ترك برس - TRT عربي
مع الكشف عن المقاتلة المسيّرة "عنقاء-3" التي طورتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش"، فتحت المنصات الجوية التركية بلا طيار الباب لعصر جديد. فيما تحول العضو الأخير من عائلة "شمشك" (Şimşek)، التي ظهرت لأول مرة طائرةً مستهدفة، إلى كاميكازي انتحاري يعمل برفقة المقاتلة المسيّرة، سيجعلان من تركيا لاعباً قوياً ومتفرداً في هذا المجال.
وكان برنامج "قرن المستقبل" الذي عقد في أنقرة في الأيام الماضية مهماً للغاية من حيث إظهار النقطة التي وصلت إليها ليس فقط تركيا ولكن أيضاً شركة "توساش". إذ كانت جميع المنصات المأهولة وغير المأهولة التي وقعتها "توساش" في منطقة الاحتفال.
ولكشف خفايا التطور الجديد الذي دخل على صواريخ، أو بالأحرى كاميكازي "سوبر شمشك" (Süper Şimşek)، والذي يعني باللغة التركية "البرق الخارق"، تحدث موقع TRT Haber مع نائب المدير العام لأنظمة التسيير في شركة توساش عمر يلدز بخصوص العضو الأخير والأكثر موهبة في عائلة "شمشك"، التي ولدت طائرةً مستهدفةً وتطورت إلى طائرة بلا طيار "كاميكازي" بمرور الوقت. إليكم الحكاية كاملة.
شمشك-3
لم يبدأ عمر يلدز في شرح العملية من شمشك-3 بل من مقاتلة عنقاء-3، التي ستنقله. والتي عند النظر إليها من الخارج، تجد أن عنقاء-3 لها موقف مختلف عن جميع الطائرات بلا طيار التي أنتجتها تركيا حتى الآن.
وأوضح يلدز قائلاً إن عائلة شمشك تضم كلاً من شمشك-1 وشمشك-2 و"شمشك-3 أو سوبر شمشك، الذي انضم إلى العائلة مؤخراً. ويشرح عملية انضمامه على النحو التالي:
"كُلّفنا هذه المهمة في حدث تيكنوفيست السابق. كان لدينا نحو 6 أشهر فقط. وانتهى الموعد النهائي لدينا في 30 أبريل/نيسان. وبينما نحن في فترة مزدحمة للغاية، وعلى الرغم من أننا متأخرون جداً عن التقويم، فإننا سنطير بهذا المنتج في غضون 15 يوماً.
ويزن "سوبر شمشك" 200 كيلوجرام. ويمكنه حمل رؤوس حربية تصل إلى 35 كجم إذا لزم الأمر. ستكون مهمته الأولى هي العمل كـ "الطائرة المستهدفة". حيث سيتم استخدامها كطائرة لاختبار أنظمة الدفاع الجوي، لا سيما وأنه قادر على الطيران بسرعة حوالي 0.8-0.9 ماخ.
ومن المخطط أن يكون "سوبر شمشك" قادر على تنفيذ 11 مهمة مختلفة على المدى الطويل. وتشمل هذه المهام الحرب الإلكترونية والدعم الإلكتروني والهجوم الإلكتروني، وفقاً لتصريحات يلدز.
كما سيكون بمثابة كاميكازي قادر على الطيران في مجموعات. في هذه المرحلة، يوضح عمر يلدز أنهم سيعينون "سوبر شيمشك" باسم "كاميكازي"، لا سيّما في اتجاه تدمير أنظمة الدفاع الجوي، وتابع قائلاً: "ستتمتع طائراتنا سيمشك أيضاً بالقدرة على الطيران في أسراب. سيتكون قادرة على مشاركة المهام فيما بينها. بالإضافة إلى كل هذا، ستكون قادرة على الطيران كرجل "الجناح المخلص" (Loyal Wingman) جنباً إلى جنب مع المقاتلة المسيّرة "عنقاء-3" ومقاتلة الجيل الخامس الوطنية "قان".
عائلة شيمشك
في مايو/أيار 2021، ذكرت مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية، أن "توساش" استطاعت بنجاح تحويل نظام تدريب الطائرات على إصابة الأهداف الجوية المعروف بـ"شيمشك" إلى طائرة مُسيّرة انتحارية "كاميكازي". ولفتت المجلة إلى أن نظام "شيمشك" جرى تطويره لتدريب الطائرات على التصويب الجوي عام 2009 ويمكّن الطائرات من محاكاة إصابة أهداف جوية تشمل طائرات وصواريخ معادية.
ويمكن لهذا النظام الجوي الذي يعمل بمحرك نفاث أن ينطلق بسرعة تصل إلى 740 كيلومتراً في الساعة ويُحلّق على ارتفاعات تصل إلى نحو 5 آلاف متر.
ولفتت المجلة إلى أنه رغم وجود تشابه في طريقة العمل مع نظام هاروب الإسرائيلي، إلا أن النظام التركي يتميز بتكلفته المنخفضة.
عنقاء-3
يقول يلدز إنهم بنوا عنقاء-3 على تراث عنقاء-1 وعنقاء-2. ويذكر في الوقت نفسه أنهم يستخدمون محركاً نفاثاً توربينياً في هذا المشروع، وبالتالي يمكنهم الوصول إلى سرعات عالية جداً، ويلفت الانتباه أيضاً إلى أنهم بنوا منصة مختلفة هيكلياً قادرة على الهروب من مراقبة أنظمة الرادارات.
الميزة الأكثر لفتاً للانتباه في المقاتلة المسيّرة هذه هي أنها تتخذ شكلاً يسمى "الجناح الطائر". جناح طائر اسم عام يطلق على الطائرات ذات الأجنحة الثابتة التي تحتوي على أذيل عمودية. في الواقع، على الرغم من أنها تجلب معها مزايا خطيرة للغاية يتعين عليك التغلب على تحديات خطيرة من أجل إنتاج طائرة من هذا التصميم.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد رفض فرنسا مشاركتها في برنامج دولي مشابه في عام 2005، كشفت تركيا مؤخراً عن مسيّرة "عنقاء-3" الجوية ذات الجناح الثابت، والتي تعتبر واحدة من أهم المنصات الاستراتيجية التي أنتجتها تركيا على الإطلاق.
ووفقاً للبيانات المتوفرة حتى اللحظة عن المقاتلة المسيّرة الأحدث، سيبلغ أقصى وزن للإقلاع نحو 6.5 طن وسعة الحمولة الفعالة 1200 كيلوجرام. ومن المقرر أن تبقى "عنقاء-3"، التي من المتوقع أن يصل ارتفاعها إلى 40 ألف قدم، في الجو لمدة 10 ساعات تقريباً. فيما تبلغ سرعة الانطلاق 250 عقدة، والسرعة القصوى هي 425 عقدة.
كما أن سعة الحمولة الفعالة التي تبلغ 1200 كيلوجرام تشير إلى أن المسيّرة الجديدة ستتمكن من حمل عديد من الذخائر الوطنية داخل محطات الأسلحة الداخلية تحت جسم الطائرة، ما يجعلها أكثر "فتكاً".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!