ولاء خضير – خاص ترك برس
يشكل "الأويغور"، وهم إثنياً من المسلمين الأتراك، نحو 45% من سكان إقليم تركستان الشرقية، المعروف باسم "شينجيانغ" في الصين، وحينما أعادت الصين سيطرتها على الإقليم عام 1949، بدأت هجرة واسعة النطاق من جانب الصينيين الى تركيا.
ويواجه"الأويغور" المسلمون في اقليم شرق الصين ممارسات سياسة الحكومة ضدهم، حيث يتم ملاحقتهم، وإعتقالهم، ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية.
ويقدر عددهم بحوالي 10 مليون شخص في الصين، لكن السنوات الأخيرة شهدت نزوحا مستمرا لهذا الأقلية إلى تركيا، إذ أن الأويغور يتكلمون اللغة التركية.
ويقدر عدد الأويغور الذين وصلوا إلى تركيا في عام 2014 بسبعة آلاف شخص، وبموازاة هذا الواقع، انتقد المسؤولون الصينيون ما اعتبروه "انفتاحا تركيا" تجاه اللاجئين الإيغور.
وعندما أعلنت العاصمة التركية "أنقرة" مخططا لإعادة توطين الأشخاص من ذوي الأصول الصينية – الأويغور، الذين تم ترحيلهم مؤخرا من تايلاند، اتهمت صحيفة صينية رسمية السلطات التركية بالتغاضي عن حركة الأويغور الانفصالية، وتوفير ملاذ آمن لما تدعى انهم "متطرفون مسلمون".
ويطالب سكان إقليم "شينجيانغ"، أي الحدود الجديدة، أو الأرض المحررة، والذي يشهد أعمال عنف دامية منذ عام 2009، بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر الأخيرة، الإقليم منطقة تحمل أهمية استراتيجية بالنسبة إليها.
وعلما انه قُتل من "الأويغور" المسلمين أكثر من مليون مسلم في عام 1863م، كما قُتل أكثر من مليون مسلم، في المواجهات التي تمت في عام 1949م، عندما استولى النظام الشيوعي الصيني على إقليمهم، وألغى استقلالهم، وجرى ضمه لجمهورية الصين.
وتم تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين، وكما تم التضييق عليهم في عباداتهم، ومظاهرهم الإسلامية، وهدم مساجدهم، وإزالة مدارسّهم.
ويتحدث "الأويغور" باللغة الأويغورية، هي لغة قارلوقية، من لغات الترکية، ويستعملون الحروف العربية في كتابتها إلى الآن.
وتتعهد تركيا بأن تبقي أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين من أقلية "الأويغور" المسلمة، الذين يهربون من الاضطهاد في الصين، في موقف من المتوقع أن يفاقم خلاف أنقرة مع بكين، بشأن معاملة الصين للأقلية المسلمة، التي يتحدث معظم أفرادها التركية.
وعلى الرغم من أنَّ الأويغور يتَّبعون الدين الإسلامي، لكنهم يخضعون بحسب تقرير هيومن رايتس ووتش، للوائح وتعليمات، أشد من تلك المفروضة على غيرهم من المسلمين في الصين.
ويشتكي الأويغور من قيود شديدة يفرضها الحزب الشيوعي الصيني، مثل حظر الصوم لأعضاء الحزب، والموظفين الحكوميين، والمدرسين، والطلاب أثناء رمضان، فضلا عن الحظر القسري على ذهاب الأطفال للمساجد، وإطلاق الشباب لحاهم.
وتمّ حظر ارتداء الحجاب على نساء "الأويغور" في الأماكن العامة بالصين، بما في ذلك المواصلات العامة، واحتفالات الزواج في عام 2014، وفُرِضت غرامة مقدارها 353 دولار على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
وكذلك لا يُسمح لهم باستيراد الكتب الإسلامية من الخارج، ويُمنع الأويغور من السفر إلى الخارج من أجل الدراسات الدينية.
وبهذا الصدد لا يتوقَّع الخبير السياسي في شؤون الصين دانيال كرال، وجود نهاية للعنف، وحول ذلك يقول إنَّ "الدولة الصينية لن تستسلم، والقمع سوف يزداد، وسيصبح "الأويغور" أكثر يأسًا".
وفي الواقع لا تبذل العاصمة بكين أية جهود من أجل التقرُّب من "الأويغور"، بل إنَّ محاكمة الناشط الأويغور في مجال الحقوق المدنية والأستاذ الجامعي إلهام توهتي، الذي كان يدير مع بعض الطلاّب موقعًا على شبكة الإنترنت خاصًا "بالأويغور"، أظهرت مؤخرًا أنَّ السلطات الصينية لا تريد لفترة أطول تحمُّل حتى النقَّاد المعتدلين.
ففي عام 2014 حُكم على إلهام توهتي بالسجن مدى الحياة بتهمة (التحريض على) الانفصال.
وخلال لقاء مع أحد "الأويغور" على قناة BBC العربية، والذي هرب الى تركيا في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، وطالب بعدم الكشف عن هويته خشية تعرضه لانتقام من جانب السلطات الصينية، إنه تعرض "لفظائع" بصورة مباشرة.
وأوضح: "العام الماضي، وفي ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم تجمع نحو 50 من أفراد عائلتي لتناول الإفطار، وجاءت ابنتي لتخبرني أن هناك جنودا يحاصروننا، اعتقلونا واستجوبونا حتى الصباح الباكر، وطلبوا ألف دولار من كل واحد منا لإطلاق سراحنا".
وأضاف: "حينما تجلس في بيتك مع أربعة أو خمسة أصدقاء، حينما تصلي، يقتحمون المكان ويبدأون في استجوابك، ويسألوننا لماذا لديكم لحى؟ لماذا تقرأون القرآن؟ ولماذا تغطي النساء وجوههن؟".
وتابع: "يلقون بك بعد ذلك في السجن، حتى إنهم اعتقلوا ابني البالغ من العمر 10 سنوات مع أربعة من أصدقائه".
اللاجئون في تركيا يروونّ قصصا مختلفة، ويؤكدون أنهم غادرو جمهورية الصين الشعبية عندما أصبح "التنميط العنصري والديني لا يطاق"، وانهم وجدوا في تركيا ملاذهم الأمن.
وتشهد مؤخرا العديد من مدن تركيا ، مظاهرات احتجاجية تضامنية مع "الأويغور"، ومنددة بممارسات السلطات الصينية ضد مسلمي “الأويغور”، الذين يعيشون في إقليم تركستان الشرقية (شينغيانغ)".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!