ترك برس-الأناضول
أعرب سائحان عن سعادتهما بزيارة مدينة بورصة، القريبة من مدينة إسطنبول، والتي تحمل عبق التاريخ والحضارة العثمانية، وتستضيف قبور السلاطين وخاصة مؤسس الدولة عثمان غازي بن أرطغرل، وابنه السلطان أورهان غازي.
وتعرف بورصة (شمال غرب) بالمدينة الخضراء، وهي إحدى المدن التي اتخذها العثمانيون عاصمة لهم، في الفترة ما بين 1335-1363م.
وتتمتع المدينة بأهمية سياحية وتاريخية وثقافية كبيرة، وتعتبر مقابر السلاطين الستة الأوائل من الأماكن الأكثر ارتيادًا من السياح، وأدرجت في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في 2014.
ولعبت المدينة دورًا مهمًا في مرحلة تأسيس الدولة العثمانية، وتضم ضريح السلطان العثماني عثمان غازي (1258 - 1324م) مؤسس الدولة العثمانية.
كما تضم ضريح السلطان أورهان غازي (1281 - 1362م)، ومراد الأول (1326 - 1389م)، ويلدرم بايزيد الأول (1354 - 1403م)، ومحمد جلبي (1389 - 1421م)، ومراد الثاني (1404 – 1451م).
ـ سلاطين عظام
السائح الفلسطيني عبد الرحيم أبو لافي، تحدث لوكالة الأناضول، عن زيارته إلى المدينة قائلا "نحن في زيارة بورصة، المعروفة لنا، والتي كانت عاصمة بداية إنشاء الدولة العثمانية".
وأضاف أبو لافي، "قرأنا عنها، وعرفنا كيف أن السلطان عثمان، حضر لبورصة. ومن أجل الوصول إلى إسطنبول كان يتقدم رويدا رويدا وصولا إلى بورصة، ولكن ابنه أورهان، من فتحها".
وتابع "ذهبنا إلى أماكن كثيرة، ونحن في جولتنا زرنا أولو جامع (الجامع الكبير)، ونزور قبور السلاطين عثمان وأورهان وأحفادهما، ونحن في بداية الجولة هذه، ونأمل أن ُنسر كثيرا فيها".
وقال أبو لافي، "طبعا نعرف قبور السلاطين هنا، عثمان وابنه أورهان، ولهذا تقصدنا زيارة بورصة وقبورهم، لأنهم رجال عظام، قدموا للإسلام الشيء الكثير".
وأكمل "قادة أعادوا للإسلام عزه وأمجاده وبنوا دولة حكمت العالم قرابة 600 عام، وهو أمر عظيم، ونحن نتمنى، عندما نأتي قبورهم ونرى ما قدموه، من الله أن يأتينا رجال عظام ويعيدوا عز الإسلام والمسلمين، ويعيدوا المجد له وللقدس".
وختم بالقول "جئت مع زوجتي وأبنائي وبناتي، وأختي وزوجها وأولادهما، والأجواء جيدة ونأمل أن نختتم زيارتنا بالأمور الجيدة".
ـ عاصمة الثقافة
من ناحيته، قال السائح البريطاني حسن محمد، القادم من لندن، للأناضول، "جئت إلى بورصة لوحدي قادما من إسطنبول".
وأرجع محمد، ذلك لأن الكثيرين أخبروه أن "بورصة عاصمة الثقافة في تركيا".
وأردف "كما أنها مدينة تاريخية مهمة، ومن أولى عواصم العثمانيين، والتي فتحها أورهان غازي، بعد أن بدأ أباه عثمان بفتحها، وهناك مسلسلات تركية تتناول هذه الأحداث".
ولفت محمد، إلى أن مثل هذه الأحداث "تُشعر المسلمين بالفخر، من خلال القدوم إلى هنا، من أجل الشعور بعدالة الإسلام".
واستطرد "زرت هنا قبور السلاطين، وسلمت على السلطان عثمان، وابنه أورهان".
وأشار إلى أنه جاء إلى بورصة أيضا لقضاء جولة في المدينة واكتشافها.
وبيّن محمد، أن "بورصة، من المدن التي كانت ضمن خطته للزيارة، والأوضاع هنا آمنة، قبور السلاطين رائعة، والترحيب والاحترام جميل".
وأضاف "عندما دخلت الأضرحة كان شعورا لا يوصف بالرجال الذين قدموا وحققوا الأحلام، بإعلاء كلمة الله".
وتابع "أشعر بالأمان والطمأنينة بهذه المنطقة، ويجب احترام السابقين الذين أسسوا الدولة العثمانية".
ـ مكان مميز
تحتضن حديقة طوبخانة، في بورصة القديمة، ضريح السلطانين عثمان غازي وأورهان غازي، وتطل على بورصة بإطلالة ساحرة.
توفي عثمان غازي، في الأول من أغسطس/آب 1324م، عن عمر ناهز 68 عامًا، قبل أن يفتح ابنه أورهان، بورصة، في 6 أبريل/ نيسان 1326م.
وفي البداية دفن عثمان غازي، في مدينة سوغوت، القريبة من بورصة، جوار أبيه أرطغرل، وبعد فتح بورصة نقل ابنه أورهان جثمانه إلى بورصة التي اتخذها عاصمةً فعلية للدولة الفتية التي عاشت أكثر من 600 عام.
أما ضريح السلطان العثماني أورهان غازي (1281-1362)، فاتح بورصة، فبني في القرن الحادي عشر، وهو عبارة عن مبنى مُغطى بقبة صغيرة تقع على 4 أعمدة وتحتوي على 21 ضريحًا.
ويحرس ضريح السلطان العثماني حاليا مجموعة من الحرس المرتبطين بقوات الدرك، ويرتدون الملابس العسكرية للمقاتلين العثمانيين القدماء، ويؤدون يوميا تبادلا للمناوبة بطريقة رسمية، وسط اهتمام من السائحين.
كما تتم تلاوة القرآن الكريم يوميا على مدار الساعات المخصصة لزيارة الضريح، حيث يزور المنطقة يوميا آلاف الزائرين، خاصة في فصل الصيف، الذي يستقطب عددا كبيرا من السياح.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!