ترك برس
قال بلال بيليجي، النائب في البرلمان التركي، إن سوريا تتطلب نهجا دقيقا في التعامل الجيوسياسي، بما يوازن بين المصالح الإقليمية والأهداف الأميركية.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأميركية على موقعها الإلكتروني، للبرلماني التركي والذي أشار إلى أن سوريا كانت في يوم من الأيام مهدا لحضارة عزيزة وغنية بتراثها، لكنها الآن أصبحت واحدة من أكثر المعضلات استعصاء على الحل في العالم.
"بيليجي" المستقيل من حزب "الجيد" المعارض، قال إن سوريا باتت خرابا، ولا تزال عرضة لتفجر أعمال العنف فيها بسبب إستراتيجية احتواء انتهجتها الإدارات الأميركية السابقة في واشنطن، والتي أدت إلى صراع مجمد، بحسب ما نقلته شبكة الجزيرة القطرية.
ويرى بيليجي أن من الضروري النظر إلى الوراء في كيفية وصول الحال "القبيح" إلى ما هو عليه الآن في سوريا، ومعرفة أين ساءت الأمور بالضبط.
ويعتقد البرلماني التركي أنه سيتعين على الرئيس الأميركي القادم -أيا كان الفائز في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- وضع سياسة جديدة في سوريا، حيث تتراكم المؤثرات الخارجية السلبية على الدول المحيطة بوتيرة لا يمكن تحملها.
درس في الغموض
وانتقد موقف الولايات المتحدة إزاء سوريا، ووصفه بأنه يمثل درسا في الغموض أثار استياء الأطراف الفاعلة في المنطقة. لكنه يستدرك أن هناك اختلافات رئيسية عديدة في طريقة تعامل رئاسة جو بايدن أو دونالد ترامب مع الأزمة السورية، حسب اعتقاد معظم المحللين.
وعلى الرغم من أن مؤسسة السياسة الأميركية غالبا ما تسخر من ترامب باعتباره المشرف على إدارة المخاطر والفوضى على الصعيد العالمي، فإن بيليجي يتوقع أن يكون تعامل الرئيس المقبل مع الصراع المجمد مختلفا جدا، على الأقل من الناحية النظرية.
وأردف كاتب المقال أن ترامب أظهر بالفعل نفورا من التشابكات الخارجية المكلفة التي تمتص أموال دافعي الضرائب في عدد من المناطق، ورجّح ألا يسمح للصراع السوري بالاستمرار في استنزاف مليارات الدولارات، أو توريط الولايات المتحدة في صراعات لا نهاية لها، ولا يمكن الفوز بها.
ضمانات
ومع ذلك، فإن ترامب قد يتذكر المشهد "المخزي" لانسحاب إدارة بايدن من أفغانستان، وفق المقال. ويتوقع بيليجي أن ترامب ربما يركز جهوده في الحصول على ضمانات من حلفائه لدرء خطر تنظيم الدولة الإسلامية، وليس إعادة صياغة الحماقات التي ارتُكبت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
ويزعم البرلماني التركي أن طموحات روسيا في البحر الأبيض المتوسط هي التي تبقي بشار الأسد متشبثا بالسلطة، مما يوفر لها موقعا إستراتيجيا في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه إذا ما أضفنا إيران إلى هذا المزيج، فإن المؤامرة ستزداد تعقيدا، لتعكس العداء الذي طالما أضمرته طهران تجاه أميركا، على حد تعبيره.
ويتابع القول إن سوريا تتطلب نهجا دقيقا في التعامل يوازن بين المصالح الإقليمية والأهداف الأميركية، إذ لم يعد الوضع الراهن مُرضيا.
وخلص بيليجي، في خاتمة المقال، إلى أنه أيا كان الرئيس الأميركي المقبل، فسيتوجب عليه صياغة مبدأ جديد مبني على الحقائق الماثلة في الشرق الأوسط، وعلى واقعية إستراتيجية.
الثورة السورية
بشكل عفوي وغير منظم انطلقت الاحتجاجات الشعبية في سوريا في مارس/آذار 2011 كرد فعل على ممارسات النظام المتراكمة، لكن شرارة البدء تمثلت باعتقال الأطفال في محافظة درعا وتوجيه إهانات إلى الوجهاء الذين طالبوا بإطلاق سراحهم.
بعد مضي 13 عاما كاملا على إطلاق شعار رحيل الرئيس بشار الأسد لا يبدو أن المطالب قد تغيرت حتى في ظل انحسار الانتشار الجغرافي وحالة اقتسام النفوذ على الأراضي السورية التي أفرزت 4 مناطق سيطرة بين مختلف القوى المحلية وداعميها الدوليين.
تجددت المظاهرات الشعبية في شمال وجنوب البلاد بالتزامن مع حلول الذكرى الـ13 لاندلاع الثورة السورية، وأكد المتظاهرون على تمسكهم بمطالبهم، مع متغير جديد وهو التنديد ببعض سلطات أمر الواقع التي تسيطر اليوم على مواقع معينة، في ظل حالة تجميد للصراع بين المعارضة السورية والنظام منذ مارس/آذار 2020 وثبات في خطوط الاشتباك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!