أوزلام البيرق - صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
في سؤال يطرح نفسه بقوة ويظهر مدى حساسية وغرابة الموقف يقول "من هو الأخطر على تركيا، أهو تنظيم الدولة الاسلامية أم انه حزب الاتحاد الديمقراطي بمسمى وحدات حماية الشعب؟" في إطار هذا السؤال نرى الكثير من التصرفات المنطقية وغير المنطقية، مثل الصاق تهمة مساعدة تنظيم الدولة لكل شخص او جهة لم تُقرن اسم التنظيم بالوحشية عند ذكر اسمه في مقالة او موضوع. لكننا نرى في نفس الوقت بان كل العالم يعمل على تلميع وتنظيف اسم حزب الاتحاد الديمقراطي وأسماء أعضائه وممثليه من تهمة الارهاب بكل قوة ومجهود ممكن على كل وسائل الاعلام وخاصة منها الغربية والأمريكية.
في صورة الحدث يحاولن نسيان حقيقة وحدات حماية الشعب الكردي بان أصله نابع من التنظيم الإرهابي في الحدود الجنوبية الشرقية والمعروف بسم حزب الاتحاد الديمقراطي. ينسون حقيقة القتل والتقتيل الذي قام به هذا التنظيم الإرهابي، ثم تراهم يعملون على شرعنه وجوده على حدود تركيا لما يزيد عن 400 كم.
دعاية "تركيا تدعم تنظيم الدولة" ليست حكرا على حزب الاتحاد الديمقراطي وفروعه بمسمياته المختلفة، وانما نرى الدور الريادي للتنظيم الموازي مع وسائل إعلامية عالمية أخرى، فالعداء لتركيا وللحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية لم يقتصر بالأكراد وانما كان من قبل جبهة داخلية وخارجية عالمية لأهداف واجندات مختلفة.
رغم كل ما قامت به تركيا من محاولات لإعطاء الأقليات حقوقهم في أطروحة عملية الحل، او حتى ما قامت به في مساعدة الاكراد ضد تنظيم الدولة في كوباني عندما ساعدت في تحشيد قوات البشمرغة ونقلتها من العراق عبر تركيا الى كوباني، او حتى عندما قبلت المئات من جرحى حزب العمل الكردستاني الإرهابي، كل هذا وأكثر لم يشفع لتركيا من تهمة دعم تنظيم الدولة. في نفس السياق نرى الرفض من كل اركان الحكومة في التعامل مع المشكلة بطائفية، فنذكر تصريحات داود اوغلو المتكررة سواء عندما كان في منصب وزير الخارجية او عندما أصبح رئيسا للوزراء، فقد كانت سياساته بعيدة كل البعد عن التعريف الطائفي. كذلك نرى اردوغان يرفض في كل الساحات بان ينسب أفعال تنظيم الدولة للإسلام رغم تعريف التنظيم لنفسه بانه مدافع عن اهل السنة.
بتنا نعلم يقينا ان استخدام "تركيا تدعم تنظيم الدولة" يأتي ضمن سياقات معروفة وضمن خطط هم يحددوها، فقد استخدمها الاكراد في تعزيز القومية الكردية في معركة كوباني، واستخدمها سياسي حزب الشعوب الديمقراطية في اثبات الحق لهم بالمناطق الجنوبية الشرقية، كما يستخدموها ايضا كعصا يلوحون بها ليقولوا ويؤكدوا بأنهم الحل لمناطق جنوب شرقي البلاد. بينما نرى وفي نفس السياق بان استخدامها على البعد العالمي يقضي على حظوظ عملية الحل قبل ولادتها، وكما يقضي على مستقبل المحادثات العالمية بشأن الوسط الكردي بالمنطقة.
قد يظهر للمتابع بان الدول الغربية وامريكا تريد حلا للأكراد في المنطقة، وقد يظهر بان المجتمع الدولي مع حل الدولة الكردية، لكن ما لا نعلمه هو ان هذه الدول سوف تترك الاكراد في منتصف الطريق ليواجهوا مصيرهم لوحدهم؛ لان الهدف الحقيقي من دعم هذه الدول ليس حبهم للأكراد وانما هو من اجل تمرير مخططاتهم عبر الأقليات الكردية بالمنطقة لأجندات خاصة بهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس