عبد الله مراد أوغلو - يني شفق
لقد أصبحت إسرائيل النازية الصهيونية تجسيداً للشر في عصرنا، هكذا يصفها الشرفاء في العالم الذين يكافحون ضدها بكل ما أوتوا من قوة، في الماضي كان رمز النازيين هو "الصليب المعقوف"، أما اليوم فقد أصبح "نجمة داود". وليست أمريكا والحكومات الغربية بأفضل منها، فهي من تقف وراء نازيي القرن الحادي والعشرين، وتعمل جنبًا إلى جنب مع وسائل الإعلام الخاصة بها لقمع "صوت الإنسانية والكرامة" بأقصى ما في وسعها. وكما أوضحت الصحفية الأسترالية كيتلين جونستون فإن هذا الحدث التاريخي أظهر أفضل ما في البشر، وأسوأ ما فيهم.
لا يكتفي النازيون الجدد الإسرائيليون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بل يتجرؤون على تهديد شعب مظلوم محاصر في غزة باستخدام الأسلحة النووية. ويرجع هذا إلى الدعم غير المشروط الذي تقدمه أمريكا والحكومات الغربية لهؤلاء النازيين الجدد، حيث تعلن دعمها لإسرائيل وتتغاضى عن جميع جرائمها مع شعب غزة وتعاملها معهم كإرهابيين، رغم أن 40% منهم أطفال، ولا يملكون سفن حربية أو طائرات مقاتلة أو دبابات أو مدافع أو أسلحة نووية أو أجهزة مراقبة مزودة بأحدث التقنيات، وفوق هذا تستمر الولايات المتحدة في تزويد إسرائيل بكميات هائلة من القنابل مما يسمح لها بقتل المزيد من الأبرياء دون أي اعتبار للقانون الدولي أو حقوق الإنسان.
وهاهي الكاتبة والصحفية الأمريكية كيتيلين جونستون تثور ضد الغرب المتواطئ مع الصهاينة النازيين، وتستنكر دعمهم لإسرائيل قائلة: "نحن الإرهابيون، نحن من يمارس العنف والإرهاب ضد المدنيين لتحقيق أهدافنا السياسية، نحن من يقتل الأطفال ويذبح النساء، إن كلمة "إرهاب" لا تعني شيئًا ما لم تُطبق أولاً على الحضارة الغربية القاتلة".
من جهة أخرى، تواجه إدارة بايدن مزيداً من الانتقادات جراء الدعم غير المشروط الذي تقدمه لإسرائيل، ويؤكد المحللون أن المجتمع الأمريكي يعاني من انقسام بشأن إسرائيل، كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن دعم الجيل الأمريكي الشاب لإسرائيل بدأ في التراجع، ويؤدي استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة وتزويد الولايات المتحدة لإسرائيل بالأسلحة‘ إلى إثارة ردود أفعال متباينة، وفقا للفئة العمرية للناخبين.
أما الأمريكيون الأكبر سنًا فهم أكثر دعمًا لإسرائيل، ويُلاحظ انخفاض الدعم لإسرائيل بين الأجيال الشابة من الأمريكيين بمن فيهم اليهود، وتتجه الأغلبية من الأمريكيين الشباب للتصويت لصالح المرشحين الديمقراطيين.
وبالطبع يؤدي هذا التطور إلى الانقسام داخل الحزب الديمقراطي، حيث يفقد الجناح الوسطي الرئيسي المؤيد لإسرائيل قوته تدريجياً. وهذا تطور يقلق الجناح المؤيد لإسرائيل في إدارة بايدن. ما يجعل اللوبي الإسرائيلي يستعد لزيادة التمويل للضغط على الديمقراطيين الشباب الجدد في الكونغرس الأمريكي ومنعهم من الفوز في انتخابات 2024. ويبدو أن معركة ضارية ستحدث في الانتخابات التمهيدية.
يشهد الحزب الديمقراطي الأمريكي انقسامًا عميقًا بشأن إسرائيل. ففي اللجنة الوطنية الديمقراطية، التي تلعب دورًا محوريًا في حملات الحزب الانتخابية، وقّع51 من موظفي اللجنة رسالة قالوا فيها "نشعر أنه من واجب اللجنة الأخلاقي حث الرئيس بايدن على الدعوة علنا إلى وقف إطلاق النار"، كما تأتي ردود فعل مماثلة أيضًا من متبرعي الحزب الأساسي. ونظرا لأن المانحين على مستوى القاعدة الشعبية والديمقراطيين الشباب هم الشريحة الأكثر ديناميكية في الانتخابات، فقد تواجه إدارة بايدن وجناحها الوسطي أوقاتاً عصيبة في انتخابات عام 2024.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن الرئيس ترامب والرئيس بايدن متقاربان للغاية في نتائجهما، وبالتالي فإن الدعم غير المشروط لإسرائيل قد يؤدي إلى خسارة بايدن.
وتخشى إدارة بايدن من فقدان دعم الناخبين الأمريكيين من أصل عربي في بعض الولايات المتأرجحة ـ وخاصة ميشيغان ـ في انتخابات 2024. ففي عام 2016 فاز ترامب بولاية ميشيغان بفارق نحو 10 آلاف صوت، وفي عام 2020 صوَّت 70 بالمئة من حوالي 150 ألف ناخب مسلم في ميشيغان لصالح بايدن. كما أن ميشيغان ولاية حساسة ومهمة للغاية في انتخابات مجلس الشيوخ.
هناك تطور آخر مهم، وهو تراجع شعبية وسائل الإعلام الرئيسية، التي كانت بمثابة أبواق لنشر أكاذيب إسرائيل. فغالبية الشباب الأمريكيين اليوم يتابعون التطورات في إسرائيل وغزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس عبر وسائل الإعلام الرئيسية. وبحسب الإحصائيات فإن حوالي نصف الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا يستخدمون "تيك توك" و"إنستجرام" كمصادر إخبارية منتظمة، كما يستخدم الشباب أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بشكل كبير، مثل "فيسبوك" و"سنابشات" و"تويتر" و"ريديت"
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس