برهان الدين دوران - سيتا
الانتخابات على بعد يوم واحد فقط.
لقد حان الوقت لتنحية التوترات والجدل واستطلاعات الرأي وحتى التوقعات الناجمة عن المنافسة الانتخابية الشرسة جانبا والذهاب إلى صناديق الاقتراع، غدا ستظهر الإرادة الوطنية في صندوق الاقتراع وستستمر الديمقراطية التركية في طريقها متجاوزة عتبة حرجة للغاية، في ليلة 14 مايو وصباح اليوم التالي سيتم الإعلان عن توزيع البرلمان والأصوات التي حصل عليها المرشحين الثلاثة للرئاسة.
أتوقع أن يفوز الرئيس أردوغان في الجولة الأولى، إذا انتقلت الانتخابات إلى الجولة الثانية فسنعيش فترة مماثلة للحملة المكثفة التي شهدناها في الأسابيع الثلاثة التي تلت عيد الفطر في الأسبوعين المقبلين، وفقا للبيئة السياسية التي ستجلبها بنية التوزيع البرلماني ومن سيفضله الناخبون القوميون من المرشحين سيتم الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.
لذلك ستنتصر الديمقراطية …
بلدنا الجميل تركيا سوف تفوز …
جرت العملية الانتخابية في 14 مايو في الواقع في شكل ماراثون لمدة عامين على الأقل، في هذه العملية لم نترك الموضوع دون مناقشة، تحدثنا لعدة أشهر عن من سيكون مرشحو المعارضة حول الطاولة السداسية، مع دخولنا القرن الثاني لجمهوريتنا نظرنا في كل شيء من قضايا الهوية إلى الوعود الاقتصادية من مكاننا في النظام الدولي إلى قضية البقاء في بضع جمل أود أن أذكركم بالنقاط التي تميز انتخابات 14 مايو عن الانتخابات السابقة.
لقد شهدنا منظمتين إرهابيتين (حزب العمال الكردستاني ومنظمة غولن الإرهابية) تدعمان علنا مرشحا والمعارضة تلتزم الصمت حيال ذلك، وهو ما لا يحدث في أي ديمقراطية، في الأسابيع الأخيرة انحازت وسائل الإعلام الغربية إلى المعارضة مما أضاف إلى الحملة المناهضة لأردوغان تحت ستار “التدخل في انتخاباتنا”، لقد جئنا إلى يوم الانتخابات عندما أجبر إينجه على الانسحاب من الترشيح بابتزاز الشريط، وبطبيعة الحال ستأخذ أمتنا في الاعتبار أوجه الشذوذ في العملية الانتخابية عند تشكيل تفضيلها في صناديق الاقتراع وسيضع تركيا في أيد أمينة وذات خبرة في وقت تتزايد فيه الشكوك العالمية والإقليمية.
أود أن أشدد على نقطة واحدة.
تركيا دولة ديمقراطية راسخة وإن كانت تعاني من توترات سياسية داخلية عالية، وستبقى كذلك في صباح يوم 15 مايو، تقع على عاتق المؤسسة السياسية بأكملها مسؤولية إبقاء جميع السيناريوهات المظلمة الموصوفة في وسائل الإعلام الغربية حول تداعيات الانتخابات في تركيا بعيدا عن بلدنا، يمكننا أن نقول “نعم” لحقيقة أن عام 2023 هو أهم انتخابات في العالم وأن نتائجها تؤثر على العديد من التوازنات الدولية، ولكن من واجبنا الديمقراطي أن نرفض كل التوقعات المعادية للديمقراطية والفوضوية، ومن واجبنا المدني جميعا، من السياسيين إلى الناخبين، أن نحترم الإرادة الوطنية التي تخرج من صناديق الاقتراع ليلة الانتخابات وأن نفعل ما هو ضروري، وأي محاولة وجهد يسبب قلق للسلام والأمن والديمقراطية في هذا البلد ستعاقب عليه أمتنا بأقسى الطرق، هذا الوعي الديمقراطي هو الذي سيحيد وسائل التواصل الاجتماعي المحتملة وعمليات الاستخبارات الأجنبية وجميع أنواع الاستفزازات في ليلة الانتخابات وما بعدها.
أيا كان من يفوز بالرئاسة سيكون له ملف برلماني نابض بالحياة، وفي حين سيتم تمثيل ما لا يقل عن 14 حزبا سياسيا، سيتم انتخاب أسماء تنتمي إلى أيديولوجيات مختلفة كنواب، وستستمر السياسة في التدفق مع جدول الأعمال السريع جدا والمثير للجدل، ونحن مع كل اختلافاتنا سنتحرر من تسييس فترة الانتخابات بالغوص في انشغالات الحياة اليومية أتمنى انتخابات ميمونة لأمتنا على أمل أن تشهد السنوات الخمس القادمة تطورات تدفع بلدنا إلى الأمام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس