ترك برس
تُعرف ضيافة الشعب التركي في جميع انحاء العالم، فهي واحدة من القيم الأساسية التي تحلى بها الأتراك على مر التاريخ. وتنتشر بين الأتراك مقولات شعبية وأفكار عن الضيف وإكرامه تداولتها الأجيال، نتناول بعضها في هذا التقرير.
ينظر الأتراك إلى الضيافة واحترام الضيوف على أنها أولوية مقدّمة على أي شيء آخر، وقد زاد احترام الضيوف بعد دخول الأتراك إلى الإسلام. وهكذا بدأ الأتراك باعتبار الضيوف كأنهم أمانة من الله ومن هنا تأتي أهمية استضافتهم وإكرامهم.
يُساهم إكرام الضيوف في تسهيل الصعوبات التي يواجهها الأتراك في حياتهم، وبفضل كرم الضيافة تتطور علاقاتهم ببعضهم البعض مما يمنحهم بشعور بالأمان.
ويقال بين الأتراك إن الله تعالى قبل أن يرسل الضيوف يرسل ملائكته على صورة حمامة بيضاء إلى منزل المضيف، فتقف الحمامة أمام مدخل البيت و تسلم على أهله ويرد عليها جبرائيل - عليه السلام - ويسأل "ماذا تفعل عند صاحب المنزل؟" فتقول الملائكة؛ إن الله أرسلني إلى هنا كي أسلم على أهله وأن أخبره أن الضيف سيأتيكم، ولكم بركة 40 يوما من الجنة.
إطعام الضيف وخدمته لدى الأتراك فضل من الله ولذلك يجب استقبال الضيف بأجمل الملابس وبوجه مبتسم. وقد اهتم الأتراك أيضا بالمُسافر الذي يأتي من أماكن بعيدة وذلك باستضافتهم في بيوتهم دون أجرة وأن لا يتركوه دون طعام أو مبيت. ويرى الأتراك أن الضيف ضيف من الله ولذلك فهو يأتي ورزقه معه.
وهناك بعض المعتقدات التي تخص فئة بعينها من الأتراك، على سبيل المثال لا يسأل شعب الأناضول ضيفه هل هو جائع أم لا، ويعُد ذلك عيبًا. لذا ولكي يعرف صاحب البيت جواب هذا السؤال يقدم لضيفه القهوة وبجانبها كوب من الماء. فإذا شرب الضيف من الماء فهذا يعني أنه جائع.
و يستعجل صاحب البيت في تجهيز الطعام لضيفه ولا يدعه ينتظر الأكل أبدا، ولا يبدأ الضيف بطعامه دون أن يأكل صاحب المنزل.
ويُذكر أن أول خان للمسافرين أنشئ من قبل السلاجقة في آسيا الوُسطى أواخر القرن العاشر لكي يرتاح ويلجأ المسافرون إليها، وهناك كانت تُقدّم لهم الخدمات مجانا دون تفريق في العرق أو اللغة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!