ترك برس
تحوّلت المدارس التابعة لوقف المعارف التركية في السودان إلى مصدر فخر لتركيا من خلال نجاحاتها ومساهماتها في تطوير جودة التعليم والموارد البشرية السودانية.
وأنشأت تركيا عام 2016 وقف المعارف ليتولى إدارة المدارس في الخارج، بما في ذلك المدارس التي كانت مرتبطة بتنظيم "غولن" الإرهابي، إضافة إلى تأسيس مدارس ومراكز تعليمية جديدة بمختلف دول العالم.
وفي وقت قصير، تمكّن وقف المعارف من إعادة تهيئة 6 مدارس كانت تابعة لتنظيم غولن سلمتها الحكومة السودانية للوقف عام 2017. وفق وكالة الاناضول.
* عهد جديد
بعد أن كانت المدارس تضم نحو 900 طالب خلال فترة تنظيم غولن، ارتفع عدد طلابها في فترة وقف المعارف إلى نحو 2000 طالب، وباتت واحدة من الخيارات الأولى للعائلات السودانية الراغبة بتوفير تعليم جيد لأبنائها.
أنشئت المدارس على مساحة نحو 13 دونم في الخرطوم، ليشتمل حرمها على مناطق للأنشطة الاجتماعية المختلفة بجانب 70 فصلاً دراسيًا ومجمعات رياضية وحديقة وملعبًا ومقصفًا ومصلى ومكتبة وقاعة مؤتمرات.
من ناحية أخرى، تضم مدرسة نيالا الثانوية للبنين حرمًا مدرسيًا بني على مساحة 30 دونمًا تقريبًا، بالإضافة إلى سكن للطلاب مكوّن من طابقين.
وتوفر المدرسة التي تضم مختبرات للعلوم والحاسوب واللغة والفنون المرئية وورشة عمل للألعاب الذهنية، الفرصة لممارسة مجموعة واسعة من الأنشطة بالإضافة إلى المعرفة النظرية.
وتقدم المدرسة لطلابها مختلف أنواع العلوم باللغة العربية، إضافة إلى ساعتين أسبوعيًا من دروس اللغة التركية و6 ساعات من دروس اللغة الإنجليزية، كما يعمل في المدرسة 204 موظفين محليين و13 موظفًا تركيًا.
* إنجازات متتالية
يوفر وقف المعارف التعليم من مرحلة ما قبل التعليم الأساسي إلى التعليم العالي.
وفي هذا السياق حصلت "روضة الأطفال" التابعة لوقف المعارف بالخرطوم على شهادة تقدير، حيث اختيرت كأفضل مدرسة في جودة التعليم والدراسات الأكاديمية والمرافق والبنية التحتية على مدار السنوات الثلاث الماضية.
وحصلت مدارس وقف المعارف على العديد من الدرجات في المراكز العشرة الأولى، بما في ذلك المركز الثاني في امتحان القبول بالمدرسة الثانوية العام الماضي، وجذبت الانتباه بمتوسط نسبة النجاح التي حققها الطلاب وبلغت 99 بالمئة.
وقال الممثل الإقليمي لوقف المعارف التركي في السودان محمد نديم أصلان، إن المدارس التابعة للوقف في السودان تسلّمتها الحكومة التركية بموجب اتفاقية موقعة مع الخرطوم عام 2017.
** ثقة سودانية
وأوضح أصلان لوكالة الأناضول، أن السلطات السودانية تقدم كل أنواع الدعم لفتح مدارس جديدة للوقف في السودان، بسبب الدور الإيجابي الذي لعبته مدارس وقف المعارف.
وتابع: "الثقة التي منحها السودانيون لمدارسنا تحفّزنا نحو المزيد من العمل وتلقي على عاتقنا أيضًا المسؤولية تجاه تطوير هذه المدارس. إن ثقة الناس بنا وثقتهم في بلدنا ودولتنا تدفعنا نحو الحاجة إلى العمل بجدية أكبر لتوفير تعليم جيد".
وأضاف: "استلمنا من الحكومة السودانية 6 مدارس مع حرمين مدرسيين في العاصمة الخرطوم ونيالا بولاية جنوبي دارفور. لقد تمكن وقف المعارف التركي خلال فترة وجيزة من تطوير المدارس التركية بالسودان وزيادة عدد الطلاب في الخرطوم من 900 طالبًا إلى نحو ألفي طالب".
وزاد: "مدرستنا في نيالا (جنوب غرب) كانت ناجحة للغاية ويمكن القول إنها كانت واحدة من أفضل 3 مدارس في منطقة جنوب دارفور والسودان عموما".
** نظرة للمستقبل
وقال أصلان: "الشعب السوداني يُقبِل بشكل خاص على مدارس وقف المعارف بسبب البنية التحتية والتقنية الممتازة لها، بجانب الاحترام الذي يكنّوه لتركيا، بالإضافة إلى جودة التعليم".
وأوضح أن جودة التعليم العالي في تركيا سبب آخر لاهتمام السودانيين بمدارس وقف المعارف.
وأضاف: "مدارس الوقف تبذل جهودًا حثيثة لتحسين جودة التعليم وتطوير قدرات الموارد البشرية في السودان".
وتابع: "سودانيون كثيرون تخرجوا من مدارس الوقف يواصلون مسيرتهم التعليمية في تركيا، وهذا يدل على أن بلادنا أصبحت قاعدة إقليمية في التعليم العالي".
وشدد أصلان أن وقف المعارف يجتهد لتكون الأنشطة التعليمية هي الأفضل في السودان، وأشار أن وقف المعارف يقترب من تحقيق هذا الهدف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!