رزيق مع سفيرة أنقرة لدى الجزائر ماهينور أوزديمير غوكطاش.
وشهدت العلاقات الجزائرية التركية منذ اتفاقية التعاون المبرمة عام 2006 تطورا بارزا، بناء على معطيات إحصائية من المراجع الرسمية للدولتين.
وفي هذا الصدد بلغ حجم التبادل التجاري نهاية 2020 نحو 4 مليارات دولار، ضمن خطة تستهدف 10 مليارات دولار بحلول نهاية 2030، بما يمهد إلى شراكة إستراتيجية تُتوج بالتوقيع على اتفاقية منطقة تبادل حر.
كما سجلت تركيا مع نهاية 2020 استثمارات فاقت 5 مليارات دولار في الجزائر، متفوقة على فرنسا المتعامل التقليدي بضعف الغلاف المالي، وذلك عبر 1300 شركة ناشطة في مختلف القطاعات، أهمها شركة "توسيالي للحديد والصلب" بـ2.5 مليار دولار، وصناعة النسيج بقيمة 200 مليون دولار، مع توفير أكثر من 30 ألف وظيفة، إضافة إلى شركات الإنجاز العقارية التي كان لها النصيب الثاني بعد الصين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!