ترك برس
دخلت إيران مؤخراً على الخط بين تركيا والنظام السوري لبناء حوار يسبق التطبيع بينهما، وذلك بعد فشل روسيا حتى الآن في تحقيق تقارب ملموس بين أنقرة ودمشق.
دخول إيران على هذا الخط تمثّل في تقديمها مقترحاً لفك “عقدة الانسحاب” التي تحول دون تقدم عملية “بناء الحوار” بين تركيا ونظام الأسد، في خطوة سبق وأن سلكتها موسكو، وأعلنت عنها قبل أسابيع.
وترعى كل من موسكو وطهران عملية “بناء الحوار” بين الطرفين، منذ بداية العام الحالي.
لكن وحتى الآن لم يحقق حلفاء الأسد أي اختراق على صعيد العلاقة، بسبب تضارب المواقف المتعلقة بين كل من أنقرة والأخير، بشأن قضية “انسحاب القوات التركية من سورية”، بحسب تقرير لموقع "السورية".
ويصر النظام السوري على انسحاب تركيا من سورية كشرط أول لدفع العلاقة مع أنقرة إلى الأمام، بينما تؤكد الأخيرة أن هذا الطلب غير واقعي، كون “التهديدات الإرهابية” القادمة من الحدود لم تنته.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تصريحات لمجلة “الوفاق” الإيرانية، قبل أيام، إنه عرض على تركيا والنظام، سحب القوات التركية مع تقديم ضمانات من النظام السوري بحماية الحدود.
وقدّم عبداللهيان اقتراحه خلال اجتماع موسكو الأخير، والذي جمع اللجنة الرباعية الخاصة بسورية، في شهر يونيو الماضي.
ولم يوضح الوزير الإيراني رد تركيا أو النظام على مقترح بلاده، لكنه أشار إلى أن “المعادلة المطروحة ستلعب فيها إيران وروسيا دور الضامن للطرفين”.
وجاء حديث عبد اللهيان بعد أسبوعين من قال إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن بلاده اقترحت على النظام السوري وتركيا عقد اتفاق، يسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي السورية بشكل “شرعي”.
وأضاف: “خلال اتصالات غير رسمية، اقترحنا العودة إلى فلسفة عام 1998، عندما تم التوقيع على اتفاق أضنة”.
مردفاً: “هذا الاتفاق افترض وجود تهديد إرهابي، ومن أجل وقف هذا التهديد الإرهابي، سيكون لتركيا الحق بالوجود” في سورية، عبر إرسال أجهزة مكافحة الإرهاب التابعة لها إلى عمق معين من الأراضي السورية.
واعتبر الوزير الروسي في أعقاب اجتماعه مع نظيره التركي، حقان فيدان في موسكو أن جميع وثائق ومخرجات محادثات “أستانة” تحث على “احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها”، لافتاً إلى أن “الدول الضامنة” بما فيها تركيا توقع دائماً على هذه الوثائق.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قال في آخر تصريحاته إن أي تقدم نحو التطبيع مع تركيا سيكون مرهوناً بالانسحاب التركي من سورية.
وتحدث عن “موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وحتمية حصوله كشرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة”.
وبعد ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الأسد يتابع من بعيد الخطوات المتخذة ضمن الصيغة “التركية الروسية الإيرانية السورية”.
وأكد الرئيس التركي “ضرورة أن يتحرك النظام وفق الحقائق على الأرض”، مشدّداً على أهمية أن “يبتعد عن التصرفات التي تلحق الضرر بهذا المسار”.
وأضاف: “من غير الوارد تغيير نهجنا الذي يعطي الأولوية لأمننا حتى يتم القضاء على العناصر الإرهابية التي تهدد حدودنا ومواطنينا، وإزالة خطر النزوح السكاني”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!