كتبه: محمد بارلاص - صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
ما زال البعض يغنّي ويهزج بلا وعي ولا دراية بالوقع او بما يحصل حوله فيصدح بعبارات مثل "تركيا الجديدة" او "لم يتغير شيء في السياسة التركية"، لهؤلاء أقول لهم بأن يفكّروا مليا بهذه العبارات بعد إعادة النظر لما آل اليه الواقع الجديد ولنتائج الانتخابات الحالية.
فالوضع السياسي في تركيا تغيّر بلا شك، فلن يُختصر المشهد السياسي على تكتّلات اليمين واليسار بل سيصبح هنالك تركيبات سياسية جديدة في الوسط التركي. والدليل على ذلك هو الكلام المنتشر عن احتمالية تألف او تحالف بين حزب "القومية التركي" المتمثل بالحزب القومي مع حزب "القومية الكردي" والمتمثل بحزب الشعوب الديمقراطية الذي استطاع الحصول على 80 مقعد في البرلمان ولأول مرة في تاريخه وبعدد مساوي للممثلين عن الحزب القومي.
الهوية القومية
لقد ظهر التأثر بالهوية القومية بشكل كبير في فترة التحضير والدعاية للانتخابات، فلقد رأينا فقدان حزب العدالة والتنمية لمركزية الدعاية وانتقالها لصالح الهوية القومية. الم يكن هذا التحول سبب في فقدان العدالة والتنمية كمية من الأصوات الممنوحة له وبالأخص في المناطق الكردية؟ الا يؤشر هذا على أن الوضع السياسي في تركيا ينجرّ نحو الهويّة العرقية؟
فهذا يدل على أن الايام القادمة ستشهد دور أكبر للهوية العرقة في الساحة السياسية في جميع ارجاء البلاد. فلو هذا التحول افرز تسويات سياسية واتفاقات مُرضية لجميع الاطراف فإنه سيقود البلاد نحو الاستقرار ونجاح كبير للديمقراطية. لكن إن لم تتم هذه التسويات فإن البلاد ستقع في وحل الفوضى والإضرابات وقد يصل الحال الى الانهيار الكلي.
تسويات كبيرة
الطرق السليم للبلاد من أجل مرحلة أكثر استقرارا وأكثر ازدهارا هو بتسويات ديمقراطية تُرضي كل الاطراف وتكون عادلة لتزيد من وحدة البلاد. مثل التحالفات التي حصلت في المانيا وانجلترا إثر الحرب العالمية الثانية. ففي إنجلترا تحالف أكبر حزبين متناقضين، فقد تحالف الحزب المحافظ مع حزب العمّال. أما في ألمانيا فقد تحالف الحزب المسيحي مع الحزب الديمقراطي. الم تكن هذه التحالفات هي سبب راحة تلك البلاد؟ الا يمكن ان يتحالف حزب العدالة والتنمية مع الحزب الجمهوري في وقت مبكر ليشكّلوا تحالف كبير يقود تركيا للاستقرار؟
هل يمكن فعل ذلك؟
لا يحتاج حزب العدالة والتنمية لحسابات معقدة من اجل الإقدام على التحالف، فهو المنتصر في الانتخابات بعد كل شيء، وهو الذي يملك اكبر تمثيل في البرلمان، وهو الذي يملك اغلب التأييد الشعبي. بينما الحزب الجمهوري هو الحزب الثاني، وهو البديل الآخر في التحالفات.
فلننتظر ونراقب
سنرى ونترقب النشاط السياسي والخيارات البديلة الممكن طرحها في الزمن القريب او البعيد، أما الأن فأننا نراقب الرئيس اردوغان، فلمن سيوكل مهمة تشكيل الحكومة؟ ومع من سيتم التفاوض؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنراقبها ونرى الى اين تتجه الأمور.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس