ترك برس
ضمّت تركيا مؤخراً سفينة "عبد الحميد خان" لأسطولها الخاص بالتنقيب عن الغاز الطبيعي، لتعزيز بذلك جهودها في هذا المجال والتي تكللت قبل قرابة عامين باكتشاف أكبر كمية من الغاز في تاريخ البلاد، بحقل واقع بالبحر الأسود.
"عبد الحميد خان" وهي سفينة من الجيل السابع، والأحدث على مستوى العالم، أكملت تحضيراتها التقنية، وتستعد هذه الأيام للتوجه إلى موقع مهامها في البحر المتوسط، إلى جانب سفن الحفر والتنقيب الثلاث التي جعلت من تركيا لاعباً مهماً في مجال البحث عن مصادر الطاقة الطبيعية في أعماق المياه.
وكشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، قبل أيام، أن سفينة التنقيب عن الغاز الطبيعي "عبد الحميد خان" ستبدأ أعمالها في أغسطس/آب المقبل بالبحر الأبيض المتوسط.
وأوضح الوزير التركي خلال زيارته ميناء تاش أوجو بولاية مرسين (جنوب)، أن سفينة التنقيب الرابعة تمتلك أحدث التقنيات، وأنه من المرجح أن تبدأ عملياتها بالبحر المتوسط في النصف الأول من أغسطس المقبل.
وضمن خططها الاستراتيجية التي بدأت تؤتي أكلها في السنوات الأخيرة من خلال اكتشاف مصادر جديدة للغاز الطبيعي في قاع البحر الأسود، نجحت تركيا في بناء أسطول وطني متكامل من سفن البحث والتنقيب التي تخضع لإدارتها بشكل كامل، والاستغناء عن حاجتها إلى الشركات العالمية المختصة بهذا النوع من الأعمال، بحسب تقرير لـ "TRT عربي."
وباتت تركيا اليوم تمتلك ضمن أسطولها خمس سفن من الأحدث على مستوى العالم، سفينتان تنفذان أعمال البحث والتمشيط و3 سفن خاصة بعمليات الحفر والتنقيب، بجانب سفينة التنقيب الجديدة من الجيل السابع وسفينة "أرطغرل" المختصة بتخزين وتغويز الغاز المسال، كلها مجندة من أجل الكشف عن مصادر طاقة طبيعية جديدة داخل مياه الوطن الأزرق لتركيا، بدءاً من البحر الأسود مروراً ببحري مرمرة وإيجه وصولاً إلى مناطق الصراع شرق البحر الأبيض المتوسط.
عبد الحميد خان.. الأحدث في العالم
أمضت مؤسسة البترول الوطنية التركية (TPAO) العام الماضي كله في البحث عن سفينة تنقيب رابعة من أجل ضمها إلى أسطول سفن التنقيب المكون من سفن الفاتح والقانوني ويافوز، وهو ما تكلل بالنجاح مؤخراً بعد توقيع اتفاقية مع الشركة الكورية الجنوبية (Daewoo).
سفينة التنقيب الرابعة التي أطلق عليها اسم السلطان "عبد الحميد خان" ستشارك في أنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات، وستكون بمثابة أقوى سفينة تنقيب تركية بمعداتها التقنية وخصائصها الفيزيائية.
وتمتلك السفينة الجديدة تكنولوجيا أكثر تقدماً من سفن الجيل السادس، التي لديها قدرة حفر في أعماق البحار تحت ضغط عالٍ للغاية على عمق 12 ألف متر، حيث يٌتوقع أن تزيد سفن الجيل السابع من هذه القدرة وتسهم في الوصول إلى أعماق أعمق بكثير.
وبالإضافة إلى كونها من الجيل السابع، فإن السفينة التي يبلغ طولها 238 مترا، وعرضها 42 متراً، ومزودة بنظام أمان مزدوج، ستعمل على تعزيز جهود تركيا في التنقيب عن الهيدروكربونات.
كما ستلعب السفينة التي تتمتع بنظام تحديد مواقع الثروات الباطنية، دوراً مهماً في إجراء أبحاث فعالة في المياه الإقليمية التركية.
أسطول سفن البحث والتنقيب التركية
وإلى جانب سفينة الحفر الجديدة من الجيل السابع، تمتلك تركيا ثلاث سفن من الجيل السادس ضمن أسطولها من سفن الحفر، هي فاتح والقانوني ويافوز. جميع سفن الحفر الثلاثة قادرة على الحفر في المياه العميقة للغاية، حيث يمكن للسفن إجراء عمليات الحفر البحرية تحت ضغط عالٍ يزيد عمقه بأكثر من 12 ألف متر عن خندق ماريانا، أعمق خندق بحري في العالم.
وبالإضافة إلى سفن الحفر الثلاث، يحتوي الأسطول التركي على سفينتين أخريين هما خير الدين بربروس وأروتش رئيس، المختصتين بأعمال البحث والتمشيط والدراسات الزلزالية.
وفي شهر يونيو/حزيران العام الماضي، دشنت تركيا سفينة "أرطغرل غازي"، أول سفينة تركية متخصصة بتخزين وتغويز الغاز، وكذلك نقله إلى نظام أنابيب الغاز الطبيعي وقت الحاجة. وتعد "أرطغرل غازي" واحدة من السفن ذات القدرة الاستيعابية الأعلى في العالم بقدرة تغويز يومية تبلغ 28 مليون متر مكعب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!