ترك برس
أثار مقطع مصور نشره كمال كليجدار أوغلو، زعيم تحالف "الطاولة السداسية" المعارض للانتخابات الرئاسية التركية، الجدل في الشارع التركي، وذلك لكشفه عن انتمائه الطائفي، في خطوة غير مألوفة في المشهد السياسي للبلاد.
المقطع المصور الذي نشره كليجدار أوغلو في تغريدة بعنوان "أنا علوي"، حظي بتفاعل واسع، إذ تجاوز عدد مشاهداته 113 مليونا خلال نحو أسبوع، وأثار ردود فعل، حيث اعتبرته بعضها كسرا لأحد محرمات تركيا العلمانية التي أرساها مؤسس الدولة، مصطفى كمال أتاتورك.
وتدين الغالبية العظمى من الشعب التركي بالإسلام على المذهب الحنفي (أحد مذاهب أهل السنة)، إلا أن الدستور الذي أشرف على وضعه وتعديلاته اللاحقة، "أتاتورك" بعد انهيار الدولة العثمانية، ينص على منع تشكيل أي حزب سياسي يعلن تمثيله لأي شكل من أشكال المعتقد الديني، لكنه لم يحظر أي انتماء ديني شخصي للسياسيين، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".
وفي مقطع الفيديو الذي نشره كليجدار أوغلو عبر حسابه الموثق في تويتر، قال المرشح الرئاسي: "أبنائي الأحباء الذين سيصوّتون لأول مرة.. أنا علوي تربيت على الإيمان بالله وبمحمد وعلي، وأنا مسلم صادق..".
واعتبر عدد من الصحف التركية، ما قام به كليجدار أوغلو كسرا لأحد محرمات تركيا العلمانية الأتاتوركية عبر إعلانه عن انتمائه الديني، والذي حوى عبارات حملت اتهامات ضمنية لعهد الرئيس الحالي ومنافسه في انتخابات الرئاسة، رجب طيب أردوغان، بأنه "تمييزي".
ومعلقا على ذلك، اعتبر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إعلان كليجدار أوغلو عن طائفته الدينية، محاولة منه لتقديم نفسه كضحية، مضيفا في حديث جماهيري "ألا يعرف أنه قبل أردوغان لم يكن أحد ليجرؤ على قول أنا علوي في تركيا، أما الآن فالكل يعبر عن نفسه بكل حرية".
وفي السياق، صرّح رئيس حزب تركيا المستقلة، حسين باش، تصريحاً أراد من خلالها انتقاد الرئيس التركي أردوغان، وإظهار موقف معارضة حادة منه في الانتخابات المقبلة، إلا أنه حمل إهانة لجميع منافسيه، عندما قال: سنصوّت لمنافس أردوغان حتى لو كان نعال مرحاض.
هذا وتتجه تركيا إلى انتخابات رئاسية وأخرى برلمانية في آن واحد، يوم 14 مايو/ أيار الجاري، في مشهد يوصف بالتاريخي لكونه يتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
ويخوض السباق الرئاسي 4 مرشحون عن تحالف حزبية مختلفة، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن تحالف "الجمهور"، وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو عن تحالف "الأمة" أو ما يعرف بـ "الطاولة السداسية"، وزعيم حزب البلد محرم إنجه عن حزبه والسياسي القومي سنان أوغان عن تحالف "الأجداد".
في المقابل، يخوض 24 حزباً الانتخابات البرلمانية في سباق للحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان البالغ إجمالي عدد مقاعده 600 مقعداً.
وفي الوقت الذي بدأت فيه عملية الاقتراع في العديد من الدول الأخرى، من المتوقع أن تبدأ في تركيا اعتباراً من الساعة الثامنة من صباح الأحد 14 مايو/ أيار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!