ترك برس

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تكون دولة تتخلى عن أصدقائها في منتصف الطريق، مشدداً على موقف بلاده الثابت تجاه اللاجئين السوريين.

جاءت هذه التصريحات في إشارة إلى كارثة "جسر بورالتان" التي وقعت عام 1945 تحت حكم حزب الشعب الجمهوري، حيث ربط أردوغان بين تلك الكارثة والموقف الحالي من السوريين في تركيا، بحسب ما ذكرته منصة "TR99".

https://x.com/TR99media/status/1841478424323412229

أردوغان، من خلال استحضاره لهذه الحادثة أراد توجيه رسالة قوية بأن التاريخ لن يغفر لمن يتخلى عمن طلب الحماية، إذ جاء هذا التذكير في ظل وعود حزب الشعب الجمهوري خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة بترحيل اللاجئين السوريين، متجاهلين الدروس المؤلمة من كارثة "جسر بورالتان".

مذبحة جسر بورالتان

مذبحة جسر بورالتان أو كارثة جسر بورالتان هي المجزرةُ التي حصلت بعد عودةِ 195 سوفيتيًا مسلماً من أصول أذربيجانية تركية لجؤوا إلى الجمهورية تركيا هرباً من بطش الاتحاد السوفييتي عام 1945، وبعد وصولهم إلى الأراضي التركية سلموا أنفسهم إلى مركز الشرطة الحدودية وحسب رواية الشاهد التركي بكر دوغان والذين كان من بين عناصر مركز الشرطة التركي آنذاك فقد أكد أن أعدادهم كانت تترواح بين المئة والخمسين والمئتي شخص بينهم مسنون وشباب وحتى نساء أيضاً.

كان هؤلاء الهاربون من بطش ستالين ونظامه قد لجؤوا إلى تركيا عن طريق عبور جسر بورالتان على نهر أراس، لكن عندما قدم السوفييت طلباً للحكومة التركية لإرجاعهم عرضت الحكومة التركية القرار في البرلمان التركي والذي كان حينها يتشكل فقط من حزب الشعب الجمهوري وبعض المستقلين حيث تمت الموافقة على القرار من قبل الحكومة، وتمت إعادتهم بأمر من الحكومة الذي كان يرأسها آنذاك سراج أوغلو بالاتفاق مع رئيس الدولة حينها عصمت أيننو  زعيم حزب الشعب الجمهوري.

وحسب الشاهد التركي فقد جاء الأمر لمركز الشرطة التركي بتسليم كل اللاجئين للجيش السوفييتي من المعبر الحدودي التركي الروسي وعندما عجز ضابط مركز الشرطة التركية على صد القرار قام بتسليم اللاجئين للسوفييت وقام بعدها بالانتحار مطلقاً على نفسه رصاصةً من مسدسه.

ما إن تسلم السوفييت اللاجئين الأذربيجان قاموا بإطلاق النار عليهم مرتكبين مجزرة جماعية عُرفت تاريخياً بمجرزة جسر بورالتان، هذه الحادثة التي شكلت وما زالت تشكل الكثير من الجدل إلى تاريخنا هذا، حتى على صعيد التصريحات السياسية التركية فقد كان لها حضور كبير حيث قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بذكر هذا الحادثة في أحد خطاباته مؤكداً على أن سياسة حزب الشعب الجمهوري تجاه اللاجئين السوريين هي سياسة تسليم توارثية أصيلة في حزب الشعب الجمهوري.

تم طرح قضية مذبحة جسر بورالتان لأول مرة في عام 1951 من قبل نائب الحزب الديمقراطي في تيكيرداغ شوكت موجان، وتسببت في مناقشات مختلفة حينها، وعلى إثرها يحاول حزب الشعب الجمهوري دوماً التبرير على تلك الحادثة بأنه كان هناك اتفاقية تسليم مشتركة بين السوفييت والحكومة التركية وأنهم كانوا مجبرين على تسليمهم.

ورغم محاولات متكررة وفاشلة لوضع تبرير لحادثة جسر بورالتان من قبل الحزب الجمهوري، أعاد التاريخ نفسه ومنح الحزب فرصةً أخرى لتعديل موقفه الإنساني وتصليحه من خلال اللاجئين السوريين، إلا أن الحزب كان مُصراً على ترحيل كل السوريين ضارباً بعرض الحائط الدروس التاريخية التي كان ممكناً أن يتعلمها من عواقب حادثة جسر بورالتان.

يشار إلى أن أعمال عنف مرتبطة بكراهية الأجانب وقعت في تركيا، التي تستضيف نحو 3.2 ملايين لاجئ سوري، عدة مرات في السنوات الأخيرة، وعادة ما تثيرها شائعات تنتشر على مواقع التواصل وتطبيقات الرسائل النصية.

ففي أغسطس/آب 2021 مثلا، استهدفت مجموعات من الأشخاص أعمالا تجارية ومنازل لسوريين في العاصمة أنقرة، بعد خلاف أدى إلى مقتل شخص يبلغ من العمر 18 عاما.

كما شهدت تركيا مطلع يوليو/ تموز الفائت، أحداث عنف غير مسبوقة ضد اللاجئين السوريين، اندلعت شرارتها في ولاية قيصري لتمتد إلى ولايات أخرى، بل وإلى الشمال السوري، وما أشعل فتيلها هو مزاعم "تحرش سوري بطفلة سورية أيضاً"، لتفتح هذه الإشاعة أبواب الجحيم على السوريين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!