ترك برس-الأناضول
يمثل ساحل منطقة "بيبيك" أجمل المشاهد البانورامية بإسطنبول حيث يجمع سحر الطبيعة وعبق التاريخ، ويقف الصيادون بجانب المراكب المتراصة واليخوت الفاخرة، وهو ما يجذب الزوار والسياح.
مضيق البوسفور يُقسم إسطنبول التركية إلى شطرين آسيوي وأوروبي، حيث تتدفق مياه المضيق قاسمة القارتين، بعد أن أدى دوره في ربط البحر الأسود شمالا ببحر مرمرة جنوبا.
سحر منطقة "بيبيك" ينبع من كونها تقع في منتصف البوسفور على الطرف الأوروبي، وتتمتع بمشهد بانورامي رائع مع خضرة الطبيعة وانتشار المواقع الأثرية فيها، وإقامة المشاهير بالمنطقة.
كما يوجد في المنطقة رصيف خاص بالمراكب واليخوت وتنطلق منها إلى رحلها ومسيرها، فضلا عن أن المنطقة مفضلة للصيادين لاصطياد الأسماك بالأوقات المسموحة وممارسة هواية الصيد.
** موقع متميز
تقع المنطقة على ساحل البوسفور مباشرة، إذ يجمع المضيق البحرين الأسود ومرمرة، وتسير البواخر والقوارب يوميا بمختلف أحجامها تنقل البضائع إضافة إلى تنظيم جولات سياحية للزائرين.
وتطل المنطقة على جسر السلطان محمد الفاتح المعلق، حيث تتلألأ أضواء السيارات العابرة على الجسر ليلا، لتضفي سحرا مميزا على المنطقة بأكملها، وتنتشر الحدائق حولها، أبرزها حديقة التوليب الشهيرة.
وتلتقي بالمنطقة خضرة الأشجار مع زرقة المياه، لتهب نسمات طيبة خلال جولة التنزه في حدائقها، فيما يشكل الشطر الآسيوي بإطلالته من "بيبك" إضافة طبيعية، ففي النهار له جمال جذاب، وبالليل سحر خاص.
وتحظى المنطقة بإقبال كبير بين السياح من مختلف الجنسيات، كما أنها مزار لسكان المدينة والولايات التركية، حيث تضم قلعة "روملي حصار" العثمانية، والتي تعد إحدى أعرق القلاع وأكثرها هيبة في تركيا، فضلا عن إطلالتها المميزة بين الأشجار على البوسفور.
** قلعة متميزة
وشيّد السلطان العثماني محمد الثاني، المعروف باسم "الفاتح"، القلعة في حوالي 4 أشهر، لتكون ركيزة لفتح القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453، حيث يبلغ ارتفاع أسوارها 82 مترا.
وتتميز القلعة بأبراجها المرتفعة، التي لعبت دورا حاسما في فرض الحصار حول المدينة عند فتحها من قبل العثمانيين، خاصة بموقعها المباشر على مضيق البوسفور لتقييد حركة مرور السفن، وإحكام السيطرة.
واختار السلطان الفاتح تشييد القلعة في ذلك الموقع لقطع خطوط الإمداد القادمة إلى القسطنطينية من البحر الأسود، وصد الهجمات المحتملة شمالي البوسفور، وهو ما ساهم عمليا في فتح المدينة.
وحديثا باتت القلعة التاريخية مقصدا للسياحة الداخلية والخارجية، كونها واحدة من أهم المتاحف والمواقع الأثرية، إذ تحوي أسوارا، وأبراجا، ومدرجا، وجامعا، إضافة إلى موقعها الساحر لالتقاط الصور التذكارية المميزة.
** مشاهد متميزة
على ضفتي طريق الساحل المتميز، يلتقي عشاق ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، من المسير على الأقدام، وركوب الدراجات الهوائية، والركض، والمشي وصيد الأسماك، فضلا عن ركوب "السكوتر الكهربائي".
ومشهد المراكب في المنطقة التي عادة ما تظهر على شاشات القنوات التركية إذ تعتبر مكانا مفضلا لتصوير المسلسلات، واللقطات السينمائية، فيشعر الزائر إلى المنطقة بأنه يزور مشاهد مألوفة يراها دائما على شاشة التلفاز.
وتتراص طاولات الإفطار والعشاء داخل المقاهي والمطاعم المنتشرة في منطقة "بيبك"، لتجتمع حولها العائلات والعشاق لا سيما في أيام العطل ونهايات الأسبوع.
كما يجتمع الأصدقاء على طاولات الغداء يوميا، لما توفره مقاهي ومطاعم المنطقة من ترفيه وسحر ومناظر خلابة بإطلالتها المباشرة على مضيق البوسفور.
وعادة ما تكون المنطقة محطة بارزة لمشاهير تركيا من الفنانين والممثلين والمطربين، إذ يقطن العديد منهم في الفلل والمنازل المنتشرة على مضيق البوسفور.
وتشتهر "بيبك" أيضا بعدد كبير من المتاجر التي تبيع عجينة اللوز الحلو ومحلات الحلويات، وكذلك عدد كبير ومميز من المطاعم والمقاهي، والتي تقدم أشهى وأطيب المأكولات التركية التقليدية والغربية والمأكولات البحرية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!