ترك برس
كشفت لجنة تقصي الحقائق التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن قيام وحدات "حماية الشعب -YPG" الكردية بتطبيق سياسية تهجير قسرية تستهدف العرب والتركمان في منطقة تل أبيض.
وقالت اللجنة في تقريرها، أن قوات "حماية الشعب" الكردية، وهي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، قامت بعمليات تهجير قسرية في العديد من القرى العربية والتركمانية تحت وطأة السلاح، في منطقة تل أبيض التي أحكمت السيطرة عليها قبل أسبوعين، وكان آخر هذه العمليات، قيامها بتهجير كافة أهالي بلدة "حمّام التركمان"، ومصادرتها للبيوت الخالية، وقيامها بالكتابة على حيطانها عبارات عنصرية ضد العرب والتركمان.
واشارت اللجنة أنها طلبت مرارا من القوات الكردية السماح لها بدخول تل أبيض، ومعاينة المنطقة عن قرب، وزريارة الأماكن االتي تحدث عنها شهود العيان، والوقوف على حجم التجاوزات فيها، إلا أن القوات الكردية رفضت الطلب باستمرار، بالرغم من انتظار اللجنة عند المعبر الحدودي لعدة أيام.
وطالب الائتلاف الوطني السوري، في بيان له، الأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية وإرسالها بشكل فوري لدخول مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، والوقوف على حقيقة الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الكردية، وتثبيت المسؤوليين عن هذه الانتهاكات ومحاسبتهم.
وكذلك طالب الائتلاف السماح للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بدخول تل أبيض والتجول في المنطقة وإظهار كافة التجاوزات والانتهاكات فيها، ونقل الصورة للعالم أجمع، ليقف على حجم المأساة والضرر الذي لحق بالمدنيين العزل.
كما طالب الائتلاف أيضاً بالسماح لدخول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية لتخفيف المعاناة التي تزداد يوميا في منطقة فقيرة جدا وتفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وطالب الائتلاف كذلك، قوات التحالف الدولية بتحييد المدنيين في مناطق الصراع، وعدم الوقوع في فخ البلاغات الكيدية الكاذبة عن وجود تجمعات للإرهابيين لقصفها، وهي في حقيقة أمرها تجمعات للمدنيين المسالمين، وهو الأسلوب الذي تتبعه القوات الكردية، في تهديدها للسكان أنه في حال عدم مغاردتهم لقراهم، فإنهم سيعطون إحداثيات الأماكن لطيران التحالف ليقصفها، بحجة أنها مقرات للإرهابيين.
وتستمر عمليات التهجير في المنطقة، حيث بلغ عددهم في اليومين الأخيرين نحو 5 آلاف مهجّر، وفقا للعضو السابق في المجلس المحلي لمدينة تل أبيض "أكرم دادا" الذي أوضح في حديث مع الأناضول، أن "المجموعات الكردية تستمر بتهجير التركمان في القرى المحيطة بتل أبيض، وكان آخر هذه العمليات، في بلدة "حمام التركمان الشمالي"، حين تم تهجير نحو 5 آلاف شخص خلال اليومين الأخيرين، حيث تم جمع الأهالي في المدرسة أولا، وإبلاغهم بضرورة مغادرة البلدة لدواعٍ أمنية".
وأضاف "دادا" أن "الحملة الأولى للتهجير بدأت قبل أسبوع، حين دخلت الوحدات الكردية لقرية (حمام التركمان الجنوبي)، وطردت السكان المدنيين منها، لافتاً إلى أن عدد المهجرين من القريتين وصل إلى ما يقرب من 10 آلاف شخص، بنفس الذريعة وهي الدواعي الأمنية". مشيراً أن " قرابة 130 شخصاً فقط من المهجرين التركمان تمكنوا من الوصول إلى تركيا، فيما هام الباقون على وجوههم، ونزحوا إلى القرى والبلدات المجاورة في ريف تل أبيض، في ظل صعوبة الحركة في المنطقة والمخاوف من الاعتقال من قبل حواجز الوحدات الكردية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!