برهان الدين دوران - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
من ساعات الانتخابات الأخيرة الى يومنا مضى 67 يوم وما زلنا نبحث عن حكومة، في الساعات القليلة الماضية كان اخر اجتماع جمع بين رئيس حزب العدالة والتنمية داوود اوغلو ورئيس الحزب الجمهوري كمال كيلتشدار اوغلو، وكانت نتيجة الاجتماع بان الأطراف لم يستطيعوا التوصل الى حل وسط، فحزب العدالة والتنمية يريد حكومة حتى انتخابات مبكرة، بينما الحزب الجمهوري يريدها طويلة الأمد، ولهذا فانهم لم يستطيعوا ان يجدوا حل وسط بين الاثنين.
بعد الجولات المكوكية وفشلها؛ سنرى وسائل الاعلام وهي تتراشق التهم؛ فكل واحد سيدافع عن آرائه؛ وسيتهم الاخر بان السبب في افشال محاولات الائتلاف. بعد هذه المحاولة يُرجّح بان داوود اوغلو سيتوجه وللمرة الأخيرة الى الحزب القومي؛ ليرى هل من بصيص امل مقبول؟
يرى كثير من المراقبين ان سبب فشل هذا الائتلاف يعود الى عداوة المعارضة لشخص اروغان؛ لكن الحقيقة أكبر من هذا بكثير، فالأتلاف بين حزب العدالة والتنمية والحزب الجمهوري كان مرفوض من الداخل والخرج؛ لان القاعدة الأساسية لكلا الحزبين يرفضان التحالف مع الاخر؛ ويعود ذلك الى الاختلاف الجوهري في الايدولوجيا والأمور التفصيلية.
قد يبدو للناس العاديين بان الأمور يمكن لها ان تكون جيدة بين الحزبين، لكن الحقيقة تثبت غير ذلك؛ اذ ان كلا الحزبين يملك من الفروق والاختلافات تجعل من التلاقي بين الحزبين امرا مستحيلا، ويعود هذا مثلا الى ما صرح به كمال كيلتشدار اوغلو بان حزب العدالة والتنمية حكم تركيا لمدة 13 سنة وان تحالف معه يجب ان يكون بسيطرة وتحكم مقبول من طرفنا وألا نكون أداة في استمرار حكمهم، وأضاف بان وقتنا قد حان وان عليهم تجربة دورهم في الحكم.
اما السبب الاخر هو الاختلاف الجذري في الايدولوجيا، فحزب العدالة والتنمية يسعى الى تركيا الجديدة، بينما يسعى الحزب الجمهوري الى إعادة اعراف ومبادئ اتاتورك من جديد واعادتها الى الحياة؛ وهو الامر الذي يرى فيه حزب العدالة والتنمية بانه غير مقبول ومخالف للتطور الحضاري الذي نعاصره. وينبني على نقطة الأيدولوجيا كل شيء قد يكون هو سبب الخلاف بين الاثنين، فمثلا رؤية الحزب الجمهوري في السياسية الخارجية للبلاد تعارض كل ما يقوم ويسعى فيه حزب العدالة والتنمية؛ الذي يرى في السياسية الخارجية بانها يجب ان تكون صفر مشاكل مع كل الأطراف وبالذات الجيران، ويرى ان الربيع العربي يحتاج من تركيا سياسية توازي وتتماشى مع هذا الربيع في مساعدة العرب والأمم للنهوض كحق حضاري وحق من حقوق حسن الجوار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس