ترك برس
قال الصحفي السوري أحمد كامل إن التوتر في "علاقة الأتراك بالسوريين عمل مقصود، يُنمَّى بفعل فاعل"، وذلك على خلفية أحداث شهدتها ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا.
وأكد كامل في حديث لموقع الجزيرة مباشر أن هناك جهات سياسية تغذّي الاحتقان بين الطرفين، لدرجة أنه ينفجر عنفًا جماعيًّا لأدنى سبب، أو لحادثة فردية، وأحيانًا لمجرد إشاعة أو خبر كاذب، وأن هذا يحصل من الجانبين.
واتهم كامل الأحزاب السياسية التركية بالاستثمار سياسيًّا في “كراهية الأجانب”، وخاصة اللاجئين منهم، وعلى أخص الخصوص اللاجئون السوريون.
ولفت إلى أن هذه الأحزاب وجدت في الانتخابات البلدية السابقة عام 2019، أن هذا الاستثمار مربح انتخابيًّا، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.
وأكد كامل أنّ هناك أصواتًا عاقلة في الجانبين ترتفع لتنظيم العلاقة بينهما، وحل المشكلات الحقيقية القائمة بطرق تحفظ كرامة ومصلحة الطرفين.
وشدّد على أنه يجب الإقرار بأن وجود هذه الأعداد الكبيرة من السوريين في تركيا لما يزيد على عقد، ولفترة زمنية غير محددة، يحدث أعباءً وتبعات ليست ببسيطة.
وشهدت ولاية شانلي أورفا مساء الأربعاء الماضي، أعمال شغب واسعة، على خلفية اتهام "أحد الأجانب" بالاعتداء على طفل جنسيًّا.
وبحسب شهود عيان، فقد نزل المئات من المواطنين إلى الشوارع وقطعوا عددا من الطرق الرئيسية بمنطقة "بوزوفا"، وهاجموا محلات السوريين التجارية بالمنطقة، مدّعين أن المتهم بالاعتداء على الطفل “خباز سوري الجنسية”، وهو ما لم تؤكده أي مصادر رسمية.
من جانبه أصدر والي شانلي أورفا بيانًا صحفيًّا، أكد فيه إلقاء السلطات التركية القبض على ” أجنبي” دون تحديد جنسيته، بتهمة “الاعتداء جنسيًّا” على أحد الأطفال.
وأوضح البيان بأن حادثة الاعتداء جرت مساء الاثنين الماضي وأن الكشوف الطبية أكدت تعرض الطفل لاعتداء جنسي.
وأضاف “على إثر ذلك تحركت الجهات المعنية وألقت القبص على الأجنبي المتهم بالاعتداء على الطفل، وعقب عرضه على المحكمة، أمر القاضي باعتقاله على الفور”.
وعلق الناشط الإعلامي السوري المهتم بقضايا حقوق اللاجئين أسامة الموسى قائلًا: “في كل حادثة تحصل يكفي القول إن المعتدي أجنبي سواء كان سوريًّا أو غير سوري، ليتحرك بعض العنصريين ويستخدموا هذه الحوادث ضد وجود العرب عامة والسوريين خاصة”.
وأضاف الموسى للجزيرة مباشر: “المسيء يعاقب من قبل القانون، ونحن أيضا ضد أي انتهاك للقانون ومع المحاسبة الفردية للشخص من قبل الدولة، ولكن لا يمكن السماح بالعقاب الجماعي”، مؤكدًا أن السوريين يعيشون هذه الأيام في ترقب خوفًا من الترحيل من قبل السلطات التركية، أو من الاعتداءات المتكررة على اللاجئين والأجانب في تركيا.
وطالب الموسى الحكومة التركية بتعويض المتضررين من أعمال الشغب، وتجريم الاعتداءات الجماعية المتكررة، والتحريض عليهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرًا تحميل السوريين المسؤولية عن أفعال فردية، بسبب غياب مؤسسات سورية تدافع عنهم في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!