عثمان جان - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
الديمقراطية الغربية ليست وليدة الحاضر ولا الماضي القريب بل انها كانت موجودة من القرون السحيقة، لكن الذي حصل انه تم إعادة اكتشافها وإعادة صياغتها لتصبح أكثر حضارية وملائمة لمتطلبات العصر وتصبح من اهم انتاجات الغرب الحديث وحتى من اهم منتجات الحضارة الإنسانية في العالم ككل.
لقد أصبحت مكسب للحضارة الإنسانية ككل عندما رأى العالم فيها العدل والمساواة والحرية وادبيات أخرى كانت وسيلة لمراقبة ومتابعة النظم الحاكمة بوسائل عصرية تكون مرجعيات للسياسة العالمية، لهذا فأننا عندما نتكلم ونقول بان الديمقراطية أصبحت مرجع للسياسة العالمية لا نكون مُخطئين او على الأقل إذا اعتبرناه حجر أساس في الكيان السياسي وأنظمة الحكم.
لقد رأينا سمات التنظيم السياسي هذه في القرن 11 الميلادي عندما بدا العالم الإسلامي بسن القوانين والاعتماد على الفرمانات المفروضة والمقررة من القصور الحاكمة، فوضع القوانين وحتى تطبيق القوانين كان يوكل للجهات المعنية المرتبطة بالقصر الحاكم.
لو أردنا التأمل في الديمقراطية كما يفهما الغرب لوجدنا في مقولة لينكون ما يُساعدنا على فهم رؤية العالم الغربي للديمقراطية او ما تعنيه الديمقراطية له فهو يقول "الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب من اجل الشعب". اعتقد انكم لاحظتم عبارة "من اجل الشعب"، نعم تمكن مشكلة الديمقراطية الغربية في ان كل دولة وكل شعب يُشكّل ويكوّن ديمقراطيته من اجل نفسه، فديمقراطية فرنسا من اجل فرنسا وحدها ولا يعنيها العالم من بعدها كذلك إنجلترا وامريكا.... فكما لاحظتم فإن الحدود وتأثير القومية وعناصر أخرى لها دور أساسي في تحديد شكل والية الديمقراطية وتأثيرها وتأثّرها بما هو خارج الحدود.
الدول القومية التي تمثل ما هو عليه الدول الغربية تحدد الكثير من الآمور الخطيرة في داخل البلاد وخارجها، فنرى مثلا ان السياسات الخارجية تنضوي تحت هذه العموميات التي تقود البلاد الى صراعات تكون في صميمها ضد معاني الديمقراطية من عدل ومساواة وحتى حرية، فترى ديمقراطيتهم تدعم حروب تعصف بأمم من اجل مصالحهم، وترى كذلك موافقتهم على انقلابات تحمل كل معاني العار وتناقض كل ما تدعيه هذه الدول، ويزيدون على ذلك بانهم يسوقون حروبهم ودعمهم وتغطيتهم للانقلابات بان الأطراف المجني عليها لا ديمقراطية ليكونوا بهذا قد دقوا اخر مسمار في نعش اخلاقهم وقيمهم.
نرى المشكلة الأخلاقية وهي تتجلى في وسائل اعلام الدول الغربية عندما يحاولون التغطية على خبر الإعدامات وبالذات حكم الإعدام بحق الرئيس المنتخب من قبل الشعب المصري، وكذلك رأيناهم عندما كانوا يروجون لمحاولات الانقلاب واثارة الشغب عندنا في الأشهر الماضية. هذا غيض من فيض مشاكلهم الأخلاقية التي تحطم دول العالم الثالث من اجل زيادة الرفاهية لأطفالهم دون أطفالنا وراحة كبار سنهم دون كبارنا ....
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس