ترك برس
أشاد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، الأربعاء، بأهمية تركيا ووصف الروابط معها بأنها "صداقة كبيرة"، فيما أعرب عن أمله أن تتخلى الولايات المتحدة عن "سياسة العدوان والإكراه والعقوبات".
وخلال زيارته أنقرة لتوقيع اتفاقيات تعاون ثنائية، قال مادورو في مقابلة مع وكالة الأناضول إن سياسة العقوبات الأمريكية عادت بقوة، وهو "ما أثر على الاقتصاد الأمريكي والأوروبي".
وأضاف أن واشنطن فرضت "أكثر من ألف عقوبة ضد الاقتصاد الروسي ومجالات الزراعة والنفط والغاز".
وردا على هجوم عسكري روسي متواصل ضد أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، فرضت واشنطن وعواصم عديدة عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.
وشدد مادورو على أن "العقوبات باتت تؤثر اليوم على الاقتصادات الأوروبية والأمريكية التي تعاني من تضخم متسارع، كما أنها أثرت على الاقتصادات والحقوق الاقتصادية لجميع دول العالم".
** خطوات صغيرة
وتخضع فنزويلا وشركتها النفطية "بيديفيسا" لعقوبات اقتصادية دولية، لا سيما من الولايات المتحدة، وتعتبر كاركاس أن هذه العقوبات تهدف إلى الإطاحة برئيس البلاد.
ووصف مادورو إمكانية رفع العقوبات الأمريكية عن بلاده بأنها "أمر صعب للغاية".
ولفت إلى أن كاراكاس أجرت "اتصالا مهما" مع وفد من الإدارة الأمريكية في 5 مارس/ آذار الماضي.
وأوضح أن البلدين اتفقا على "الحفاظ على اتصال دائم وسلس".
وتابع: واشنطن "سمحت لشركات النفط الأمريكية شيفرون، والإيطالية إيني، والإسبانية ريبسول، بنقل استثماراتها إلى فنزويلا بهدف نقل النفط والغاز إلى سوقها (الولايات المتحدة)".
وسبق وأن أعطت واشنطن الضوء الأخضر لاستئناف تدفق النفط الفنزويلي المجمد منذ فترة طويلة إلى أوروبا، أملا في أن يساعد القارة العجوز على خفض الاعتماد على روسيا في ذلك.
ووصف مادورو هذه التطورات بأنها "خطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح".
وتابع: "دعونا نتحلى بالصبر ونواصل العمل للمضي قدما، فنأمل أن تتخلى الولايات المتحدة يوم ما عن سياسة العدوان والإكراه والعقوبات".
** قمة الأمريكتين
واعتبر مادورو أن استبعاد الولايات المتحدة لبلاده، بجانب نيكاراغوا وكوبا، من قمة الأمريكتين الحالية في واشنطن بمثابة "خطأ فادح" وتصرف أدانته أكثر من 25 دولة.
وزعم مسؤول أمريكي، الاثنين، أن استبعاد الدول الثلاث يعود إلى مخاوف متعلقة بسجل حقوق الإنسان والديمقراطية فيها.
لكن مادورو وصف الدول المستبعدة من القمة بأنها "الدول المعادية للإمبريالية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وتابع أن "قمم الأمريكتين تحولت إلى اجتماع احتجاجي للحكومات ضد الإقصاء، وأدركت واشنطن أن زمن الأوامر الإمبراطورية قد انتهى".
واستدرك: "لسوء الحظ، تدهورت ما تُسمى قمة الأمريكتين تدريجيا من وجهة نظري السياسية الدبلوماسية".
وأضاف أن القمة الراهنة "لا تناقش أي قضايا مهمة أو ذات أولوية للشعوب أو تتعلق بالمشكلات الرئيسية التي نواجهها".
وأردف أن "الإمبراطورية الأمريكية تعتقد أن أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي الفناء الخلفي لها، لكن هذا قد ولى".
وردا على سؤال عما إذا كان يخطط للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموجود في العاصمة التركية حاليا، أجاب مادورو بأنه لم يكن يعلم بوجود لافروف في أنقرة.
وأضاف: "إذا كان بإمكاني رؤيته، فسأكون سعيد جدا، فهو صديق عظيم".
** صداقة كبيرة
وأشاد مادورو بالمستوى الراهن للعلاقات بين فنزويلا وتركيا، لافتا إلى "الصداقة الكبيرة" التي تجمع البلدين.
وتابع أن لدى أنقرة وكاراكاس "اتفاقيات في مجالات مختلفة مثل التجارة والتمويل والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والتعدين والطاقة".
وأفاد بأنه عام 2021 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 858 مليون دولار، والهدف هو الوصول إلى تبادل بقيمة 1.5 مليار دولار بين عامي 2022 و2023.
وقال إن زيارته الحالية لتركيا "تهدف إلى تعزيز التعاون الشامل في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والطاقة كي نحقق النمو معا في المجالات كافة".
وأردف: "لم تكن لدينا أبدا علاقة وثيقة مع تركيا أو مع هذه المنطقة من العالم كما لدينا اليوم. لهذا أقول لكم إن العالم أكبر بكثير من الولايات المتحدة والدول الغربية".
وأكد أن تركيا "إحدى أهم المناطق" في العالم.
وحث مادورو رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار في بلاده، قائلا إن فنزويلا "أفضل وجهة مضمونة لرجال الأعمال الأتراك للاستثمار في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وسنقدم لهم جميع الضمانات القانونية حتى يقوموا بأعمالهم".
ونوه إلى أن بلاده حققت في الربع الأول من 2022 "نموا بأكثر من 10 بالمئة".
واختتم حديثه بأنه تم اتخاذ إجراءات خاصة لضمان نمو مستقر ودائم في 18 قطاعا من الاقتصاد الفنزويلي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!