ترك برس

تداولت وسائل إعلام عربية، تركية وعبرية تقارير تفيد باعتزام الحكومة السورية تخصيص قاعدة عسكرية استراتيجية لتركيا في منطقة تدمر بمحافظة حمص، ما أثار جدلاً واسعًا نظرًا لتداعياته المحتملة، خاصة فيما يتعلق بالصراع بين أنقرة ودولة الاحتــ.ـلال.

وذكرت وكالة رويترز أن دمشق ستخصص لأنقرة قاعدة عسكرية في تدمر بحجم يضاهي قاعدة "رامشتاين" الأمريكية في ألمانيا، مما سيجعلها واحدة من أكبر المنشآت العسكرية التركية خارج حدودها.

وأضافت أن تركيا أبلغت القوى الكبرى، بما فيها الأمم المتحدة، أن القاعدة ستُعتبر أرضًا سيادية تركية، محذرة من أن أي هجوم عليها سيُواجه برد عسكري مباشر.

https://x.com/TR99media/status/1904518633520574893

من جانبه، أفاد إعلام عبري، نقلًا عن مصادر أمنية في دولة الاحـ،ـ.ـتلال، بأن هناك اتصالات سورية-تركية مستمرة لنقل مناطق قرب تدمر إلى الجيش التركي، مقابل دعم اقتصادي وعسكري لدمشق، في خطوة وصفتها المصادر بأنها "تثير قلقًا إسـ،ـ.ـرائيليًا كبيرًا".

وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من أنقرة أو دمشق، نقل موقع "TR Haber" التركي عن مصادر مطلعة في وزارتي الدفاع والخارجية أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور تركيا اليوم الثلاثاء لتوقيع اتفاقيات دفاعية وعسكرية مع الرئيس أردوغان.

وأضاف الموقع ذاته أن القاعدة العسكرية التركية المرتقبة في تدمر ستشهد أنشطة لتدريب وإعادة هيكلة الجيش السوري، الذي لا يزال في طور إعادة البناء.

وفي سياق متصل، أوصت لجنة حكومية إسـ،ـرائيـ.ـلية حكومة بنيامـ،ـين نتـ.ـنياهو بالاستعداد لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية مع تركيا، في ظل مخاوف تل أبيب من تحالف أنقرة مع الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد.

ووفقًا لتقرير لجنة "فحص ميزانية الأمن وبناء القوة" (لجنة ناغل)، الذي قُدّم في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن التحالف التركي-السوري قد يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن إسـ،ـ.ـرائيل، وربما يكون أكثر خطورة من التهديد الإيراني.

وأكدت اللجنة على ضرورة استعداد إسـ،ـرائيل لمواجهة مباشرة مع تركيا، بسبب ما وصفته بـ"طموحات أنقرة لاستعادة نفوذها العثماني".

وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.

وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.

بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.

وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ"الأطماع الانفصالية" في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.

ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!