ترك برس

تناول مقال للكاتب الصحفي التركي إحسان أقطاش، الانتقادات الشديدة لتصفيق أعضاء الكونغرس الأمريكي لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرًا إياه تجسيدًا للإبادة الجماعية وتاريخ طويل من الظلم المستمر الذي مارسته القوى الاستعمارية الغربية.

يشير أقطاش في مقاله بصحيفة يني شفق إلى أن التصفيق لنتنياهو، الذي ارتكب جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، يمثل واحدة من أحلك اللحظات في التاريخ الإنساني ويعكس مدى النفاق والازدواجية لدى الدول الغربية التي تدعي نشر الديمقراطية والحضارة بينما تدعم الفظائع.

يركز أقطاش على انتقادات لاذعة للولايات المتحدة باعتبارها المساند الأساسي لإسرائيل، موضحًا أن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، مثل قتل المدنيين وتدمير المنازل والمستشفيات، لم تستدعي تحركًا دوليًا حقيقيًا أو محاسبة. ويعبر عن استياءه من دعم الولايات المتحدة لإسرائيل رغم الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

ويلفت إلى موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتحدى سياسات إسرائيل ويواجه تهديدات من وزير الخارجية الإسرائيلي. ويصف تصريحات أردوغان بأنها دفاع عن القيم الإنسانية ويعتبرها تعبيرًا عن قوة تركيا وإرثها التاريخي، مشددًا على أن التهديدات الإسرائيلية لا يمكن أن تؤثر على قوة وكرامة تركيا.

وفيما يلي نص التقرير:

لم يدم أي نظام قائم على الظلم في تاريخ البشرية. وكما كانت هناك إمبراطوريات استعمارية في الغرب، امتد ظلم المستبدين من الشرق الأقصى إلى الدول الأفريقية.

إن وقوف أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي وتصفيقهم احتفاء بخطاب نتنياهو، القاتل ومُرتكب الإبادة الجماعية والذي لا يقل وحشية عن هتلر في الأفية الجديدة، يعد من أحلك صفحات التاريخ الإنساني.

لا يمكننا أن نتوقع العدالة والإنصاف من هؤلاء المستعمرين ومرتكبي الإبادات الجماعية، الذين ادعوا على مر العصور - سواء في اليونان القديمة أو روما أو العصور الوسطى أو العصر الحديث - أنهم وحدهم أصحاب الحضارة والديمقراطية، ووصفوا جميع الديانات والحضارات والإرث الإنساني بأنها بدائية أو رجعية. هؤلاء هم أنفسهم الذين ارتكبوا أبشع الجرائم وأعمال الإبادة الجماعية.

عندما تشهد أي منطقة في العالم حربًا أو فوضى أو إبادة جماعية، فإن أنظار الناس تتجه نحو الدول العظمى والدول التي تفرض النظام. وبما أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يدعون زوراً أنهم يحملون للعالم الديمقراطية والحضارة والقيم الليبرالية، فقد تطلع الفلسطينيون أيضًا إلى معرفة موقف الولايات المتحدة من معاناتهم.

إن المتابعين للسياسة العالمية عن كثب يدركون أن القاتل الحقيقي ومرتكب الإبادة الجماعية هو الولايات المتحدة، وأن إسرائيل لا تعني شيئًا بدون دعم الولايات المتحدة، ورغم ذلك هناك الكثير حول العالم وحتى في الدول الغربية من يرى في الولايات المتحدة مرجعاً لتقديم الحلول.

ورغم أنني كتبت هذا المقال بسبب التهديد الذي أطلقه وزير الخارجية الإسرائيلي متجاوزًا حدود جرائمه، إلا أن وصف تصفيق الناس المستمر لمشهد الإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو على أنه صورة قاتمة للبشرية يساعدنا على فهم الحالة النفسية التي تعيشها دولة الإرهاب الإسرائيلية المجرمة.

 

على ماذا تم التصفيق في الواقع؟

- عدم وجود نظام قانوني وحقوقي عالمي سائد.

- قتل إسرائيل لأربعين ألف مدني بشكل غير قانوني.

- الحكم على 2.5 مليون إنسان بالجوع والعطش.

- قصف وتدمير مئات الآلاف من المنازل والمباني.

- تدمير المستشفيات مع المرضى والأطباء داخلها.

- حرمان الأطفال حديثي الولادة من المستشفيات والحضانات.

- تعرض سيارات الإسعاف التي تحمل المرضى للهجمات.

- قصف المدارس بما فيها من طلاب.

- نفوق الحيوانات جوعاً.

- تدمير الكنائس والمستشفيات المسيحية.

- تعذيب المعتقلين والجرحى.

- تنفيذ عمليات القتل الانتقائي ضد أطباء وأكاديميين ومهندسين، كما لو كانت عمليات تصفية إرهابية.

أي من الجرائم التي ارتكبها هتلر لم تقم بها دولة الإرهاب الإسرائيلية؟ وما الذي يميز نتنياهو عن داعش، وإن كان صناعة أمريكية؟ إن مجرم حرب ارتكب جريمة إبادة جماعية، والعديد من الجرائم التي ذكرنا بعضها فقط، يُصفق له بحرارة من قبل أعضاء الكونجرس الأمريكي.

هذه هي الدولة التي يتحداها أردوغان، إنها عبارة عن شبكة إجرامية كاملة، لا تستحق أي احترام أو تقدير.

لقد هدد وزير خارجية إسرائيل أردوغان. متجاهلاً، أنكم كنتم تحت حكمنا في إسطنبول أو فلسطين لمدة تقارب الأربعمائة عام. ومهما بلغ عمر دولتكم الإرهابية التي لم يمض عليها سوى سبعون عامًا، فروح العبودية ونفسية الخضوع التي لديكم تجاه الدولة العثمانية والجمهورية التركية لم تتغير."

أيها الصهاينة، اعلموا أننا أسيادكم، وأنا التهديد القادم من إسطنبول هو تهديد السيد لعبده. إنكم تمارسون الاستبداد والطغيان بسبب روح العبودية التي تحكمكم. قوتكم لا تكفي لمواجهة أي تركي أو الدولة التركية.

إن جيشكم عاجز عن مواجهة عشرة آلاف مجاهد من حركة حماس. وعلى وزير خارجيتكم المتطرف أن يفكر ملياً قبل أن يتلفظ بأي كلمة.

في الأيام الأولى من الحرب تصدى الرئيس أردوغان للاتهامات الباطلة التي وجهتموها للمقاومين الفلسطينيين، ووصفهم بأنهم مجاهدون وطنيون يدافعون عن أرضهم، مما حافظ على ثبات قلوب المسلمين.

إن تصريحات الرئيس أردوغان لم تكن تحمل أي تهديد، ولكن تصريحات الوزير الإسرائيلي الوقحة جعلت الناس تشعر بالامتنان لإلقاء أردوغان ذلك الخطاب.

ملخص القول: لا يمكن لعبد أن يهدد سيده.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!