أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
لم يُعلن حزب العدالة والتنمية مرشحه لرئاسة البرلمان حتى كتابة هذه السطور، بينما فيما يتعلق بالمرشحين الآخرين من الأحزاب الأخرى، فعلى ما يبدو أنّ دينيز بايكال يتصرف وكأنه سيكون مرشحا لرئاسة البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري.
إذا اتفقت أحزاب المعارضة الثلاثة الأخرى على دعم دينيز بايكال واعتبروه مرشحا لهم جميعا، سيصبح دينيز بايكال رئيسا للبرلمان، وسيكون رئيسا فعالا أيضا.
لكن أنْ يصبح رئيس البرلمان من الحزب الثاني من حيث عدد المقاعد، ويبقى الحزب الرئيسي الفائز بأغلبية عظمى من الشعب، بعيدا عن رئاسة البرلمان، هو موضوع يستحق النقاش حوله.
عدم قدرة حزب العدالة والتنمية على تشكيل الحكومة لوحده، سببه عدم حصوله على 18 مقعد إضافي عن المقاعد التي حصل عليها وهي 258، فالحزب الأقوى في البرلمان هو حزب العدالة والتنمية، والحزب الذي يدير جلسات التفاوض على حكومة توافقية والذي يملك القرار النهائي حول تشكيل الحكومة، هو حزب العدالة والتنمية أيضا، ولهذا فإنّ ترأس الحزب للبرلمان هو الأمر الطبيعي، وهو أيضا هو الأكثر "أخلاقية".
لكن تحويل رئاسة البرلمان إلى أداة خلاف سياسي وملحمة سياسية هو أمر غير طبيعي، وغير مقبول، وغير أخلاقي، وهذا الأمر غير وارد وغير موجود في مبدأ ورؤية حزب العدالة والتنمية، خصوصا وهو الحزب صاحب الأصوات الأعلى والأكثر تمثيلا في البرلمان.
يقوم الحزب صاحب الأغلبية بتقديم مرشحه، وخلال الجولة الأولى من التصويت تقوم الأحزاب الأخرى بالتصويت لمرشيحها، وفي الجولة الثانية تقوم بالتصويت للمرشح الذي حصل على أعلى نسبة أصوات بعد المرشح الأول، وبعد ذلك يقومون بالتصويت للمرشح الأخير المنافس لمرشح الحزب الأعلى تمثيلا في البرلمان.
ومثل هذه اللعبة لا تحتوي على "روح رياضية"، وإنما تعمل على زيادة الاستقطاب السياسي تحت قبة البرلمان، وبرغم أنّ الكل يشكو من الاستقطاب وآثاره، لكن أحدا لا يعمل على تقليل حدته في مثل هذه المواضيع، ولا أحد يهتم بذلك أو يُتعب نفسه من أجل تفادي مثل هذه السلبيات، فاختيار رئيس البرلمان من جميع النواب هو أمرٌ هام.
لا توجد مصطلحات ومفاهيم "الأخلاق" و"الروح الرياضية" في سياسة الملحمة والصراع، لكن هذه المفاهيم أصبحت منذ زمن عناصر أساسية وطبيعية ولا يمكن الاستغناء عنها في السياسة.
إذا اختير رئيس البرلمان مرشح حزب العدالة والتنمية من خلال حصوله على جميع أصوات النوّاب في الجولة الثانية، فسيكون لذلك انعكاسات إيجابية على الوضع السياسي العام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس