ترك برس
كثفت تركيا خلال السنوات الأخيرة، من جهودها للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مياهها الإقليمية، إلى أن تكللت هذه الجهود بالعثور على كميات قياسية من الغاز في البحر الأسود، فيما تواصل 3 سفن تركية أعمالها في الحقول نفسها لتأمين استخراج وتسييل الغاز ونقله إلى البر.
وهنا يبرز دور السفن التركية المخصصة لهذا الغرض، والبالغ عددها 3 حالياً فيما كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مؤخراً، اعتزامهم ضم سفينة رابعة لأسطول سفن التنقيب، معلناً تسميتهم إياها "عبد الحميد خان" نسبة إلى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
وعمل في مشروع النقل 4200 موظف في البحر والبر، و16 سفينة 3 منها مختصة في أعمال الحفر، في حين تسير الأعمال الجارية على عمق 2200 متر تحت سطح البحر وعلى سطح الأرض.
وجرى في وقت سابق تسليم 21 ألف أنبوب بطول 12 مترا إلى ميناء مدينة فيليوس، شمالي البلاد، حيث من المقرر تخزين الغاز هناك في المرحلة الأولى.
سفن التنقيب
وسفن التنقيب التركية الـ 3 هي "ياووز" و"فاتح" و"قانوني"، وهي أسماء سلاطين عثمانيين لعبوا دوراً هاماً ومحورياً في تاريخ الدولة العثمانية.
وتنقسم عمليات الحفر والتنقيب عن الغاز إلى قسمين، حيث تتولى سفينة "قانوني" مهمة العمل على المستوى السفلي للآبار، في حين يقع على سفينة "يافوز" تنفيذ المهمات على المستوى العلوي، وستتولى مهمات مثل وضع المواد الخاصة بفوهة الآبار التي تمتد إلى أعماق البحر، بالإضافة إلى تركيب أنظمة صمامات الأمان.
أما سفينة "فاتح" فقد كانت حققت أكبر اكتشاف للغاز في تاريخ تركيا، كما أعلن عنها الرئيس أردوغان في أغسطس/ آب 2020، حيث تم اكتشاف أكبر حقل للغاز في تاريخ البلاد في موقع "تونا1" بحقل صقاريا، باحتياطي 320 مليار متر مكعب، ثم أعلن لاحقا ارتفاع التقديرات بعد اكتشاف 85 مليار متر مكعب إضافي، ليبلغ لاحقاً إجمالي احتياطي الغاز المكتشف بالمنطقة 540 مليار متر مكعب.
وبدأت سفينة "يافوز" نهاية مارس/آذار الماضي مهمتها في آبار الغاز الطبيعي التي اكتشفتها تركيا عام 2020 في البحر الأسود، بعدما انضمت لسفينة "فاتح" وسفينة "قانوني" -التي تقوم بمهام أخرى في حقل سكاريا- على أن تقوم سفن الحفر التركية العملاقة الثلاث بأعمال متزامنة لبدء استخراج الغاز بحلول عام 2023.
والاثنين الفائت، شهدت تركيا، أمس الاثنين حدثاً وصفه الأتراك بالتاريخي، حيث دشن الرئيس رجب طيب أردوغان أول الأنابيب على الخط البحري، الذي بدأ نقل غاز البحر الأسود إلى اليابسة.
وعمليا، بدأت عملية مدّ خط الأنابيب الذي ينقل الغاز الطبيعي إلى منشأة الإنتاج، بطول 170 كيلومترا، ويُتوقع أن تستغرق العملية نحو 5 أشهر.
وقامت سفينة "كاستورو 10" المملوكة لشركة "سايبيم" الإيطالية بمد الأنابيب في القسم الساحلي، ويجري دفن هذا الجزء في قاع البحر لمسافة معينة.
وقال الرئيس أردوغان إنه في المرحلة الأولى يتم ربط ما بين 6 و10 آبار بنظام الإنتاج الذي سيتم إنشاؤه تحت سطح البحر في حقل غاز سكاريا، على أن يتم إنتاج 10 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا من هذه الآبار وتحويلها إلى شبكة الغاز الطبيعي التركية عام 2023.
وفي كلمته أثناء حفل التدشين، كشف الرئيس أردوغان عن أن تركيا ستبدأ في الربع الأول مع عام 2023 ضخ 10 ملايين متر مكعب يوميا من الغاز الطبيعي المكتشف بالبحر الأسود.
وأشار أردوغان إلى أن حقل سكاريا للغاز في البحر الأسود سيصل إلى ذروة إنتاجه عام 2026.
وقال "نهدف إلى زيادة طاقتنا الإنتاجية اليومية من الغاز إلى 40 مليون متر مكعب من خلال 40 بئرا سيتم حفرها في الحقل"، مؤكدا أن تركيا ترى أن الطاقة مفتاح للتعاون الإقليمي وليست مجالا للتوتر والصراع.
وأضاف "بدأنا إنشاء خط الأنابيب البري بطول 211 كيلومترًا، وسينقل الغاز الطبيعي إلى شبكة النقل الوطنية لدينا بالتزامن مع خط الأنابيب الذي سنقوم ببنائه في أعماق البحار، وبمجرد وصول الغاز إلى اليابسة، سيتم إجراء فصله ومعالجته، ثم بعد ذلك سننقله إلى بيوت مواطنينا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!